أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - اختلافُ لهجات














المزيد.....

اختلافُ لهجات


حازم شحادة
كاتب سوري


الحوار المتمدن-العدد: 4452 - 2014 / 5 / 13 - 08:42
المحور: الادب والفن
    


قررت هذه المرة قبل أن أذهب لتصليح سيارتي أن أستعين بأحد معارفي من سكان هذا البلد فمن يعملون بتصليح السيارات يخشونهم ولا يتجرأون غالباً على خداعهم كما يفعلون معنا نحن الأغراب

اتصلت برجل ستيني ممن يعملون في المؤسسة التي أعمل بها ويدعى عبد الله.. قلت أريد خدمتك في هذا الأمر فقال أبشر.. هل تعرف المنطقة الصناعيه؟ أجبت بأن نعم.. قال سأنتظرك قرب بقالية كراتشي.. وبالفعل كنت هناك على الموعد وكان هو أيضاً

أبو الكلام هو اسم المصلح الذي أخذني إليه.. شرح له قصة العطل وبدأ التصليح بعد أن أخبرني بتكلفته الكبيرة.. شكرت عبد الله وقلت إن بإمكانه الذهاب فهو ليس مضطراً للانتظار معي لكن الرجل أعرب عن رغبته بذلك.. شكرته مرة أخرة ثم اتخذت من أحد جدران الورشة متكأ لظهري وأخرجت علبة التبغ.. قدمت واحدة لعبد الله فنظر إليها مستغرباً وسأل عنها إن كانت ملغومة بالحشيش فطمأنته أنها دخان عربي فحسب أحضرته معي من سوريا..

على الرغم من انقطاعي عن التدخين إلا أنني سأجربها.. قال عبد الله.. ثم أردف.. الحمدلله كل ما كنت مدمناً عليه أيام الشباب استطعت التخلص منه.. التدخين.. المقامرة.. شرب الأقواط..

كنت أعب من سيجارتي وأنا أشعر بالحزن على المبلغ الذي سأخسره هكذا على هذه السيارة القديمة.. سارحاً بهذه الدنيا اللئيمة إلا أن تعبير ( شرب الأقواط) ما كان ليمرّ على مسمعي مرور الكرام..هل كان هذا الرجل يشرب مهابل النساء؟!! معنى هذه الكلمة بلهجتي المحلية هكذا.. قاطعته بهدوء قائلاً
- استميحك عذراً يا صديقي.. هل قلت إنك كنت مدمناً على شرب الأقواط؟
- أجل هذا ما قلته.. لم الاستغراب؟ هل تريد أن تقنعي أنك لم تشرب أقواطاً من قبل؟

لا حول ولا قوة إلا بالله.. أنا الذي يعتبر نفسه مخضرماً في النساء وقفت مقشعرًا بدني من التعبير العنيف والمبتكر.. ولا أريد أن أبدو ساذجاً أمام مرافقي فقلت وأنا أرسم ابتسامة بلهاء
- معقول يا زلمة.. أكيد شربت.. لكن لم يخطر على بالي يوماً أن أعبر عن الأمر بهذه الطريقه
ضحك الرجل فظهرت أسنانه الصفراء بطريقة جعلته يبدو مخيفاً وتابع حديثه
- كاد إدماني على شربها يفقدني زوجتي وأسرتي.. فهم محافظون جداً وكنت أخبئ الاقواط في ثلاجة بقبو المنزل كي لا يراني أحد.. أشرب يومياً ثلاثة أو أربعة أقواط كي أرتوي

نسيت أمر السيارة.. عصف الغضب بي... أوشكت على البكاء.. هذا الرجل الذي يبدو كبقايا رجل كان يومياً يشرب هذا العدد.. يجب أن أخرس من الآن فصاعداً ولا أتطرق لموضوع النساء إطلاقاً... ومن الثلاجة!!! لا غرابة أنكم بلغتم هذه المرحلة المتقدمة من التطور العمراني والسياحي.. فشعب يحتفظ بالأقواط في الثلاجة يحق له ذلك.. أية ثلاجة يا رجل؟

- إييه يا خوي حازم.. لا أفضل من الأقواط الباردة... ألا تفضلها كذلك؟
- والله يا صديقي إن تجربتي متواضعة جداً قياساً بك.. لكني أفضلها دافئة وحارة
- غلطان.. يبدو أنك لست شريباً جيداً.. لذتها في برودتها.. وقطرات الماء تسيل عنها

عيش كتير.. بتشوف كتير وبتسمع كتير.. لم لا.. قلت بيني وبين نفسي.. يجب أن أجرب.. من يدري! لعله محق

- كيف تخلصت من إدمانك هذا خيي عبد الله
- لقد اكتشفتني زوجتي
- لا تقولا.. أكيد من الأصوات
- أصوات ماذا ؟ كل ما في الأمر أنها كانت تقوم بتنظيف القبو.. وعندما فتحت الثلاجة رأت الأقواط وقامت بكسرها وخيرتني بين أن ينتهي زواجنا أو أتوقف عن شربها

ارتسمت ألف إشارة تعجب فوق رأسي.. كنت أعتقد أن موضوع الثلاجة هذا تعبير مجازي.. لكن الجدية التي يتحدث بها لم تكن توحي بذلك فقلت يا ابن اللذينا كيف كسرت الاقواط؟ بدك تجنني أنت؟

اندهش الرجل من انفعالي.. وراح يصرخ.. أقواط بيرة... لماذا تستغرب كسرها.. هي مصنوعة من الزجاج والطبيعي أن تكسر إن رميتها على الأرض

هكذا إذاً... كنت مدمناً على الخمر.. والأقواط هي زجاجات؟
- وماذا ستكون غير ذلك؟

بم سأجيب هذا المجنون العجوز

ابتسمت وأنا أشعل سيجارتي القشق وقلت
اتكل عالله واذهب إلى منزلك صديقي
وإياك أن تعاود إدمانك هذا... شرب الأقواط بكثرة يضر الكبد



#حازم_شحادة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حَورٌ عَتيق
- فيمَا يرى النائمُ
- بقايَا مِن خَيبر
- حكاية مُحاربٍ سوري (2)
- تلوحُ اللاذقية
- نهارٌ جديد
- رحلَ وحيداً
- حِيرَه
- دموعٌ لسببٍ آخر
- من أجل عينيك
- الكنطره بعيده
- كيلو نمورة مَحرّمِة عالمغلوب
- لا شيءَ عِندي كَي أقولهُ
- لغةُ العيون
- أنا سأذكركَ دائماً.. وأنت؟
- حكايةُ محاربٍ سوري (1)
- نادين
- موعدٌ مع امرأتي
- رِيحُ الجُنون
- ازدواجية امرأة


المزيد.....




- الغاوون: قصيدة عامبة مصرية بعنوان(اهات وتنهيده)الشاعر ايمن ب ...
- الغاوون:قصيدة عامية مصرية بعنوان( أمى)الشاعر أيمن بطيخ.مصر.
- مصر.. السيسي يتصل بفنان شهير للاطمئنان عن صحته بعد إشاعة وفا ...
- بزشكيان: نسعى لتعزيز العلاقات مع الجيران على أساس القواسم ال ...
- بيت المدى يؤبن الكاتب الساخر والمسرحي علاء حسن
- في ذكرى رولفو: رحلة الإنسان من الحلم إلى العدم
- اضبط الريسيفر.. تردد روتانا سينما الجديد 2025 هيعرضلك أفلام ...
- مصر تستعيد 21 قطعة أثرية من أستراليا (صور)
- إدريس سالم في -مراصدُ الروح-: غوص في مياه ذات متوجسة
- نشرها على منصة -X-.. مغن أمريكي شهير يحصد ملايين المشاهدات ل ...


المزيد.....

- اقنعة / خيرالله قاسم المالكي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - اختلافُ لهجات