أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - لمناسبة قرب صدوركتابي عن - انتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب العراق 1967/1968 : ليس تذكرا بل بداية تاسيسية للمرحلة القادمة من - الوطنية العراقية-















المزيد.....

لمناسبة قرب صدوركتابي عن - انتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب العراق 1967/1968 : ليس تذكرا بل بداية تاسيسية للمرحلة القادمة من - الوطنية العراقية-


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4607 - 2014 / 10 / 18 - 14:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لمناسبة قرب صدور كتابي عن "انتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب العراق 1967/1968 ":
ليس تذكرا بل بداية تأسيسة للمرحلة القادمه من"الوطنية العراقية"

يصدر خلال الشهر الحالي عن دار "ميسوبوتاميا" في بغداد، كتابي عن "انتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب العراق 1967/ 1968 : 45 عاما ومايزال القتال مستمرا" الحدث ارتبط وقتها بفترة خصبة وتحولات طرات على الواقع العراقي وحتى العربي والعالمي، فقد عرف العراق وقتها الانشقاق الكبير في الحزب الشيوعي العراقي، كما افضت الاحداث وتزاحم التطورات انذاك الى ترجيح انقلاب 1968 البعثي، وقيام سلطة شمولية دكتاتورية استمرت منذ ذلك التاريخ حتى 2003. تميزت الانتفاضة بالذات بانها المناسبة التي بقيت حية من تجربة الانشقاق في 17 ايلول 1967، فهي سجلت في اعمال ادبية اشتهرت لاسباب مختلفة، منها "وليمة لاعشاب البحر" للسوري حيدر حيدر، وكتابات اخرى اجنبية وعراقية، اخرها رواية الكاتب العراقي احمد خلف "الحلم العظيم"، ماجعلها تحتل مكانة رمزية خاصة، وهذا بحد ذاته كان كافيا لتسليط السخط عليها من قبل اعدائها وبمقدمتهم الحزب الشيوعي الرسمي، الذي ظل يفبرك حول الحدث الاكاذيب، وينسج بقدر مايستطيع روايات مضادة استلها من خياله، خاصة ضد من ظل مصرا على احياء تلك الحادثة، او عمل على اذكاء ذكراها، او وبالاخص سعى لتعميمها عربيا.
وانا شخصيا وتحديدا، تعرضت لما لايحصى من تلك التلفيقات والاكاذيب، جعلتني بنظر البعض شخصا اخر، واخرجتني من السياق الحقيقي، ومن مصاديق تجربتي وتجربة من رافقوني خلالها، لاصبح شخصية اخرى تنتمي لتاريخ مفبرك، معادة صناعته وفق اغراض معادية ومريضة. غير انني لم اكتب هذا الكتاب، كما انني لم ارو "لحيدر حيدر" من قبل ماقد رويته بسبب رغبتي في دفع تشويهات رخيصة واكاذيب، ولو كان ذلك همي لفعلت منذ زمن، ولما انتظرت قرابة خمسة عقود كي اقول كلمتي ( كتبت من قبل مقالا في جريدة "الحياة" اللندنية عن الانتفاضة، كما كتبت مقالا بحلقتين في جريدة السفير اللبنانية)، هذا وانني اكتب اليوم بينما صار الذين دأبوا على تشوية صورة الانتفاضة ومغزاها، مقتنعين بانهم قد انجزوا المهمة، وتمكنوا اخيرا من مصادرة الحدث، وصار هؤلاء على سبيل المثال يكتبون المقالات السنوية في جريدتهم المسماة "طريق الشعب"، مدعين بكل وقاحة ان حزبهم هو الذي قام بالانتفاضة وصنعها.
وليس هؤلاء وحدهم من ظلوا مصرين على قتل الانتفاضة، فبعض المرضى والباحثين عن ادوار لايستحقونها حتى من معسكرها، تدخلوا هم ايضا مفبركين لانفسهم افعالا لاوجود لها سوى في خيالهم المريض، واجمالا وبين هذا الصنف والصنف الاول، يمكن ان نراقب انهيار نمط من المقاربة والتفكير الذي هو في حالة انحدار وتفسخ مطرد سياسي واخلاقي، فالانتفاضة كانت في جانبها الاهم الذي لم يدركه هؤلاء ولا يمكنهم ادراكه على الاطلاق، لحظة اعلان عن الانتقال من حقبة من تاريخ العراق، نحو حقبة اخرى، وكتابي الذي سيصدر قريبا، هو سجل عن هذه السيرورة الطويلة، ومن هنا جاء عنوانه الفرعي " 45 عاما ومايزال القتال مستمرا"، فالقتال الفعلي الذي جرى الاقدام عليه وخوضه في حينه، لم يكن مجرد معركة في الغموكة وجزيرة سيد احمد الرفاعي، بل كان بدءا لزمن الانتقال من الوطنية الحزبية الايديلوجية، الى الوطنية العراقية الكونية.
والكتاب اذن هو هذا، اي انه الرواية التي تترسم طريق مابعد، وتنتهي الى خلاصات نظرية عن المرحلة التي تتبلور من هنا وصاعدا، فالوقائع وماقد حدث، وان هي وضعت بين صفحات الكتاب وجرت العناية بها كما ينبغي، فان الجانب التحولي ومقوماته النظرية، قد اخذت ايضا مكانها بقدر يتلائم والمناسبة. لقد فات القوى الحية في العراق عند بداية القرن الماضي، لابل كان مما يتجاوز قدراتها، ان تكتشف عناصر الوطنية العراقية الكونية، كما يمكن استخلاصها من اكتشاف خاصيات العراق التاريخية، ولان تلك الخاصيات تمتاز بالتعقيد في كيان مركب واستثنائي، فلقد تم العبور الى "الايديلوجيا" فتم تلقفها على عجل وتبنيها دوغمائيا وسريعا لاسقاطها على الواقع بعد اكراهه او اخضاعه لمقتضياتها، وهو ماحدث سواء من قبل اصحاب التصورات الطبيقة او القومية او الليبرالية مجتمعين.
نحن نعيش منذ اربعة عقود زمن موت الحقبة الايديلوجية، وعجزها المتزايد، مع غلبة الجانب البيروقراطي على سلوكها، اضافة لصدوعها البارز وهزيمتها امام البنى الاصلية، ولمكونات ماقبل الدولة، وهذا ينطبق على الاحزاب الاساسية العراقية القومية والماركسية، ان مهمة "جعفر ابو التمن" المنتكسة ليست بدعة في التاريخ العراقي، فالواقع العراقي يفرض انماطا من الوعي الحسي او الايديلوجي بدل الادراكي، وهو ماميز تاريخه الطويل وانقطاعاته الحضارية الملازمة لكينونته. لقد سعيت لوضع نقاط عشرة تعين الناموس الذي بموجبه نستطيع مقاربة طبيعة العراق وديناميات تاريخه وقوة الصراعية التراجيدية في تركيبه، كذلك ركزت في البداية على اختصاص الكيان العراقي بالفعالية الحضارية في محيطه الاقليمي، وعلى طابع كيانه الامبراطوري المتكرر( قامت في العراق ست امبراطوريات كبرى) هذا سوى الطابع المشاعي اللادولوي لبنيته الاصلية، واستمرارية صراع هذا التكوين مع التكوين الاكراهي الذي يركب على المشاعات الزراعية في الاعلى، في مدن محصنه تظل بلا جذور مجتمعية، لان المجتمع المنتج، يمتاز باستحالة انتاجه للسلطة او الدولة المنفصلة، وحيث العملية الانتاجية هنا وشروطها تساوي انتفاء الاكراه الداخلي والخارجي شرطا حتميا لاستقامة العملية الانتاجية اي ضمان تامين الوجود المادي للمنتجين.
ولكل هذه الاحكام طبعا مبررات قمت بعرضها في محاولة او لية تأسيسية ماتزال متصلة، سوف تتبعها كتب اخرى تتناول جوانب مختلفة مكملة، وسبقتها كتب صدرت تصب في نفس المنحى ابرزها "ارضوتوبيا العراق وانقلاب التاريخ" الصادر عام 2008 عن دار الانتشار العربي / بيروت عام 2008،و " تجديد النبوة : والثورة الكبرى الآتية من جهة العراق" الصادر في بغداد بداية عام 2011 .
مع الكتاب الحالي نكون قد انتقلنا من حالة المخالفة من دون القدرة على البوح، الى اكتمال الرؤية والقدرة على عرضها، لقد امضينا سنينا لابل عقودا،كان المنظور الجديد خلالها غير مكتمل العناصر، وكان ذلك من اصعب الفترات، حيث ظلت رؤى وبنية التيار الاخر المستعارهي الغالبة، ومن ثم القادرة على السيادة والمحاصرة، خصوصا بمواجهة اعتراض جذري مازال من دون اسانيد نظرية مكتملة، وقتها لم تكن سوى اخطاء هؤلا الفاضحه، يمكن عرضها حجة عليهم، في حين اصبح بالامكان اليوم نفي الحاجة لهم كليا، بناء على مبررات واسانيد نظرية مقابلة، وهذه نقلة هائلة في طبيعة الصراع، سوف تستدعي من الطرف الاخر تغييرا اجباريا في وسائل الرد، وبينما ظلوا يستعملون تكتيك التجاهل لما صدر عنا بهذا الخصوص حتى الان، سوف يضطرون الى الرد بعد اليوم مجبرين ان استطاعوا، مع انهم سيكشفون وقتها عن هشاشة مرتكزاتهم، وتهاوي ترسانتهم الفكرية، ويزيدون بذلك في تعزيز مكانة الافكار الجديدة الصاعدة، خصوصا مع فقرهم المعرفي، وضحالتهم الثقافية والفكرية.
وبهذا يكون قد اقترب عهد تحويل الافكار الجديدة الى واقع، والى قوة على الارض وفي الحياة، كل هذا يعني ان الكتاب الحالي عن انتفاضة الاهوار، هو بالاحرى كتاب في الانتقال من مرحلة في التاريخ الوطني العراقي نحو مرحلة اخرى، وهو وصف لمسارات ومصاعب وظروف هذا الانتقال، مع تثبيت مقولاته وعناصره التصورية الضرورية، قبل دخوله ساحة الحياة والممارسة العملية.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يتحمّل مسؤولية فشل وهزيمة المشروع الوطني العراقي الحديث؟
- التساؤلات التي لاتطرحها قوى العلمانية العراقية على نفسها؟
- صراع مجتمعي بدل الطبقي.. ابراهيمية جديدة بدل الماركسية
- في مفهوم- الراسمالية الزراعية- والكيان المركب ؟؟؟؟؟
- مابعد المحمدية: الابراهيمية تنقلب وتتجدد
- الماركسية ماتت لكنها لم تدفن
- العربية والإسلامية: مقاومتان بمنطقين متعارضين
- معركة الشرعية والمؤتمر التأسيسي العراقي
- حرب المتغيرات الكبرى: أميركا ومعضلة تدمير الدولة العراقية
- العراق لبنانيا ... أو : تمرين صعب حتى للمقاومين .
- المثقفون العرب وقضية العراق : فخا الاتجاه الواحد ؟
- 8 شباط : يوم قتل حلم الخلاص من ظلام القرون السبعة
- مالابد منه لفرنسا واوربا في العراق
- الموقع يفتقر الى الحيويه وهو لايساهم في تحفيز واثارة النقاش
- اللعب على حافة الهاوية : دفاعا عن العراق ام عن الدكتاتوريه.. ...
- العراق و-حكومة الوحدة الوطنيه - تزاحم المصالح والتناقضات واح ...
- لمناسبة قرب صدورمجلة تعكس موقف التيار الوطني الديمقراطي
- النساء العراقيات لأيغنين للدكتاتوريه: ثلاثون سنة من الصمت
- 100 بالمائه -تقيه -صالحه
- حول حق ابناء الشريف حسين في حكم العراق


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - لمناسبة قرب صدوركتابي عن - انتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب العراق 1967/1968 : ليس تذكرا بل بداية تاسيسية للمرحلة القادمة من - الوطنية العراقية-