أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - موعدٌ مع امرأتي














المزيد.....

موعدٌ مع امرأتي


حازم شحادة
كاتب سوري


الحوار المتمدن-العدد: 4413 - 2014 / 4 / 3 - 12:39
المحور: الادب والفن
    


كنت على موعد مع حبيبتي بمقهى هادئ يقبع في طرف المدينة من الجهة الغربية المطلة على البحر مباشرة فارتديت لهذه المناسبة ما أخبرتني يوماً أنه أجمل قميص عندي وقمت بتلميع حذائي رغم كرهي لهذه العملية ثم صففت شعري بيدي فقط لأنها تحب شعري الطويل مصففاً بهذه الطريقة ووضعت القليل من عطري المفضل كالفن كلاين وحرصت أن تكون رشقات العطر خلف أذني وعلى معصمي.. من يدري أين ستفضي بنا الأمسية بعد أن نلتقي في المقهى لذا وجب الاحتياط.
قبل ساعتين اتصلت بي كي تؤكد الموعد.. عند الساعة الثامنة تماماً.. قالت وهي تشدد ألا أتأخر علماً أنها هي دائماً من يفعل ذلك.. قبل أن أخرج تذكرت أمراً مهماً.. يجب أن أدخل الحمام.. القيام بهذا الأمر في المنزل أفضل وهو مريح أكثر فلماذا أؤجله.. أشعلت سيجارة وأنا أفرغ ما تراكم في أمعائي من فضلات.. هكذا أفضل.. قلت لنفسي.. يجب أن تكون متفرغاً لها هذه الأمسية كما يجب ألا تسمح لأي أمور أخرى أن تلهيك عن التركيز معها.. من يدري.. فقد يكون هذا الموعد نقطة تحول في العلاقة بينكما فتقبل بعد طول تعنت أن تأتي برفقتي إلى المنزل.
مجرد تذكر أننا نتقابل منذ ستة أشهر دون أن تسمح لي بتقبيلها إلا على خدها ومرة واحدة في فمها وكانت مرة وحيدة ويتيمة يرفع من ضغطي ويجعلني أشعر بالفشل، لقد كنت واضحاً منذ البداية.. لن أتزوجك هكذا أخبرتها.. وهي وافقت أن تمضي علاقتنا على هذا الأساس فلم لا تريد أن تسلمني جسدها.. لعلها تختبرني... حسناً.. سأصبر يا جميلتي.. وهل أملك إلا الصبر.
ضغت زر الماء فقام التواليت بابتلاع ما ألقيته به من فضلات.. شكرته.. من يقوم بهذه المهمة غيره؟ وبينما كنت أغسل يدي لاحظت أن الشيب يكاد يجهز على ما تبقى من لون أسود في لحيتي الناعمة.. هل أقوم بحلاقتها؟ كلا لن أحلقها الآن.. سأتأخر إن فعلت ذلك.. وأنا لا أريد أن أتأخر كي لا تفهم ذلك بطريقة خاطئة خاصة أنها ركزت أن أكون في الموعد المحدد هناك..
أطفأت نور الغرفة، أدرت قفل الباب بالمفتاح دورة إلى اليمين وبينما كنت أهم بركوب السيارة جاءني اتصال منها تخبرني فيه أنها مضطرة للتأخر عن موعدنا نصف ساعة لأمر ستخبرني به فور وصولها.. لا بأس.. قلت وأنا أغلق الهاتف.. حسنأً.. سأتوجه إلى المقهى دون عجلة فها هي ستتأخر نصف ساعة كاملة.. كان من الجيد لو قمت بحلاقة ذقني، ماذا سأفعل وحيداً نصف ساعة في المقهى.. ليس الأمر وكأني لا أجلس وحيداً.. أغلب أيامي أمضيها وحيداً لكني أكره الوحدة بين الناس.. اي وهم محيطون بي.. أختار وحدتي أو تختارني بعيداً عنهم.. ليكن إذاً.. هذه الأمسية سأتحمل الوحدة في المقهى نصف ساعة كرمى لعيني امرأتي الجميلة التي ستسمح لي بلعق ثديها هذا المساء.. هكذا رحت أمني نفسي.
رواد المقهى كانوا في غالبيتهم من العشاق.. جلس كل شخص مع حبيبته يحدثها وتحدثه بهمس عميق.. خشيت ألا أجد مكانأً شاغرا لكن طاولة فارغة كانت بانتظاري في زاوية المقهى.. أسرعت إليها وجلست ثم أشرت للنادل كي يأتي وطلبت فناجاً من القهوة السادة أحضره دون تأخير رحت أرتشفه مع السيجارة التي أشعلتها فور حضوره.
أدعيت أنني مشغول بمطالعة هاتفي ثم انتبهت إلى تجاوز الساعة للثامنة والنصف.. هل أتصل بها.. رويدك، لا تكن لحوحاً.. ستأتي وتخبرك بسبب تأخرها.. أشعلت سيجارة أخرى وأنا أمرر ناظري على النساء المتواجدات مع عشاقهن.. واحدة فقط لفتت انتباهي وكانت ترتدي فستاناً أحمر صابغة شفتيها بلون أحمر أيضاً تضع ساقاً على ساق الأمر الذي جعل الفستان يرتفع إلى ما فوق الركبة فبدى الطرف الجميل لفخذها لكني لم أبحلق طويلاً هناك كي لا أبدو متخلفاً.. على الرغم من أن فخذ المرأة خلق لتتم البحلقة فيه إن لم يكن مسموحاً غرس الأنياب أو العض الخفيف على أقل تقدير.
عندما أصبحت التاسعة مساء قررت أن أطلب رقمها في الحال.. هذا تأخير ساعة كاملة وليس من المقبول عندي ذلك إلا إن كان سبب التأخير جللاً.. في المرة الأولى لم تجب، وعندما أوشك الخط أن يقطع في المرة الثانية سمعت صوتها البارد.. حقاً أنا آسفة.. كنت على وشك الاعتذار منك لكنك سبقتني بالاتصال.. لن أستطيع الحضور هذا المساء ولا أستطيع أن أخبرك السبب على التلفون.. ربما نلتقي في موعد آخر وأنا بالفعل آسفة.
ملأني الغيظ وكدت أن أنفجر لكني حافظت على رباطة جأشي وأغلقت الهاتف دون أن أسمح لها بمتابعة الحديث.. تريد أن تستغل شبقي لجسدها بنت الحرام.. فلتذهب هي وجسدها إلى الجحيم.. لن أكون لعبة بيديها تحركني كما تشاء.. هناك في هذا العالم أكثر ستة مليارات نهد يقفز تواقاً للسرير.. لن يقف الأمر عليك أيتها المتعجرفة.. دفعت الحساب وخرجت مسرعاً من هذا المكان.
قدت إلى منزلي بسرعة جنونية لا أريد البقاء خارجاً بعد هذا الموقف.. يجب أن أستريح على أريكتي لأفكر في ما حصل معي بهدوء وترو.. على الأغلب لن أسمح لنفسي برؤية هذه المرأة مجدداً.. الاحترام أمر لا يمكنني أن أتنازل عنه.. يجب أن يكون ذلك معلوماً لها ولجميع بنات جنسها.. رن هاتفي وكانت هي المتصلة لكني لم أجب.. لست مستعداً لسماع أي تبرير الآن.. ربما بعد أيام أهدأ وأصبح قادراً على الإصغاء.. الآن مستحيل..
مرة ثانية رن الهاتف فقمت بإطفائه نهائياً.. وصلت أمام منزلي وركنت السيارة لا على التعيين ..ربما في مكان مخالف ثم هممت بالدخول فشعرت بيد أحدهم تربت على كتفي.. استدرت وكل غضب الدنيا مرسوم على وجهي لأرى من هو الظريف الذي جاءني في هذا الوقت فكانت هي.. انقلب لوني من الأحمر الفاقع إلى الأزرق الفاتح بلمحة بصر.. لم أفهم شيئاً.. قلت.. كيف؟.. ولماذا؟ وهل؟..
ابتسمت امرأتي أمام ارتباكي ثم التصقت بي وقالت بعد أن مدت يدها إلى أزار قميصي لتفكها.. لندخل.. سأشرح لك في الداخل كل شيء...



#حازم_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رِيحُ الجُنون
- ازدواجية امرأة
- دربُ الهوى
- الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل
- الثورة الفرنسية السورية العرعورية
- ألف ليلة وليلة
- امتلاك الحقيقة
- راياتك بالعالي يا سوريا
- لمَ لستم سعداء؟
- طريق النحل
- عَزفٌ مٌنفَرد على أوتَارِ رُوح
- أنا حازم شحادة
- المُقَامِر
- دعوةٌ للاعتذار
- أشبَاح
- شَيءٌ مِنَ البحر
- جلجامش
- المُعَاتِبه
- دكتوراه
- صعود المطر


المزيد.....




- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم شحادة - موعدٌ مع امرأتي