أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - فتاة بريطانية على شاطئ البدروسية














المزيد.....

فتاة بريطانية على شاطئ البدروسية


حازم شحادة
كاتب سوري


الحوار المتمدن-العدد: 4624 - 2014 / 11 / 4 - 09:27
المحور: الادب والفن
    


لمحت الخال ( أبو محمد) قادماً صوب ( الشاليه) بصحبة رجل وامرأة شقراوين وقد كان أي أجنبي في البدروسية مثار دهشة للمصطافين ولنا نحن الذين نعمل هناك بصيد السمك وتأجير الشقق للسواح القادمين بمعظمهم من محافظة حلب كي يستمتعوا ببحر اللاذقية الأزرق الرحيب في تلك المنطقة المطلة على رأس الخنزير قرب الحدود مع تركيا.
خرجت من خيمتي لأعاين الوضع فطلب الخال مني أن أفهم الرجل الإنكليزي أن أجار اليوم الواحد في الشاليه هو ألف ليرة سورية.
بإنكليزيتي الركيكة أوصلت المعنى للسائح الأجنبي وكان اسمه ( تاكوين)،، وبعد أن رأى المكان جيداً وافق على الدفع.
هكذا أصبح تاكوين وصديقته ( أماندا) ضيفان عندنا وإكرام ضيفة كأماندا مضاجعتها لكن هيهات أن ألفت انتباهها أنا الطالب المنتقل حديثاً من الإعدادية إلى الثانوية،، أي حظ هذا الذي أرسلها مع تاكوين؟ هل من الممكن أن يموت اليوم مثلاً فتصرخ هي طلباً للنجدة،، أهرع إليها لكن بعد فوات الأوان،، أضمها إلى صدري مواسياً فأشعر بنهديها العارمين اللذين ما كانا بحاجة لحمالة صدر كي يشرئبا كجرمين منيرين في سماء هذا الكوكب السابح في الفضاء.
طبعاً لم يمت ابن الإنكليزية وبينما كانت تداعبه ليلاً كنت أنا أمام النار التي أشعلتها على الشاطئ وحيداً،، كئيباً،، بدون أماندا.
صباحاً توجهت الفتاة وصاحبها إلى البحر لتسبح،، كانت ترتدي ( البكيني) ولمن لا يعلم طبيعة سواح البدروسيه فجلهم من المحافظين،، تسبح نساؤهم مرتديات ملابس الخزانة كلها،، خمس دقائق كانت كفيلة كي تجتمع أمة ( الاحتشام) في المكان الذي تسبح فيه أماندا.
عندما شاهد خالي الوضع انفجر ضاحكاً وطلب مني أن أنزل القارب الصغير إلى الماء كي آخذها في نزهة بحرية بعيداً عن عيون المفترسين الذين تحلقوا حولها.
نظرت إليه ببلاهة وقلت كيف سأدعوها للركوب معي وصاحبها برفقتها،، أكد الخال أنني غشيم في هذه الأمور وأن الأجانب لا تعنيهم هذه الشكليات.
اقتنعت وأنزلت القارب في الماء ثم بدأت التجديف صوبها وما أن دعوتها حتى قبلت على الفور،، مددت يدي كي أساعدها على الصعود فلمست طرف نهدها الرجراج،، شعوري آنذاك عصي على الوصف،، نظرت صوب الخال وقلت ( روح يا شيخ الله يوفقك دنيا آخرة).
كان صدرها الطيب إسفنجياً،، لا هو بالطري جداً ولا القاسي.. ونظراً لتجربتي المتواضعه جداً في ذلك الوقت توترت الحالة معي على الفور والحمدلله أنني كنت ارتدي سروالاً قصيراً لا (مايوها) وإلا لكنت تحولت إلى مادة للسخريه امام هذه السيدة الانكليزيه النبيله.
ساعة من الزمن مرت وأنا مع أماندا في عرض البحر،، هي تتأمل الأمواج وأنا في أزرق عينيها أتأمل،، قلت يا اماندا هل تعرفين نزار قباني،،، هو شاعر سوري مشهور جداً فاجابت بالنفي،، قلت يا خسارة،، هو من قال ( في مرفأ عينيك الأزرق،، أحلم بالبحر وبالإبحار،، وأصيد ملايين الأقمار،، وعقود اللؤلؤ والزنبق،، لو أني لو أني بحار،، لو أحد يمنحني زورق،، أرسيت قلوعي كل مساء،، في مرفأ عينيك الأزرق).
طبعاً لم تفهم شيئاً مما قلته،، أنا بالنسبة اليها مجرد فتى بالكاد يظهر شارباه،،، لم يعن لها شيئاً ذلك اليوم ربما،، آه يا أماندا لو تعلمين كم عنى لي.
استيقظت في اليوم التالي لكن أماندا وصديقها كانا قد غادرا،،، قلت للخال ألم تحاول اقناعهما بالبقاء فراح يستهزئ بي متهماً إياي بالعشق.. وبالفعل كنت عاشقاً،، لأجمل نهدين مرا عبر العصور... صاحبتهما فتاة بريطانيه ألتقيتها صدفة على شاطئ البدروسيه.



#حازم_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحبوا الله،، كي لا نقطع رؤوسكم!
- أغنية الموج بيني وبين العبث
- اشتقتُ يا شّام
- لوحة غريبة على جدار كهف
- عندما توسّل ملكُ البحر كي يعودَ إلى اليابسة
- جنازة عادية لكاتب مغمور
- عينان خضراوان في سماء بعيدة
- حدثَ في سوريا ذاتَ حرب
- تلكَ البقعة الزرقاء
- المطرُ الساحِر
- أنا لا أنسى أصدقائي
- لا شيءَ يا صديقي،، لا شيء
- أشياء مفقودة
- عَن خَمرِ نهديكِ...
- يومٌ واحدٌ كصورةٍ لِسَنَة
- غرفةٌ نائيةٌ خلفَ حدودِ الضباب
- في الانتظار
- كَأسٌ خَاويةٌ لِغَرِيبٍ فِي المَنفَى
- اسمُهَا مَريَم
- عندما يصبحُ (الدين) مُشكلة!


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - فتاة بريطانية على شاطئ البدروسية