أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية قمر مفقود ح3














المزيد.....

رواية قمر مفقود ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 16:12
المحور: الادب والفن
    


رواية قمر مفقود ج3

ترك ما بقى من متاع على الحصيرة وأنسحب مكسورا نحو داره يلعن حظه أن يسرق القمر من القرية وهو حارسها تمنى أنه لو كان قد مات من قبل كم ليلة أو أنه ذهب مع آخرين من أقرانه للزيارة فقد يكون فقدان القمر بغيابه عذرا له ,وقد يكون تأكيدا على بسالته في الدفاع عن القرية وأهلها ,علمت زهيرة من طريقة مشي زوجها أنه مكسور الخاطر فأرادت أن تلطف الجو وقالت .... أنت اليوم تبقى بالبيت وأنا سأذهب للحراسة وضحكت لعلها تثير فيه السرور.
نظر لها شزرا وقال لها يا زهيرة أنت طالق مني ليوم الدين وأخذ منها البندقية وسط ذهول أسكت لها لسانها الطويل وسحب من على كتفها البندقية وتوجه صوب التنور ليرمي بكل ما يملك من قوة في أتون نار أشعلها وهو متحمس تماما لفكرة الخلاص من ذنب , هذه البندقية أحد شواهد سرقاته القديمة يوم كان حرامي لا يشق له غبار ويشار له بالبنان وقد تمتع كثيرا بقصة سرقها من أل فلان بتحدي ولم تنفع كل المحاولات في استردادها أو التصرف بها لأنها أخر ما يملك من شهود على رجولته بين رجال القرية .
لملمت زهيرة حاجاتها بصمت مشوب بدموع لا تنقطع تندب حظها العاثر وندمها على فكرة لبسها البندقية ولعنت تلك الساعة التي أرادت فيها أن تثبت لدهمان أنها الشريكة المثالية له , عللت نفسها وحدثت روحها أنها فعلا كانت أغبى من أن تتصرف بلياقة , عليها أن تذهب الليلة لتقضيها عند جارتها وسيصبح الصباح ليعود زوجها لرشده , ما كانت تحتسب أن زوجها المتردد دوما في أخذ قرار حاسم طلية فترة زواجهما التي امتدت لأكثر من عمر لا تعرف كم مضى منه ولكنها تتذكر أنها تزوجت منه سنة أبو زويعه عندما عصف بقريتها والقرى المجاورة حاصدا كل عائلتها وهي ما زالت لم تبلغ مواصيل النساء , تزوجت وبقت سنتين في دار عمها أبو دهمان أخر ما تبقى لها من قرابة (( تلعب اللعاب)) أمام زوجها الأسمر الطويل .
هذه الليلة الأولى التي لا تسمع في المنطقة صفارة دهمان ولا وقع خطواته بين الطرقات الترابية ولا حتى حسيس كان يلف المكان كل ليلة الجميع شبه أموات ما عدا صوت الكلاب ورغاء البقر , لا أثر للحركة والسكون سيد الموقف تماما , تجمع بعض كبار السن من الرجال ولفيف من الشباب وجلسوا أمام باب المسجد المقفل علهم يجدوا طريقا ما لله أو التوبة , شاع الخبر بين القرى المتجاورة أن غياب القمر كما يقول رجال الدين علامة القيامة الكبرى وعلى الناس أن يفعلوا شيئا تجاه الرب فقد تنقلب الأرض في أي لحظة عندها لا ينفع شيء لشيء .
البعض أباح بما في جعبته من أسرار والكثير من النساء ترددن أن يقصصن ما فعلن ولكن الجميع ينتظر أن تقوم الساعة , الهمس والتسريبات الخفية هو ديدن أهل القرية , يقال أن فلانة (س) أخت شيخ القرية وعالمها كانت على علاقة مع (ص) , ردت إحداهن هذه الذي كنا نظن أنها من المستورات المحصنات تفعل , ليس حريا أن تقولوا كيف لم يعلم شقيقها ولماذا سمي عالم ,يتهامسن وإحداهن توصي الأخرى أن لا تبوح بالسر ,أكثر النساء والرجال في القرية أصبحوا كالمتهم الذي تعلن المحكمة في أي دقيقة أدانته , فقد توالت الأعترافات من الجميع وعلى الجميع , لم يعد هناك من برئ , العجيب أن الجميع لزم الصمت لا أحد يطالب بالقصاص ولا الإدانة لأن الله قادم سوف يحاسب الجميع .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية قمر مفقود ح4
- بيان رأي قانوني حول قرار المحكمة الأتحادية
- رواية قمر مفقود ح2
- رواية قمر مفقود _ قصة قصيرة ح1
- العراق وأمريكا والخيط الضائع ح2
- العقيدة والمعتقد والجدارة في التقديم
- العراق وأمريكا والخيط الضائع ح1
- رائحة الموت ... كما العادة
- العراق ... حزب الدعوة وخطى الأخوان.
- فكرة الموت والخلود في عالم أخر ... خداع للعقل أم تقديم له ح2
- فكرة الموت والخلود في عالم أخر ... خداع للعقل أم تقديم له
- وماذا بعد ... سياسة الخطوة خطوة
- الفكر الإنساني وحق التحديث والتجديد ح2
- الفكر الإنساني وحق التحديث والتجديد ح1
- قصة حبي
- القيم الأخلاقية في السياسة الوطنية
- أوجبية التحديث في قواعد ومقدمات ومعطيات الفكر الإسلامي
- المعارضة الشعبية وممارسة الديمقراطية
- أنطباعات قارئة لكتابي الأحلام دراسة في سايكلوجيا العقل
- الثلاثاء الثاني ... انفراج أو مزيدا من الضياع


المزيد.....




- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - رواية قمر مفقود ح3