أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - في طريق اعاد بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية/( 1 ملحق تطبيقي نظري)















المزيد.....

في طريق اعاد بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية/( 1 ملحق تطبيقي نظري)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 13:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتجه الافكار بحسب طاقتها التغييرية، من الترسيمات المؤسسة الكلاسيكية، الى الرؤية او الخطة التطبيقة، وهذه الأخيرة تنقسم بناء للمقتضيات والظروف والحالة، الى مرتبتين، واذا اردنا التوضيح بالملوس وبالمثال، فلنعد الى الماركسية نفسها، وكيف تدرجت بالعموم من التأسيسات النظرية والقواعد على يد ماركس وانجلز، الى التطبيقات المتجهه الى التركيز في وسائل عمل، تكثف جماع النظرية ضمن كيان متناسق، لخصه لنين في "حزب مالعمل" في حين اضطلع هو لوحده بالمهمتين الاخيرتين.
ولايعود الدور اللينيني الى البراعة والعبقرية المطلقة المجردة، الامر الذي لم يعطه المتابعون في حينه وحاليا الانتباه الذي يستحقه، فلنين هو ثمرة روسيا الطرف، الذي يقول هو عنه بانه نصف اسيوي نصف اوربي، كما انه الموضع الاقل تطورا من حيث كمال الانقلاب الراسمالي وتغلغله، مااتاح الفرصة لان يمتزج الطابع الاسيوي بالكمال الكلاسيكي الاوربي، سواءعمليا، اوفي ميدان النظرية، فكل ماكان يمكن ان يحدث في اوربا، لو عرفت هي ثورة اكتوبر عام 1917 لم يكن قابلا للحدوث في روسيا، فروسيا الخليط من عالمين، اسبغت على النظرية الثورية على يد لنين قوة "الاستبدادية الاسيوية"، مايعني التضحية بجوهرها "الديموقراطي" الاوربي، الامر الذي كان سيحتم بلا اي خطأ سياسات الحزب الواحد، والبنية البيروقراطية، ويهزم حلم الاحزاب الاشتراكية الاخرى في البقاء موجودة، ويحرمها من الاستمرار، مع تحريم التعددية والمعارضة داخل الحزب اللينيني، وصولا للستالينية وعبادة الفرد، وتكلس النظام.
وحيث حظيت روسيا وقتها بموقع البؤرة القيادية الاممية، فقد اكتسبت في الجوهر طريقا للعبور المختلف الى الراسمالية، اكثر مما الى الاشتراكية، فنظرية ماركس وانجلز بالاصل، كانت هي الاصح، والانتقال للاشتراكية اذا كان متاحا، فانه لابد ان يحدث في البلدان التي بلغت قمة التطور الراسمالي، لا قاطرته الاخيره، هذا مع العلم ان مسارات وتعرجات الوصول للعالم مابعد الراسمالي، ليست، ولم تكن في حينه واردة ولا محتومة التحقق، لافي اوربا، ولا روسيا او من تبعها من بلدان اوربا، واسيا وغيرهما.
ليس الاخلاف اليوم بين الوجهتين "التشاركية العضوية المجتمعية" و " الشيوعية الطبقية"، من نفس نوع الخلاف او الصراع داخل ذات الاطار المفهومي والتصوري للحياة والتاريخ، وللانسان ووجوده، والحضارة وغاياتها، ويتطلب الامر بهذه المناسبة قدرا من قبول فكرة الانتقال او الانزياح بداية، من نطاق المفهوم المتراكم عن الحضارة الانسانية ومحركاتها، وعناصرها الاكثر فعالية ومن ثم غاياتها.
فالتشاركية الطبقية الماركسية كنظرية وكواقع، مستلة ومنتزعة من داخل تراجيديا العمل البشري اليدوي والصناعي بالذات، وهي تنتهي بمتوالية تكرار او تحسين وجود الانسان وموقعه ضمن الهيئة الاجتماعية، وداخل النسيج الاجتماعي، عبر الغاء الطبقات. ومثل هذا التصور لايمنح مسالة العقل كقوة فعالة عملية، وكامكان مستقبلي، المكانة المتضمنه او المضمرة في الوجود الانساني والحضاري، بعد الانتقال من اللقاط الى انتاج الغذاء، وبناء عليه، فانه لايعير مسالة التكوين المجتمعي الضمني، المكانة التي يستحقها في العملية الحضارية والمجتمعية، والمقصود بذلك موضوع ازدواجة النموذج المجتمعي، كما وجدت عند بدايات تاسيس التشكل الحضاري، المرتكز لانتاج الغذاء يدويا، بدل التقاطه، ومعنى ذلك ومايترتب عليه، بعد تكرار حضوره، بالاخص في التاريخ العراقي في الدورتين الاولى والثانية، بصيغه نظم تشاركية مجتمعية.
مالذي يفصح عنه هذا التكرار "التشاركي"، او يشير باتجاهه، وظل مطموسا وغائبا عن الفهم العلي العقلاني، في حين فشلت المناهج الغربية الحديثة، ولم تكتشفه الى الان، بينما ارادت وسعت بكل جهدها لتكريس نموذجها الكياني والتاريخي ونمطها الانتاجي.هذا في الوقت الذي ينبيء التكرار انف الذكر، عن نشوء اصلي لخيارين واحتمالين مجتمعيين، هما خيار"اللادولة"، يقابله خيار "الدولة القاهرة"، والاخير هو الذي حظي بالسيادة والهيمنة المفهومية حتى الان، لتناغم نموذجه مع حالة العمل اليدوي، وحتى الالي، ولطبيعة العلاقة بالطبيعة، بعد حصول الاستقلال عنها، والعمل فيها او فوقها.
في النطاق المذكور، يحكم على عنصر العقل عمليا عبر معادلة (الارض / اليد/ العقل)، حيث العقل محكوم بمثل هذا الاطار والمصدر التصوري، مايعطي الارجحية والاولوية لعنصري الانتاج المباشرين والفعالين، ويجعل العقل الى حد ما، تابعا، والافق امامه مغلقا، فتحرر العقل يشترط تراجع سطوة اليد والارض، وهذا كي يحدث لابد من تراجع دور اليد كاداة رئيسية في العمل، مايعني الانتقال الى الانتاج "المعرفي"، فوقتها فقط تتغير المعادلة، وتتحول الى ( العقل/ المعرفة/ الوجود)، ويغدو مجال العقل متجها نحو الاستقلال عن الطبيعة، وعن الجسد البشري معا، فالعقل مع تبدل شروط عمله، وانطلاق قدراته خارج نطاق والزامات واقعه الراهن، سينحو للاستقلال عن الجسد والهيمنه عليه، كما اتجه من قبل للهيمنة على الطبيعة بعد ان كان جزءا منها ومتضمنا فيها.
وهذا المجال الجديد المترابط، هو افتتاح عالم آخر مختلف العناصر والقوى الفاعلة، وآليات السيرورة، وهو بلا شك، مجال يصعب اليوم ووفق حدود العقل الراهنه، ومجال تشوفاته المتاحة، تصوره، فضلا عن قبول الانتقال اليه، وهنا سوف تتمثل احدى اخطر قضايا الانتقال الحالي، على مستوى الاستعداد ورؤية الاهداف الجديدة، مع طاقة تخيل العالم اللاحق الذي بدا يتشكل، مع تراجع الصناعة، وحضور خيار "الانتاج بالمعرفة"، وسيحتاج مثل هذا التصدي الكبير بلا شك، لعقول كبيرة، ولاستعدادات من نوع مختلف عما هو معتاد ومجرب.
في مثل هذه الحالة لابد من توقع تساؤلات عن الخيار الاخر، خيار " اللادولة" الموازي والمطموس، والذي وجد في الامريكيتين، وفي افريقيا وبعض اسيا واوستراليا، في حين قام نموذجه الاكمل والاعلى في العراق في ارض السواد، فانتج "الابراهيمية "، اول رؤية كونيه بالصيغة التي كانت متاحة للتعبير عن خيار مواز "ارض سماوي"، بينما يتبقى الاخطر والاهم، متمثلا في الاجابة على السؤال: هل مازال الخيار الآخر قابلا للتكرار، او ان الظرف التاريخي بدا يعمل لصالحه، ولصالح سيادتة على الحياة والمعمورة؟ وهل ان التحول في طبيعة العملية الحضارية الانتاجية، من غلبة اليد، الى محورية العقل، ستعطية ياترى المكان او الدور الاول في وضع هذا الشكل من الانتاج ب "المعرفة"، بحيث يعود ليصبح بؤرة تجديد العملية التاريخية ؟.
يعني هذا اننا نشيرالى، او نتوقع انتقالا في المحورية الحضارية، وفي الطليعية الاممية، ماسيثير ايضا تصادمات وتعارضات، لايمكن تحاشيها سببها التكلس المعتاد من قبل البشر، وعادتهم المعروفه، واولها نزعة التمسك بالماضي، على انه الحقيقي والابدي، هذا غير قوة المفاهيم الباقية مما سلف، و "اخلاقياته الحضارية" التي تكرس الميل للعلو و"المركزية" الحضارية، كما هو حال الغرب، ونزعة تمسكه المغالية باولوية مكانته، لكن هذا النوع من الصراع او التنازع داخل القوى الانسانية المتقاربة الميول "الاممية"، يفترض ان تنتهي الى مستقر مرض، يعيد تشكيل مفهوم العالمية التشاركية وبؤرته الفعالة، ويبعث جذوة خفتت في العالم، مع تراجع الاممية " التشاركية" الاوربية، والاوربية الاسيوية الطرفية، عند نهاية القرن الماضي.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في طريق اعادة بناء الحركة التشاركية -الشيوعية- العراقية 2م2 ...
- على طريق اعادة بناء الحركة التشاركية - الشيوعية- العراقية 1/ ...
- كتابنا يجبر الحزب الشيوعي العراقي على الاحتفال ب- انتفاضة ال ...
- مابعد العثمانية ومابعد الغرب
- هل من صراع تاريخي داخل-الوطنية العراقية- اليوم؟: الهزائم الك ...
- هل من صراع تاريخي داخل -الوطنية العراقية-اليوم ؟1/2
- انشقاق 1967 في الحزب الشيوعي العراقي: التكرار ام الانتظار
- لمناسبة قرب صدوركتابي عن - انتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب ا ...
- من يتحمّل مسؤولية فشل وهزيمة المشروع الوطني العراقي الحديث؟
- التساؤلات التي لاتطرحها قوى العلمانية العراقية على نفسها؟
- صراع مجتمعي بدل الطبقي.. ابراهيمية جديدة بدل الماركسية
- في مفهوم- الراسمالية الزراعية- والكيان المركب ؟؟؟؟؟
- مابعد المحمدية: الابراهيمية تنقلب وتتجدد
- الماركسية ماتت لكنها لم تدفن
- العربية والإسلامية: مقاومتان بمنطقين متعارضين
- معركة الشرعية والمؤتمر التأسيسي العراقي
- حرب المتغيرات الكبرى: أميركا ومعضلة تدمير الدولة العراقية
- العراق لبنانيا ... أو : تمرين صعب حتى للمقاومين .
- المثقفون العرب وقضية العراق : فخا الاتجاه الواحد ؟
- 8 شباط : يوم قتل حلم الخلاص من ظلام القرون السبعة


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - في طريق اعاد بناء الحركة التشاركية - الشيوعية - العراقية/( 1 ملحق تطبيقي نظري)