أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - على المحلاوى - المتاجرة بالأمل















المزيد.....

المتاجرة بالأمل


على المحلاوى

الحوار المتمدن-العدد: 4395 - 2014 / 3 / 16 - 03:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسكن بقرية صغيرة نائية ، فى السابق لم تتكن تتوافر بها اى خدمات لا كهرباء لا ماء نظيف ، لا شىء غير مدرسة ابتدائية هزيلة مبنية من الطوب اللبن ، والوحدة الصحية توجد بقرية مجاورة لقريتنا ، وكانت تخدم مجموعة من القرى ومنها قريتى ، وبالتال عندما تمرض يذهب بك الى تلك الوحدة
وأتذكر أننا بتلك الفترة لم نكن نعلم شيء عن فرشاة ومعجون الأسنان ، وبالتال كانت أسنانا سريعة التلف ، وكنا عندما يتلف الضرس لا نذهب لخلعة إلا بعد محاولات لخلعة بالمنزل بواسطة فتلة من الخيط أو ملعقة توفيرا لجهد الذهاب للوحدة الصحية ، فإن فشلنا كان الذهاب للخلع فلم نكن نعلم بأمر حشو الأسنان
ولازال بالذاكرة منظر عيادة اللاسنان وكنا نسميها (غرفة الخلع) وكانت غير نظيفة حيث الادوات والعدد والقطن مرماة بكل مكان ، والادوات لا تعلم شىء عن التعقيم
ومرت الأيام وتغيرت الدنيا وتغير الحال وتغير الوعى وأضاءت العقول بنور العلم ، وتخرجت من الجامعة وجرت الأيام والسنين
ونتيجة الشغف بالقراءة عرفت كثير من المعلومات عن مرض ألتهاب الكبد الوبائى المسبب له فيرس (سى) ولمعرفتى بعدم وجود علاج له أمتنعت عن أجراء التحاليل فما جدوا معرفتك بمرض ولا يوجد له علاج ، ولكن من باب الحيطة أمتنعت عن حلاقة الذقن عند الحلاق
وجاء يوم لاحظت خمول وضعف عام اصابنى، وميل للنوم وبصفة دائمة ساعات طويلة من النهار، فعلمت أنى مصاب بهذا الداء وهذا ما أكدته التحاليل ، وتذكرت عيادة أسنان الوحدة الصحية (غرفة الخلع)
وفى تلك الفترة ظهرت أنواع متعددة لعلاج هذا الداء ، منها علاج بالأعشاب الى لبن الإبل الى الحبة الصفراء وما هنالك من الأشياء التى لم يتقبلها عقلى ، الى ان ظهر علاج الإنترفيرون واقتنعت بجدواه فهذا ما أقره العلم ، وسارعت لتقديم طلب للعلاج بهذا الدواء رغم علمى أن نسبة الشفاء بهذا العقار (الإنترفيرون ـوالريبافرين) فى أحسن الأحوال 55% للمستورد 25% للمصرى ، ولكنى كنت عازما على طرق اى باب للعلاج حتى لو كانت نسبة الشفاء 5% ، فمدام هناك ضوء سأسير خلفة وبشرط أن يقره المتخصصين من العلماء
ونظرا لكثرة عدد المرضى والزحام الشديد تحدد دورى بعد سنتين لبدأ العلاج ، وكانت فترة الانتظار قلق وخوف وخاصة عندما علمت وصدمت بمدى انتشار المرض بين أهل قريتى ، وكان المرض يتزايد يوما عن الأخر وتزيد وتيرة حصد الأرواح ، وتزايد علامات المرض على المصابين ، ولك أن تتخيل الوقع النفسى عندما تقابل إنسان تعلم أن عمرة سينتهى بعد وقت لا يتجاوز الشهور ولن يحل علية العام ، وكان يعرف هذا من انتفاخ البطن الشديد(الاستسقاء) واصفرار العين ووجود انتفخا حولها وتورم للقدمين ، وتلك تكون مرحلة متأخرة من المرض ، يتبعها الجرى على أطباء الكبد ولكن بعد فوات الأوان ، ثم مرحلة ما قبل الوفاة ولقد عاصرتها وشاهدتها لأشخاص عده من أبناء قريتى (ولازال الى الأن)
ولا أريد ان أتحدث عنها لهول تلك الفترات الأخيرة من عمر المريض ، ومراعاة أن بعض المصابين بهذا الداء يمكن أن يقرأ هذا المقال
وأخيرا جاء دورى فكنت أذهب لعاصمة إحدى المحافظات لأخذ حقنة العلاج كل أسبوع ، وكم هالنا الأعداد الغفيرة من المرضى بهذا الداء اللعين ، ورغم علمى بالأثار الجانبية لهذا العقار ولكن ليس كل من علم كمن جرب ، فكل حقنة كانت تصاحبها أثار جسمانية ونفسية سيئة جدا ، ومن شدة الأعراض كم حدثتنى نفسى للتوقف عن العلاج ، وأتذكر أنى كنت أدفع نفسى دفعا للذهاب الى المستشفى ، حتى أنى بإحدى المرات رجعت من أمام باب المستشفى ، ولكن لعلمى بعدم وجود وسيلة أخرى للعلاج ومشاهد المرضى والموتى من أبناء قريتى جعلتنى أكمل فترة العلاج الى أخرة ، والتى أستمرت سنة كاملة ، وعادت صحتى الى التحسن كما كانت
السؤال هنا لماذا احكى لكم عن هذه المعاناة ؟
سبب السرد أنى بعد 6 أشهر من انتهاء العلاج قمت بعمل تحليل للتأكد من الشفاء ، ففوجئت بحدوث انتكاسه وعودة الفيروس كما كان ، وكل ما عانيته خلال تلك السنة قد ذهب أدراج الرياح ، وعاد القلق والخوف يطاردنى خاصة مع تزايد ضحايا المرض من حولى ، وأصبحت أنتظر هذا الدور المحتوم
حتى جاء يوم وسمعت وعرفت بجهاز القوات المسلحة الذى يعالج هذا الداء ، فسخرت منه كما سخر الكثيرين، ولكن أصارحكم القول أنى فى بعض الأحيان ولغريزة حب البقاء والتعلق بالأمل كانت تحدثنى نفسى كل ليلة (ماذا لو كانوا صادقين ) وهنا تقفز الفرحة بداخلى ، ولكن عقلى كان يقول أنهم كاذبون ، ثم قوى هذا الأمل وزاد خاصة عندما قرأت أن عدد من الصحفيين قد سألو سيادة المشير عن هذا الجهاز، فأكد لهم أن الجيش لا يمكن أن يغامر بسمعته ، وهنا قلت ها قد جاء التأكيد على صحة هذا العلاج من فم أعلى رتبة بالجيش ، وكثير من الناس يعتقدون بصدق هذا الرجل (يا فرج الله)
ثم ما لبثت أن انطفئت تلك الفرحة وماتت فى صدرى ، عندما قرأت بتاريخ 13ـ3 أن وزارة الصحة تستعد لطرح دواء جديد بصورة أقراص بسعر العلبة الواحدة 2200 جنية ، وهنا تساءلت بنفسى 2200 للعلبة وتكلفة العلاج البعض قال 60 ألف جنية وأقل التقديرات قالت 30 ألف (طب أجيب منين) وأين جهاز الجيش القادر على الشفاء من هذا الداء اللعين ؟!!
وهنا أيقنت نفسى أن علاج الجيش هو محض أوهام ، فلو كان يوجد جهاز لعلاج المرضى لماذا تم التعاقد لاستيراد هذا الدواء الجديد
وأنا هنا أتساءل
(1) ألهذا الحد أصبحت أحلام المرضى فى الشفاء وحقهم بالتمتع بالحياة أصبحت وسيلة لبلوغ غاية سياسية ، وأصبحتم تلعبون بعواطف الناس غير مكترثين بمشاعرهم ، هل وصلنا الى هذا الحال من الانحطاط !
هل هؤلاء هم من ستثقون بهم وتولوهم أمر البلاد ؟ وهل هؤلاء من سوف ينتشلون هذه البلد ؟ أقمنا بثورة مجيدة (25يناير ولا يوجد غيرها) من أجل أن يتولى أمرنا هؤلاء ؟
(2)سوف ننتظر حتى الموعد الذى ضربوه لتعميم هذا الجهاز على مستشفيات الجمهورية وهو 30ـ6 وقدرته على علاج وأؤكد علاج (وليس الكشف فقط) فيرس (سى) والبينة على من أدعى
فإن ثبت صدق اختراعهم (لا أظن) يعلم الله أتمنى من كل قلبى أن يكونوا صادقين ، كانت معجزة بكل المقاييس ولابد من أن ينالوا أعظم تكريم ، فلقد حققوا حلم الملايين بالشفاء
فإن كانوا كاذبين ، أطالب بحملة من المرضى ويقدر عددهم بالملايين للضغط على النائب العام لتحريك الدعوة الجنائية ضد هؤلاء ، وإحضار من قاموا عليهم بالتجارب ، ومعرفة هل كانوا مصابين بهذا المرض أم لا ، وفى حالة مرضهم هل تم شفائهم بهذا الجهاز فعلا أم أن هذا الكلام محض أكاذيب و محاولة استغلال أحلام المرضى لأغراض سياسية ، وحتى لو لم تثبت الأدلة عليهم شيئا ، فسوف يكونوا عبرة لمن يفكر بعد ذلك أن ينهج نهجهم ، وليعلم هؤلاء وأمثالهم أننا تغيرنا وأصبحنا أناس مثلهم ، ولسنا سلما يدوسو علية بأقدامهم لكى يصعدوا للسلطة ـ
فهل من مجيب ؟



#على_المحلاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تتعجب فنحن فى زمن العسكر
- من المضحكات المبكيات
- الرد على مقال (كارثة العروبة على مصر )
- لا تنزع هذا الثوب
- هل حلال لكم حرام لهم ؟؟ (2)
- هل حلال لكم حرام لهم (1)
- آهات -بهية-
- بكرة تشوفو مصر
- هل فعلا بالدستور العجلة تدور


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - على المحلاوى - المتاجرة بالأمل