أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - مكة وإسماعيل العربي ح1















المزيد.....

مكة وإسماعيل العربي ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4554 - 2014 / 8 / 25 - 05:44
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مكة وإسماعيل العربي

بعد هذه الجولة في المتناقض التوراتي التاريخي في النسب وفي الحدث وبالتوقيت وبالسرد نعود لموضوع في غاية الأهمية ومن يثيره دوما هو نفس الفاعل الأول الذي نسف التاريخ نسفا إرضاء لكذبته وما تستند مقدماته الفكرية عليه من معطيات ومقدمات يختلط كثيرا في الصالح والطالح ليصل لنتيجة تتمحور حول هدفين رئيسين هما أن التوراة هي الكتاب الوحيد الذي يحتكر الحقيقة وأن اليهود هم شعب الله المختار كما جاء في التوراة , وكل ما دون ذلك وهم وزيف سواء أكانت أديان أو تواريخ أو أحداث .
في علم التاريخ هناك قواعد عملية تحكم من خلالها على حجية الحدث وصدقية الوقوع كما أن الكتابة الثابتة زمنا أصدق من الرواية المرسلة والدليل المادي الأثر الذي لا يقبل التأويلات المتعددة يمكن أعتباره مع أدله مشجعه من أسباب الحكم على واقعة أو مكان منسوب لواقعة أو حتى لمجرد تحديد الزمن, أيضا هناك قاعدة عقلية تقول جهلنا بالشيء لا يعني عدم وجوده طالما أن لا دلائل تثبت أو تنفي أي فكرة بل تبقى مجرد فرض بحاجة لدليل حاسم أو قطعي أو حتى ظني بحدود المقبول التأريخي.
في القضية التأريخية هناك قيمة محورية للتجرد والنزاهة في البحث والفرز وتصنيف الوقائع وترتيب الحوادث حتى نكون أقرب للواقعية العملية وأدنى أن لا ترتاب في النتائج ويمكنك أن تفتخر أنك أنجزت مجهود يقربك من الحقيقة أو يقربك من الوقائع والأحداث والأزمان كما هي أو تقريبا دون أن تمنح نفسك أن تكون حكما بين ما توصلت له وبين جهد الأخر فقد تكون فاتتك أشياء وأنت في غمرة الإنجاز قد تطيح بمجهودك دون أن تعي لأنك تعتقد أنك الأفضل .
نسوق هذه المقدمة للدخول في موضوع تأريخ مكة وتأسيسها على يد سيدنا إسماعيل ومن ثم بناء بكة وهو بيت الله الحرام وإقامة القواعد على يد الأب والابن أنبياء الله وكيف يقرأ المؤرخ التوراتي وليس التوراة الوقائع ويبني الاستنتاجات عليها وكأنها حقيقة لا تقبل النقاش, الرأي الغالب عند المؤرخين الغربيين وجلهم أما يهود أو ممن يبني دراساته التأريخية على المصادر التوراتية أو يبنيها على ما يرد من وقائع في التوراة, وقد ينتقي البعض الأحداث أنتقاء ليخفي شيء ويبرز أخر خلاف الحقيقة التأريخية حتى لو كانت معطياتها وإشاراتها واضحة له .
جاء في موقع الويكيبيديا ما يلي: يرجع تاريخ تأسيس مكة إلى أكثر من ألفين سنة قبل الميلاد،وكانت في بدايتها عبارة عن قرية صغيرة تقع في واد جاف تحيط بها الجبال من كل جانب، ثم بدأ الناس في التوافد عليها والاستقرار بها في عصر النبي إبراهيم والنبي إسماعيل، وذلك بعدما ترك النبي إبراهيم زوجته هاجر وابنه إسماعيل في هذا الوادي الصحراوي الجاف، وذلك امتثالاً لأمر الله، فبقيا في الوادي حتى تفّجر بئر زمزم، ثم وفدت بعد ذلك أولى القبائل التي سكنت مكة وهي قبيلة جرهم إحدى القبائل اليمنية الرحّالة،وقد بدأت خلال تلك الفترة رفع قواعد الكعبة على يد النبي إبراهيم وابنه إسماعيل .
في حين يعترض البعض من المؤرخين والإخبارين ومن يعد نفسه مفكرا أو داسا للأديان ليضيف جملة من التساؤلات حول هذه الرواية المختصرة والتي تستمد شخوصها ومسمياتها من الفكر والتراث والنص الإسلامي دون أن تتوافق مثلا مع الروايات التاريخية المدونة أو التنقيبات الأثرية التي تؤكد أو تنفي هذه الرواية أو تصدقها على أساس أنها مجرد إنشائيات تخلو من دليل علمي .
فمثلا يقول أحد المبشرين على قناة فادي الفضائية وهو يتناول قصة إبراهيم ع وحقيقة نزوله إلى مكة معترضا على هذه الرواية بالذات فيقول (إني أتساءل ما هي المصادر العلمية؟ والمراجع التاريخية؟ والأدلة الأثرية؟ لهذه المقالة الإنشائية التي تستمد معلوماتها من الروايات التراثية الإسلامية الأسطورية، التي ينقصها التحقيق العلمي بالأدلة والبراهين التاريخية والأثرية, ويضيف إن الباحث عن الحق لا يقتنع إلا بالدليل والبرهان، وهو ما لا يتوفر في المصادر التراثية الإسلامية المبنية على الروايات والأساطير),هنا يجزم الرجل على أن الروايات الإسلامية مجرد أساطير حتى لو وردت في كتاب الله كما يعتقد المسلمون وغيرهم وهذا مرده النقطة الأولى التي أشرنا لها سابقا وهي ظن التوراتيون وحتى المسيحيون الذين يتبعون التوراة ولا يتبعون الإنجيل أن الحقيقة كلها مطلقة في التوراة بالرغم من كل الذي قيل فها وثبت عنها أن غالب ما ورد فيها هو أساطير وحكايا مكتوبة وليست كتاب الله .
في منحى أخر وتحت راية العلم والإستشراق نجد ذات الميل ونفس المنهج الذي يعتمد قلب الحقائق ويسير نجو جانب غير عقلاني بالمرة حين تدعي مثلا ونتحدّث هنا عن المستشرقة الدانمركية "باتريشيا كرون" والتي حاولت بشتى الطُرُق نفي تاريخية مكة , بل وتهميش أهمية الكعبة.. وهذه المستشرقة ويظل رأيها وحيداً لا علاقة له بالعلم ولا أدلته وقرائِنه وأبحاثِه النزيهة وتُخالف في كل ما ذهبت إليه جميع المؤرخين والمستشرقين وخاصة في مسألة نفي وجود مكة وقصة إسماعيل ع وتفرعاتها والنقطة الأهم إدعائها أن النبي محمد مجرد رجل يهودي حاول القيام بثورة لتحرير بيت المقدس لكن الروح القومية المهاجراتية أفسدت عليه ثورته وأتخذ منحنى فكريا أخر, فهل يُقال بعد ذلِك أن المؤرخين يرون أن مكة لا تاريخية لها قبل القرن الميلادي الرابع؟!!
إن باتريشيا كرون وحدها هي التي أخذت على عاتِقها الحرب ضد مكة والحرب ضد الكعبة , واستخدمت كل الأساليب الملتوية , " رأي المؤرخين أن مكة ليْس لها تاريخية ما قبل القرن الرابع الميلادي "عجِزت " كرون" عن تقديم أي أدلة علمية أو قرائِن تعضد بها ما ذهبت إليه , وكان كل همها - كما بان منذ بداية الصفحات الاولى من كتابها هو التنقيص من مكة وبيت الله الحرام بأي طريقة كانت , فاستعملت الأساليب الساخرة والحانقة والحاقدة , والإدعاءات غير الموثقة ..
ولأنها افتقرت إلى القرائِن والأدلة العلمية , فكان لابد لها أن تلجأ إلى المغالطات المنطِقية التي لا تنطلي على العلماء والمتخصصين وإنما قد تنطلي على العامة غير المتبحرين .. فاعتمدت وسيلة فرض فرضية واعتبار هذه الفرضية حقيقة مُسلّمة , وإن لم يتم تحقيق هذه الفرضية فإنه لا يكون هناك تاريخية , واعتمدت مغالطةُ عدم وجود الدليل يعني العدم وقد علّق كثيرون من الأساتِذة الاكاديميين عند نقد بحْثِها على اعتمادها هذه المغالطة بل على تضييع جزء كبير من بحْثِها معتمدة عليْها ..
وقد حاولت باتريشيا كرون نِسْبة ما ذكره بطليموس كاسم لمكة حسْب ترجيحِ أكثر المؤرخين "ماكورابا" فجعلت هذا الاسم نسْبة إلى جدة, بدلاً من مكة , وحاولت التشكيك بين مكة وبكة , بالزعم انهما مكانين مختلفيْنِ عند المسلمين في صدْر الإسْلام , وحاولت نقل مكة إلى الشمال الغربي ,. ومع ذلِك فقد خالفت منهجها ووقعت فيما ينْقُض منهجها كله دفعةً واحِدة, حيْثُ اننا علمنا أنها اعتمدت مغالطة الحجر بأن " ما ليْس عليه دليل عندي فلا حقيقة ولا وجود له" , وبالتالي فمكورابا ليْست هي مكة , وإنما هي جدة, وفي حين انها تُسْقِط كل شيء لعدم توافر الدليل عندها , فإنها لم تمتنِع أن تتجرا على زعْمِ ان مكورابا هي جدة وبلا اي دليل واضِح , وبلا دليل ذكرت أن بكة شيء غير مكة , وبلا دليل نقلت مكة الى الشمال الغربي , فوقعت فيما ينْقُض مبحثها حول تاريخية مكة جملة وتفْصيلاً .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكة وإسماعيل العربي ح2
- العبرانيون وإبراهيم والعرب ح1
- العبرانيون وإبراهيم والعرب ح2
- التاريخ بين القراءة الدينية والمنهج العلمي ج2
- التاريخ بين القراءة الدينية والمنهج العلمي ج1
- البقرة الصفراء _ قصة قصيرةج1
- البقرة الصفراء _ قصة قصيرةج2
- عراقية أنا والتاريخ ثوبي
- العراق وشروط تكوين الأمة
- بين مائدة عبد الجبار الفياض ومائدة السلطان
- الحرية موقف من الحياة
- أستعمار الذاكرة
- صياغة مفهوم الحرية
- صياغة مفهوم الحرية ح2
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح3
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح1
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح2
- بين الإدارة والحكم كيف يدار المجتمع
- زمنية الحلم ح2
- زمنية الحلم ح1


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - مكة وإسماعيل العربي ح1