أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - العبرانيون وإبراهيم والعرب ح2















المزيد.....

العبرانيون وإبراهيم والعرب ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4553 - 2014 / 8 / 24 - 19:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لم ينكر القرآن الكريم ولا كتب التأريخ الاضطهاد الذي واجهه الإسرائيليون سواء أكان ذلك بفعلهم الغير منضبط مع رسالات الأنبياء التي بعثهم الله منهم أو من خلال أساليبهم التي كانوا يواجهون بها المجتمع الذي يعيشوا فيه ,من نظرتهم الأستعلائية وكرههم للجنس البشري تحولت حياتهم إلى مجاز ودمار دون أن يتعضوا ولو مرة واحدة بما حصل لهم{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }البقرة 61,هذا الغضب الرباني هو سبب من أسباب ذلتهم ومسكنتهم وبسببه سمي الإسرائيليون بالعبرانيين أو أهل العبيرو في اللهجة المصرية القديمة .
وبعض الكتابات الخرافية والأسطورية القديمة تجعل لتسمية العبريين او العبرانيين مدلولا عرقيا فتنسبهم الى جد قديم اسمه عابر بن سام بن نوح ، وهذا النسب العرقي ضرب من الخيال والاسطورة حيث لا وجود له على ارض الحقيقة والواقع، وتنفيه المعلومات الدينية والتاريخية القديمة ,كنا لا يمكن أن ينسبوا لوحدهم بالعبرانيين دون أن يكونوا أولاد إسماعيل مثلهم لاتحاد السبب والمسبب وهو جدهم المزعوم عابر.
من هنا يمكننا أن نعتمد الرأيين الثاني والثالث دون الأول والرابع من أن نسبة العبرانيين نسبة وصف لقوم يعقوب وليس لإبراهيم وولديه أسحق وإسماعيل وبالتالي نخرجهم من هذا الوصف{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }آل عمران67.
لا يمكن أن يتجرأ أحد أو يدع أن العرب عبرانيون لأن ذلك القول سيواجه بأن العبرانيون الحقيقيون هم أتباع موسى من سلالة أسحق ويعقوب ولكن ما الدليل لذلك, اليهود هم من اتبع موسى وآمن باليهودية والتي هي أصل ديني وليس أصل عرقي ولكن موسى بعث فقط إلى بني إسرائيل ,وهذه مغالطة أخرى فكيف يبعث الله نبيا يخاطب العالم أجمع ويسعى لإشاعة عبادة الله الواحد مقابل عبادة الفرد المتعدد ويخصها بقوم وكأن الله تعالى قد حرم هذه العبادة على بني إسرائيل وأباحها أو تغاضى عنها عند بقية الناس ,ألم يبعث الله موسى إلى فرعون ملئه وهم من جملة من خاطبهم الله بالتكليف{ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }الأعراف 103,أليس فرعون وملئه ليسوا من قوم موسى هذا شاهد على أن موسى رسول الله لكل الناس وليس حصرا ببني إسرائيل.
فكرة الاصطفاء التي يزعم اليهود أنها مخصوصة بهم ودليلهم قول الله {قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ }الأعراف 144 ,فكرة خيالية وغير صحيحة من جهة القراءة فالاصطفاء للفعل وليس للمفعول الله تعالى يقول ((إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ)) أي المفعول به هنا الثاني الناس وقع عليه فعل المصطفى وهو المفعول به الأول عكس النص التالي {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}الحج 75, والمعروف أن الدلالة الآتية من المن التبعيضية تختلف على دلالة على الفوقية الكلية {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }آل عمران 33.
من ملاحقة النصوص ومن مجمل فهم الإسلام لمعنى النبوة والاصطفاء والتكليف بالرسالة وهو معنى لا يختلف مع الفهم العقلاني والتاريخي لرسالة الإنسان المصطفى المحمل بمسؤولية أخلاق قبل أن تكون مسؤولية دين وعقيدة ,أن الأنبياء والرسل عليهم واجب إنساني حضاري ووجودي تتخلص كل معانيه بإنقاذ الإنسان من وحشية الأنا ومن داء العظمة الذي هو سبب كل الظلامات والظلم لذا حارب الله الطغاة والجبابرة عبر وسائل سلمية عقلية ولم يبعث الأنبياء إلا مبشرين ومنذرين بالحق والمحبة والسلام ولم يمنحهم قوة الجبابرة ولم يمنحهم آلات قتل بل سلحهم بكلمة التقوى {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الفتح 26 .
لذا فإن زعم بني إسرائيل إنهم أهل الدين ولا دين لغيرهم مستندين على فكرة الاصطفاء يتناقض مع بقية الرواية وبقية الهدف من القصة التأريخية التي كتبوها بحبرهم المقدس المغمس بالأنانية والجبروت ,لو أن فعلا أن إرادة الله تتجه نحو هذا الموقف (أن يكون الدين خالص لبني إسرائيل) لما منح كما يزعم الأفاكون أن الله قد أمرهم بالعودة إلى موطن إبراهيم التي هي كما يزعمون فلسطين في حين أن الوقائع التأريخية ومن كتبهم أيضا أن موطن إبراهيم هو وادي الفرات الأوسط من العراق ليقيموا دولة الله وملك لا يبلى على أساس من رسالة موسى وتعاليم التوراة.
فلننظر كيف يفسرون التأريخ بهوى وضلالة ,كانوا حين ذاك أثنى عشر سبطاً، أحفاد يوسف وإخوته الذين، بحسب مفسري التوراة، سكنوا بمصر بعد أن صار يوسف من وجهاء القوم فيها ,حتى بعث الله فيهم موسى نبيا فجمع شملهم وحثهم على الخروج من مصر والعودة لموطن يعقوب وإسحاق والتي كانت بها قبائل كنعان التي كانت تعبد الأوثان وتعصي أمر الرب فكان حكم الله فيهم، بحسب التوراة، أن أعطى أرضهم لبني إسرائيل وسماها بأرض إسرائيل التي تمتد من الفرات إلى النيل لسبب بسيط أن فيها قوم لا يؤمنون بالله !!!! هل من الحق أن يفعل الله ذلك دون أن يبعث فيهم نبي يعلمهم ويأمرهم بأمر الله {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }النحل 36.
كيف يسكت الله عن قوم عصوا أمره ويعاقبهم والنبي المرسل غير مكلف أصلا بتبليغ أمره ,فقط تبليغ بني إسرائيل يكفي ويواعدهم جزاء كفر الأخر الغير مبلغ والغير مكلف بأمر جلل غير مداراة لهوى بني إسرائيل ,وبذلك يصبح أمر الله انتقائيا غير منضبط بقانون ألزم الله به نفسه من قبل أن لا يعاقب ولا يثيب قبل التكليف والإبلاغ برسل وآيات بينات.
أن الله قد منحهم أرض كنعان هدية مقابل إيمانهم ,هذا الرب الذي يؤمنون به غير عادل وغير حكيم وبالتالي فما يأتي منه بالضرورة أن يكون غير عادل وغير منصف وما بني على الغير عادل والغير منصف فهو ليس بحق ويتصف بصفة الباطل, وكل إيمان بالباطل هو إيمان غير حقيقي ولا مستوجب للالتزام به , فما يلزمهم لا يلزمنا ولا نؤمن به لأنه من باطل.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ بين القراءة الدينية والمنهج العلمي ج2
- التاريخ بين القراءة الدينية والمنهج العلمي ج1
- البقرة الصفراء _ قصة قصيرةج1
- البقرة الصفراء _ قصة قصيرةج2
- عراقية أنا والتاريخ ثوبي
- العراق وشروط تكوين الأمة
- بين مائدة عبد الجبار الفياض ومائدة السلطان
- الحرية موقف من الحياة
- أستعمار الذاكرة
- صياغة مفهوم الحرية
- صياغة مفهوم الحرية ح2
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح3
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح1
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح2
- بين الإدارة والحكم كيف يدار المجتمع
- زمنية الحلم ح2
- زمنية الحلم ح1
- العقل والحلم ج1
- العقل والحلم ج2
- صناعة المستقبل


المزيد.....




- أقرب إلى كبسولة زمنية.. ما قصّة هذا المطار في المجر؟
- إيران - إسرائيل: الحرب في ميزان الإعلام
- مذيعة CNN لعاموس يادلين: لماذا قصفت إسرائيل سجن إيفين في إير ...
- خامنئي يدلي بأول خطاب بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ...
- عاموس يادلين لـCNN: سأكون سعيدًا جدًا إذا تم تقليص إيران برن ...
- مسؤول في حماس: الوسطاء يكثفون جهود وقف إطلاق النار، لكن الحر ...
- قسد تنفي اتهامات الداخلية السورية بأن منفذيْ هجوم كنيسة مار ...
- وسيلة ضغط أم تدخل في الشأن الإسرائيلي؟ ماذا وراء دعوة ترامب ...
- جيف بيزوس يقيم حفل زفافه في مدنية البندقية الإيطالية
- مؤشرات إيجابية على قرب التوصل لهدنة في غزة؟


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - العبرانيون وإبراهيم والعرب ح2