أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - مابعد العثمانية ومابعد الغرب














المزيد.....

مابعد العثمانية ومابعد الغرب


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4635 - 2014 / 11 / 16 - 13:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



انتهت مرحلة مابعد العثمانية عربيا بانتصار السلفية على الاستعارات التي نقلها العالم العربي من الغرب، والمعلوم ان ثنائية "السلفية" بمقابل"الوطنية" هما مااستقر عليهما توزع الخيارات الرئيسية بعد تراجع العثمانية، وصولا لانحسارها، عندما بدات الخيارات الغربية الحديثة وتاقلماتها تتقدم. ويعطي التصادم بين جيش المصري محمد علي بقيادة ابنه ابراهيم، مع الحركة "الوهابية" فوق ارضها، وانتصار الاول عليها، مؤشرا الى نوع الوجهة التي كانت غالبة ومنتصرة عالميا في حينه وظلت كذلك حتى عبدالناصر، غير ان السلفية لم تمت في الجولة الاولى وعادت لتصبح "دولة" ومركزا رئيسيا من مراكز الفعل والتاثير عربيا، لافي المجال الجزيري فقط.
وقد تدخلت عوامل عديدة، منها ماهو غير ملاحظ في المجالات الفكرية، لترسم سياقات الحقبة المذكورة ومآلاتها، من ذلك، الاثر الاستعماري الغربي الحمائي، وركيزة النفط وريوعه التي غيرت كليا الطابع الريعي الصحراوي التقليدي (الريع التجاري المتداخل مع اقتصاد الغزو) كما هو متاصل في حالة وبنية الجزيرة العربية، ماادى الى انقلاب تكويني في الموضع المذكور، جعل من قيام دولة استبدادية وراثية في الجزيرة ممكنا للمرة الاولى في التاريخ، بعد ان ظلت جزيرة العرب "مجتمع لادولة" احادي لايعرف الدولة القاهرة التمايزية، وتوصف من قبل اهلها بانها "طلع لاتحكم ولاتحكم"، وهذا المتغير بحد ذاته، انقلاب تاريخي اوجد نمطا من التراتيبة الريعية القلبية، شبيهة بهرم قبلي تحكمه الاعطيات يقف على راسه ال سعود، الامر الذي يناقض كليا، المجال القديم الذي افرز الاسلام الاول ضمن شروط وضرورات اقليمية، وليست كيانية، تمظهرت مع الفتح العربي بتعدي "الوطنية"، والتحقق اقليميا وكونيا كضرورة يحفزها وقوع المنطقة تحت الاحتلالات الفارسية والرومانية، ماجعل الاسلام الحاضر الوهابي، يخالف جوهرا باعتباره دعوة "محلية وطنية انعزالية"، الاسلام المقرون عند ظهوره الاول بالانتشارخارج مجاله المكاني، كشرط لتحققه.
غير ان افتقاد الاليات الحضارية التاريخية لاسباب الصعود، واستمرار حالة التراجع منذ حلت على المنطقة قبيل سقوط بغداد 1258 الى اليوم، اعطى المشروع المنتهي الصلاحية ( الاسلام الراهن)، قوة الاستمرار باعتباره حالة تماه مع المتحقق المتاح تاريخيا، مامنح السلفية الانعزاليه الحالية قوة الاستمرار والفعل، استنادا لاثرمفاعيل حالة الانحداروالتردي، ويترك هنا السؤال: هل هنالك بالفعل آليات تاريخية خاصة مستمرة، مازالت قيد الفعل والتحقق؟ فمثل هذا التساؤل لم يرد على البال، وخلت منه الثقافة والتفكير العربي على وجه الاطلاق،مع ان غياب التعرف على الاليات التاريخية "وعيا" ليس دليلا قاطعا على انتفاء وجودها فعلا، ذلك برغم ان هذا النقص ادى لمعارضة السلفية بالاستعارة، فاعتبر نموذج الغرب، حقيقة عالمية، و"ممكنا وحيدا" تستحيل مقاومته، او افتراض وجود اليات سابقة عليه، ماتزال حية، ناهيك عن ان تظل فاعلة في الحاضر.
اليوم يلوح سؤال اخرهو : هل انتهى الغرب وانعكاسه؟ اي هل سيكون علينا الانتقال من مابعد العثمانية، الى مابعد الغرب؟. في الحصيلة واقعا نشهد تغول السلفية وانتشارها الساحق، مؤكدة كونها الاكثر رسوخا لصدورها عن عامل اصيل عميق الجذور والفعل، فالتردي او سيرورة الانهيار مازالت هي الطاغية، اما محاولة الحداثة العربية مابعد العثمانية استعارة او استيراد التاريخ الاوربي، وافتراض زراعته هنا، فقد باءت بالفشل، هذا غير ان مصدرها نفسه، بدأ يعيش الآن لحظة اختلال انتقالية متفاقمة مع التحول من عالم الانتاج الصناعي، الى الانتاج بالمعرفة، وهي صيرورة طويلة مستجدة، لا احد يمكنه بعد تبين ملامحها المعقدة.
شيء واحد اصبح بمقدورنا التيقن منه، هو ان مفاعيل التردي ماتزال هي الطاغية في هذه المنطقة، بدليل شيوع السلفية وتعاظم حضورها المعتاش على التماهي التخيلي مع نموذج تاريخي منته، اما العناصر او الاليات الكامنة في البنية التاريخية والتكوينية للمنطقة فلم تعرف مقوماتها بعد، ومن ثم فلن نعرف كيف وباي وجهة ستتطور الاحداث مستقبلا، مع ان الشيء الاكيد هو ان فترة من الاضطراب الاقصى على مستوى الرؤية والتفكير، ناهيك عن المعيش، ستكون هي عنوان الطور الحالي من تاريخ هذا الجزء من العالم.
اما عنوان المستقبل الاكبر، فالارجح انه سيدور حول "وعي" الحقائق والاليات التاريخية، والجزم في حقيقيتها، وامكانية فعلها اليوم وفي المستقبل، ام لا، اما ثنائية السلفية/ الوطنية : اي مايعادل تطبيقيا ( المملكة العربية السعودية "الوهابية"/ مقابل مصر "محمد علي عبدالناصر") فلم يعد من هنا وصاعدامحوراستقطاب صالح، وقابل للديمومة، لافي الواقع، ولا في مجال الخيارات والافكار.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من صراع تاريخي داخل-الوطنية العراقية- اليوم؟: الهزائم الك ...
- هل من صراع تاريخي داخل -الوطنية العراقية-اليوم ؟1/2
- انشقاق 1967 في الحزب الشيوعي العراقي: التكرار ام الانتظار
- لمناسبة قرب صدوركتابي عن - انتفاضة الاهوار المسلحة في جنوب ا ...
- من يتحمّل مسؤولية فشل وهزيمة المشروع الوطني العراقي الحديث؟
- التساؤلات التي لاتطرحها قوى العلمانية العراقية على نفسها؟
- صراع مجتمعي بدل الطبقي.. ابراهيمية جديدة بدل الماركسية
- في مفهوم- الراسمالية الزراعية- والكيان المركب ؟؟؟؟؟
- مابعد المحمدية: الابراهيمية تنقلب وتتجدد
- الماركسية ماتت لكنها لم تدفن
- العربية والإسلامية: مقاومتان بمنطقين متعارضين
- معركة الشرعية والمؤتمر التأسيسي العراقي
- حرب المتغيرات الكبرى: أميركا ومعضلة تدمير الدولة العراقية
- العراق لبنانيا ... أو : تمرين صعب حتى للمقاومين .
- المثقفون العرب وقضية العراق : فخا الاتجاه الواحد ؟
- 8 شباط : يوم قتل حلم الخلاص من ظلام القرون السبعة
- مالابد منه لفرنسا واوربا في العراق
- الموقع يفتقر الى الحيويه وهو لايساهم في تحفيز واثارة النقاش
- اللعب على حافة الهاوية : دفاعا عن العراق ام عن الدكتاتوريه.. ...
- العراق و-حكومة الوحدة الوطنيه - تزاحم المصالح والتناقضات واح ...


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - مابعد العثمانية ومابعد الغرب