على المحلاوى
الحوار المتمدن-العدد: 4616 - 2014 / 10 / 27 - 08:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبل الاعتراض على منح الجائزة للسيد راشد الغنوشي
تابعت الجدل المثار حاليا حول موضوع طرحة موقع الحوار المتمدن ، وهو منح جائزة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر لعام 2014 لأحد اكبر رموز الإسلام السياسي - راشد الغنوشي ، وتابعت تقريبا جميع ما كتب من أراء حول هذا الموضوع ، وأود طرح بعض الاسئلة للرافضين لهذا الأمر ، على أن أطرح وجه نظري في النهاية
(1) ـ بالنظر لما أل اليه الربيع العربي في الدول العربية ، ألستم معي أن تونس الأن تعيش أفضل حالات الربيع العربي مقارنة بمصر وسوريا واليمن وليبيا ، وهذا يعود الى مجموعة متشابكة من العوامل ومن ضمنها مرونة وحكمة حركة النهضة التونسية ، ويكفى أن تنظر الى بلد واحد (مصر) وما وقع فيها من أخطاء من جميع الفصائل السياسية بلا استثناء وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين ، ومحاولتها أن تكون هي اللاعب الرئيسي في العملية السياسية بدلا من أن تكون شريك فيها ولاعبا من ضمن اللاعبين ، وأدى هذا في النهاية ونتيجة عجز الأخرين الى دعوتهم للجيش ، فما كان منة إلا ان تصدر هو المشهد السياسي وأطاح بالأخرين ، ولكم أن تتابعوا الأخبار القادمة من الدولتين لتعرفوا الفرق ، ففي بلادي أتابع أخبار المظاهرات ودخول الجيش للجامعات و التفجيرات في سيناء والمظاهرات في الشوارع والانقسام المجتمعي العنيف والحاد والذى أجزم أن مصر لم تعرفة من قبل ، وأنظر الى تونس أجد أن العملية السياسية هناك تجرى في طريقها المرسوم وهذا أمر يدعوا للفخر والإعجاب ، و يعود السبب فيه من ضمن أسباب أخرى لتراجع حركة النهضة عن بعض مرتكزاتها ومرونتها وحنكتها في أدارة العملية السياسية ببراعة تحسب لها لا عليها ، فهي تجنبت مرض الاستفراد بالحكم ، و اتخذت مواقف متشددة من الجماعات التكفيرية ، والسيد راشد الغنوشي استطاع عبر تأثيره الفكري إقناع حزبه بالموافقة على مسودة الدستور التونسي الجديد الضامن للحريات الأساسية للمواطنين، والدعوة للانفتاح والتسامح بين الأديان ، وضمان حرية المواطنين بممارسة شعائرهم الدينية
(2) ــ ذهب بعض الرافضين للقول برد الحوار المتمدن للجائزة ، ألستم معي أن هذا يعد خسارة لكم مرتين ، مرة لخسارة الموقع قيمة الجائزة المادية والمعنوية ، ومرة أخرى بكسب تيار الإسلام السياسي لمكسبها المادي والمعنوي ، وإظهار الموقع بمظهر الرافض للأخر
(3) ـــ أما قول البعض (لجنة التقييم للجائزة لم تعد موثوقا بحيادتها او ضعف مخزون أعضائها الفكري) أن (مانحيها لا يميزون بين النور والظلام ) (وأن جائزة نوبلNobel, و ابن رشــد, , أو العديد من الجوائز التي توزعها المؤسسات المالية والرأسمالية المتعددة الجنسيات اليوم, أصبحت أداة أو سلاحا سياسيا واضحا, للتدخل الإعلامي أو تسليط الأضواء على شخصيات معينة.. لغاية الوصول إلى نتيجة سياسية مقصودة. " ضد " أو " مـع " في نقطة معينة من العالم( وأن (مؤسسة ابن رشد قد أصابها ما أصاب الكثير من المؤسسات الاعتبارية في الانحراف تحت تأثير المال والنفوذ والضغط لتجامل هذا أو ذاك) وذهب أخر الى أنه(منذ متى كانت توّزع الجوائز او تُعطى بنزاهة وحق واستحقاق في العالم العربي !!! انهم لم يفعلوا شيء مفيد في حياتهم فكيف سيفعلونها مع تلك الجوائز !!) أسمحوا لي ان أتساءل إن كان هذا هو رأيكم أين كنتم قبل هذا ؟ لماذا لم تعلنوا عنة قبل منح الجائزة للغنوشي ؟ وخاصة أن هذا الموقع كان في السابق يفخر بحصوله عليها فلماذا سكتم قبل هذا وتكلمتم الان؟ وهل هذا كان سيكون رأيكم لو كان قد فاز بها شخص لا ينتمى لتيار الإسلام السياسي ؟! ولماذا لم يرفض السيد الغنوشي منحة تلك الجائزة من مؤسسة ابن رشد للفكر الحر -وهي مؤسسة فكرية ذات توجهات يغلب عليها الطابع العلماني ؟ اليس هذا أمرا يحسب له ويعد نوع من التسامح والانفتاح على الأخر
(4) ـ- ألستم معي في أن ما يثار حاليا هو حجر على الأخريين في حرية ما يرونه مناسبا ليستحق الجائزة ، أليس الحوار المتمدن شيء وكيانية ابن رشد شيء اخر؟، ونحن ندعوا للحريات ولهذا يجب أن يتطابق ما ندعوا إليه مع ما نقوم به من العمل ، ونعطى الحرية للأخرين في أتخاذ ما يرونه مناسبا
(5) شاءت إرادة الله ان يكون هناك اختلاف في الفكر بين البشر ، ولقد تعجبت من السيد (ميس اومازيغ) فلقد كتب في معرض رفضة لمنح الجائزة للسيد الغنوشي فقال في تعليق له أسفل مقال له بعنوان (أعيدوا الجائزة ليربحها الموقع مرتين) ذكر الأتي (القول بوجود مسلمين معتدلين وآخرين متطرفين انما هو بدعة اريد بها ذر الرماد في العيون بحيث انه ليس في القنافد املس والمسلم قنبلة موقوتة ، يكفي ان يدرك على يد خدام المحمدية كنهها ليفجر وينفجر .لقد انتبه العقلاء الى ان القرآن ان اجتمع والسيف كان الدمار الشامل. وتكريم صاحبك بجائزة منسوبة لفكر العظيم ابن رشد مراوغة وخداع) ونسى هذا الكاتب أو تناسى أن (العظيم ابن رشد) هذا الذى يحترمه كان مسلما معتدلا ولم يكن قنبلة موقتة كما أدعى
بطرحى لهذا المعترض أحببت فقط ان أعطى لكم نموذج لبعض (وليس كل) المعترضين ، وهو لا يعبر بالضرورة عن فكر الجميع ولكن ما أحببت ان أقوله لكم أن الفكر الداعشي ليس على جانب واحد فقط من ضفة النهر فالمتطرفون موجودون في كلا الجانبين ، فاحذروا أن تحاصرنا العصبية وتعمينا عن رؤية الأخر والتمتع بما يمكن أن يكون لدية من جمال أو حكمه
(6) أما بخصوص الاعتراض على منح السيد راشد الغنوشي جائزة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر، فإنني أرى اذا كنتم تؤمنون حقا بالحوار المتمدن والفكر الحر فليجتهد كتاب الحوار المعترضون على أفكار الغنوشي التي لا تتطابق (حسب وجه نظرهم )مع الفكر الحر و يتفقوا ويتحدوا على القيام بحملة عبر صفحات الموقع لتفنيد أفكاره وعرضها على الجمهور ، وترك القراء ليكنوا هم الحكم بينهم وبين المانحين ، وأقناع الناس بفساد فكر الغنوشي (اذا كان كذلك) وهذا الأمر أنفع ألف مرة من الضغط على مؤسسه ابن رشد لسحب الجائزة من الغنوشي ، وسوف يكون هذا في نظري أبلغ رد على المانحين للجائزة ، وهكذا يكون الحوار ، وهكذا يكون الاعتراض ، وهكذا الفكر يحارب بالفكر ، وهذا بدلا من رفض جائزة ابن رشد وإعلان ذلك وردها للجهة المسئولة عن تقييم الجوائز كموقف احتجاجي ، خاصة أن موقع الحوار كان قد قبلها وقبل قواعد وشروط منح الجائزة قبل هذا وكان المفروض رفضها في وقتها ، أما وقد قبلها سابقا فليس له حق رفضها الان ـ
#على_المحلاوى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟