أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - عندما توسّل ملكُ البحر كي يعودَ إلى اليابسة














المزيد.....

عندما توسّل ملكُ البحر كي يعودَ إلى اليابسة


حازم شحادة
كاتب سوري


الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 10:08
المحور: الادب والفن
    


على شاطئ مهجورٍ كرجلٍ حزين تعودتُ أن أمشي مساء مستمعاً لصوتِ الموجِ علّه يخفف قليلاً من خيبتي تجاه ما أريدهُ وما حصلتُ عليه فعلياً حتى الآن من هذه الحياة.
أشعلت سيجارتي ورحتُ أداعب الرمل الناعم بقدميّ نافثاً مع الدخان تعب روحي بينما كانت أضواء السفن البعيدة تلوح وتختفي بين الحين والآخر.
من ماء البحر شعّ نورٌ غريب بثّ الرعب في قلبي فجمدت مكاني حائراً بالمنظر المدهش حين راحت فقاعات كبيرة تثور لتخرج منها فتاةٌ عاريةٌ نصفها العلوي بشري ونصفها السفلي سمكة،
أغمي علي وحين أفقت كان وجهها الملائكي أول ما شاهدته،، حاولت النطق لكني لم أستطع حينها قالت لا تخف،، أنا ابنة ملك البحر أراقبك كل يوم وأنت تمشي على الشاطئ وحيداً ولقد وقعت في حبك،، أنا أحبك أيها البشري.
عقلي ضاع مني،، ما الذي يحدث،، استجمعت قواي ونهضت واقفاً لكني حين رأيت نهديها الأبيضين يبرقان كالألماس أغمي علي من جديد.
راحت حورية البحر تمسح خدي بيديها الرقيقتين ثم قبلتني بشفتي كي أفيق وقالت حين عاد وعيي إليّ أريدك أن تذهب معي إلى مملكة الماء،، سنتزوج ويبارك أبي زواجنا،،، إن وافقت سيتحول نصفك السفلي لسمكة وستستطيع أن تتنفس تحت الماء لا بل ستصبح ملك البحر الجديد.
وافقت على الذهاب معها وهكذا تشبثت بظهرها واندفعنا صوب الأعماق وما هي إلا ثوان معدودات حتى تحولت إلى نصف إنسان ونصف سمكة ورحت أتنفس دون أي عناء.
على عمق كبير كانت مملكة البحر تقبع مزدانة بالقصور التي يغطيها المرجان وعرائس البحر تحوم فيها من كل حدب وصوب،، أما ملك البحر والد حوريتي فقد كان يجلس على عرش عظيم في أضخم قصور المملكة.
حين عرفتني على أبيها وروت له قصتي تململ في البداية لكنها كانت ابنته الوحيدة ولا يستطيع ان يرفض لها طلباً.
هكذا تزوجنا حورية البحر وأنا في عرس شاركت به مخلوقات البحر قاطبة لا بل إنهم بايعوني جميعاً لأكون ملك البحر الجديد فقبلت لأن الاستفتاء جرى في عرس حقيقي وديمقراطي عز نظيره .
أنا ملك البحر الآن وسأذهب مع عروسي إلى مضجعنا الفخم في القصر.
تفاجأت حين قالت الحورية الساحرة ليلة سعيدة!
- اسمعي يا جميلتي،، أنا أقدر أنك متعبة بعد هذا اليوم الغريب والجميل لكنها ليلة دخلتنا،، وكما تعلمين سيكون من الجيد أن نفعل فيها ذلك الأمر.
رفعت حاجبيها بدهشة واستفسرت عن ذلك الأمر،، قلت لا بأس ،، حياء النساء محبب لي،، اقتربت منها ورحت أقبلها بكل شغف العالم لكنها ابعدتني وغرقت في نوبة من الضحك الجنوني.
- وما الذي يضحكك يا حلوتي؟
- الآن فهمت ما هو ذلك الأمر،، لله دركم أنتم البشر،، اسمع يا حبيبي،، نحن هنا نتزاوج بطريقة الأسماك،،، في كل موسم......
قاطعتها،،، في كل ماذا؟ موسم؟ موسم إيه اللي انتي جاية تقولي عليه؟ هل سأنتظر موسماً كاملاً كي أنام معك؟
- دعني أكمل يا حبيبي..
التزاوج هنا لا يتطلب النوم سوية،،، أنثى السمكة تلقي البيضة في الماء ثم يلقي الذكر بسائله ليلقح البيضة وهكذا لسنا بحاجة للجنس هنا،،، أليس ذلك رائعاً.
رفعت كفي صوب سطح الماء وصرخت بأعلى الصوت يا الله،،، يا فاطر السماوات والأرض،،، أعدني من حيث أتيت،،، أرجوك يا رب،، أنا عبدك الفقير اتنازل عن مملكة البحر هذه فقط أعدني الى اليابسة الحنونة،، وأنت أيتها الفاجرة اللئيمة لم لم تقولي شيئاً عن هذا حين كنا على الشاطئ.. آه آه آه
ثم دخلت في نوبة بكاء لم يخلصني منها سوى استيقاظي في غرفتي والعرق يغطي جسدي العاري.
أي كابوس هذا
الحمد لك يا رب.. أنا ما زلت على اليابسة.
أعددت فنجاناً من القهوة وجلست أدخن السجائر غارقاً في راحة عجيبة حين سألتني نفسي وما بالك تتحسر على عيشتك هذي أيها الإمعة الصعلوك،، من رآك تبكي في المنام حياتك على اليابسة ظن أنك محاط بالنساء من كل حدب وصوب بينما في الحقيقة أنت مجرد رجل وحيد لا يأبه به أحد.
قلت يا نفسي العزيزة،،، ثم عببت من تبغي ونفخت،،، هنا،،، على الأقل.. لديّ الأمل.



#حازم_شحادة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنازة عادية لكاتب مغمور
- عينان خضراوان في سماء بعيدة
- حدثَ في سوريا ذاتَ حرب
- تلكَ البقعة الزرقاء
- المطرُ الساحِر
- أنا لا أنسى أصدقائي
- لا شيءَ يا صديقي،، لا شيء
- أشياء مفقودة
- عَن خَمرِ نهديكِ...
- يومٌ واحدٌ كصورةٍ لِسَنَة
- غرفةٌ نائيةٌ خلفَ حدودِ الضباب
- في الانتظار
- كَأسٌ خَاويةٌ لِغَرِيبٍ فِي المَنفَى
- اسمُهَا مَريَم
- عندما يصبحُ (الدين) مُشكلة!
- كُونِي بِلادِي
- بوحٌ لناياتِ القَصَبْ
- لَن أعضَّ شفتيكِ... كثيراً
- بُرجُ الدُّب
- العَاشِقة والسِّندِبادْ


المزيد.....




- فيلم عيد الأضحى؟! .. موعد عرض فيلم الغربان لعمرو سعد في السي ...
- نقابة الفنانين السورية تمنح أربعة فنانين بينهم أصالة وفضل شا ...
- حفل موسيقي في موسكو بعنوان -موسيقى الشام: التقاليد والحداثة- ...
- خديعة القرن! كيف وقعت الصحافة البريطانية في فخ -مذكرات هتلر- ...
- فنان قبرصي يوازن 416 كأساً على رأسه سعيا لدخول موسوعة غينيس ...
- -سلمى وقمر- و-عثمان في الفاتيكان- يتصدران جوائز مهرجان أفلام ...
- -تحيا فلسطين- نصف قرن من نشيد مناهضة الحرب بالسويد
- إدارة ترامب تسمي مبعوثها لقيادة المحادثات الفنية على مستوى ا ...
- من هو مايكل أنتون الذي كلّفه ترامب برئاسة وفد المحادثات الفن ...
- فنانة تشكيلية لا ترى في الريشة أداة رسم بل أداة للبوح والحكا ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - عندما توسّل ملكُ البحر كي يعودَ إلى اليابسة