أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - لَن أعضَّ شفتيكِ... كثيراً














المزيد.....

لَن أعضَّ شفتيكِ... كثيراً


حازم شحادة
كاتب سوري


الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 10:34
المحور: الادب والفن
    


قلتُ لجوني ديب: كيف سأستمتع بالرحلة حتى وإن كنتُ جزءاً منها إن كانت بالأساس رحلة كئيبة؟ هل جربت أن تنظر في عيني شهيد يا جوني؟ هل جربت أن تصحو على قلق وتنام على أرق! هل جربت أن تسمع صراخ الأمهات قرب قبور أبنائهن؟ هل رأيت أحلامك وهي تتبخر أمام عينيك وأنت محكوم عليك أن تحمل صخرة الحنين كسيزيف يوماً إثر يوم إلى قمة الخيبة! قل لي يا جوني.. هل فكرت أن تكون سورياً لأسبوع واحد؟ حسنأً إن فعلت أخبرني بعدها عن مفهومك حول الاستمتاع بالرحلة.
إنها تمطر في بسنادا،، أنا الآن عائد من مدرستي مرتدياً تلك البدلة العسكرية الجميلة،، لم أكن أدرك كم هي حلوة بدلة الفتوة حتى رأيت المسخرة التي يرتديها طلبة هذه الأيام،، كتابا التاريخ والفلسفة وثلاثة دفاتر كلها مجموعة بما يشبه الشريط المطاطي في يدي،، حبات المطر ستبلل الأوراق ولا شك،، سأقف قليلاً تحت سقف دكان أبو زهير دلعونة ريثما يتوقف المطر،، وإن لم يتوقف!! فليكن،، لتذهب الكتب والدفاتر إلى الجحيم.. سأمشي تحت المطر.
إنها تمطر في بسنادا،، سائق السرفيس المتوقف في ساحة القرية منتظراً الركاب يستمع لفيروز،، ( عالموقف ركاب وليل.. وبنية مهيوبه) أغوتني فيروز بالتبغ فاشتريت علبة سجائر وداريت نفسي تحت شجرة الزنزلخت القريبة من الموقف ورحت أعب الدخان،، موقف بسنادا لا يختلف كثيراً عن موقف دارينا لأن الركاب اتنين اتنين.. وما حدا عارف لوين...
أنا لن أعود إلى ذلك الفتى الذي كنته أبداً.. لا أدري كم هو هذا الأمر محزن أم جيد.. لن ينتابني ذلك الشعور الغريب حين حلقت ذقني لأول مرة،، لن أقفز عن حائط المدرسة هرباً من حصة التربية الإسلامية،، لن أتشاجر مع مدرس الرياضيات ذي النظارة البلهاء،، لن أكتب على المقعد مداح القمر،، لن أركض في الباحة خلف الكرة،، هنالك شخص كنته وقد مات،، أعزي نفسي به فقد كان كما أظن شخصاً جميلا.
أتكئ على الغيمة فتخذلني وأسقط بسرعة الصوت صوب الأرض،، أستطيع أن أشاهد جسداً آخر يسقط قربي،، ألتفت بصعوبة فألمح جسداً آخر.. وآخر.. وآخر. عشرات،، مئات،، آلاف الأجساد المتهاوية تسقط مطراً بشرياً ثم ننغرس في باطن الأرض بعد مدة نزهر شواهد قبور.. مكتوب عليها الاسم وتاريخاً لا يعني أحدا..
قلت لأنجلينا جولي ذات يوم،، من أجل شفتيك سمح زيوس للآلهة أن تتزوج من البشر،، ألن تزورينا في الساحل ذات يوم؟ نحن أيضاً لدينا مئات الخيم المنصوبة،، لن تجدي فيها مشردين كما في الزعتري لكنك ستحظين برؤية صور الشهداء إن كان يغريك الأمر.. شهداء رحلوا بصمت كي لا تصبح سوريا كلها في مخيم الزعتري،، تعالي أنجلينا،، أعدكِ أنني لن أعض شفتيك... كثيراً.



#حازم_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بُرجُ الدُّب
- العَاشِقة والسِّندِبادْ
- مَجنون
- إنَّهَا تَبتسِم
- اختلافُ لهجات
- حَورٌ عَتيق
- فيمَا يرى النائمُ
- بقايَا مِن خَيبر
- حكاية مُحاربٍ سوري (2)
- تلوحُ اللاذقية
- نهارٌ جديد
- رحلَ وحيداً
- حِيرَه
- دموعٌ لسببٍ آخر
- من أجل عينيك
- الكنطره بعيده
- كيلو نمورة مَحرّمِة عالمغلوب
- لا شيءَ عِندي كَي أقولهُ
- لغةُ العيون
- أنا سأذكركَ دائماً.. وأنت؟


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - لَن أعضَّ شفتيكِ... كثيراً