عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 09:38
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
القائمين على التجربة وضعوا أفراد المجموعتين في قاعتين للعمل تم تغيير الوقت تقديما وتأخيرا, للمجموعة الأولى تم تأخير الوقت لساعتين والعكس مع المجموعة الثانية, وعند انتهاء عمل طلب من كل مجموعة الاستلقاء للنوم بانتظار تهيئة وجبة الغذاء, فكانت النتائج كالآتي:.
(المجموعة الأولى)
50% من المجموعة الأولى لم يستطيعوا النوم.
40%حلمهم كان بالأكل أو بالبحث عنه.
النسبة الباقية احلام عادية.
(المجموعة الثانية)
40% م يستطيعوا النوم.
50% حلمهم كان بالأكل أو بالبحث عنه.
لنسبة الباقية احلام عادية.
من الدراسة كانت المجموعة الأولى قد انقص من وقتها ساعتين من الوقت المعتاد لتناول وجبة الغذاء إلا أن نصف المجموعة كانت غير قادرة على النوم بالرغم أنها واقعا لم تكن بحاجة ضرورية للغذاء ولكن لمجرد ملاحظتها للزمن أصبح هاجس الجوع فاعلا مما انعكس على 80%من الذين تمكنوا من النوم, عكس المجموعة الثانية التي تأخرت ساعتين عن موعدها المعتاد وبنفس النتائج لكن بعكس الظاهرة في المجموعة الأولى.
أستخلص من الدراسة إن الإحساس بالزمن له دور فاعل في سيرورة الرؤية الحلمية بما يرتبط هذ العامل بالحس الإنساني النفسي بمجموعة من الاستحقاقات وبما يفرزه من نتائج على صعيد الواقع خاصة للذين يرتبطون بمواعيد محددة ملزمة ترى أن الاستغراق بالنوم في هذه الأوقات دائما ما يجعلهم يحلمون بأنهم يؤدون هذه الالتزامات وبنفس الكيفية لأن الساعة العقلية الباطنية تنبه الجسد للاستيقاظ في هذا الوقت.
في الأحلام عادة ما نكون على خارج الزمن وعيا وحتى تصور بما هو الحال العمر مثلا, ونعبر عن أنفسنا بزمن الحلم بتلقائية فالحلم لا يراعي الواقع كزمن، وهو وسيلة من وسائل إسقاطيه يمارس فيه العقل خيالاً ليس فيه حدود ليعبر عن موضوع دخل نظامه العقلي وهذا النظام أما أنه كان ممتنعا عنه أو مرحبا به لكن في الواقع الحقيقي غير قادر عن التعبير به لذا يلجأ العقل ليسقطه رؤية حلمية خارج الواقع زمنا، والحالم في حلم النوم ليس كالحالم في حلم اليقظة لأن حلم اليقظة يتجه إلى الحاضر متخيلا أو صانع لخيالات يحكمها أبتدأ العقل الواعي لتنتقل شيئا فشيئا إلى دائرة العقل اللا واعي فينفلت من زمان اللحظة لينطف لما بعدها استجابة لما يريد العقل الواعي منه ويقدم مشاهد خيالية لأجواء مستقبلية أما حلم النوم ففيه التوجهات خارج حدود الزمن تحديدا.
يمكننا القول أن الحلم بهذا الفهم والتأويل يعطي دافعا جديدة لرغباتنا التي لم تتحقق في الماضي أو يعوض عنها بحلول غير واقعية أو يستذكرها لمجرد ان العقل ما زال متعلقا بها، أو حتى أحالتها في الرغبة التي ننشدها في الحاضر، كما وقد يحولها لما يشكل تصورات جديدة لمستقبلنا يقوم العقل بمهمة تنظيمها في بناء درامي فريد من خلال رؤية حلمية كل منا جزءاً لا ينفصل بحال من الأحوال عن شخصيته وكأن الأحلام هي حلقات مفقودة أو أخرى نبتدعها لمسلسل طويل أسمه الحياة.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟