أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - صناع الرب _ قصة قصيرة ج2














المزيد.....

صناع الرب _ قصة قصيرة ج2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4543 - 2014 / 8 / 14 - 21:31
المحور: الادب والفن
    


صناع الرب ج2

ص _ يا هذا لم غيرت نحن كنت نتابع ما يقول الرجل , أليس من حقنا أن نستمع لما يقول الناس , هذا اضطهاد , أما يكفينا ما نلاقيه في الشارع , لا تنسى أني مواطن وأدفع كل ما علي بما فيها قيمة هذه الخمرة المغشوشة والجعة التي نصفها ماء .
هو_ ولكن يا سيدي حديث الرجل لا يناسب المكان .
ص_ وما به المكان ألسنا نحن الناس , أم أن غيرنا ناس ونحن الأبالسة , هذا ظبلم , سأشكوك للرقابة .
هو _ يا سيدي هنا الكثير من الزبائن لا يرغبون بهكذا حديث .
ص_ أين هم الزبائن الذين لا يرغبون , هذا صديقي س قد أمتعه كلام الرجل وهو مستمتع وأنا كذلك , أين من يعترض على كلام طيب.
ساد صمت مشوب بعلامات التعجب والبعض منها مستهزأ ولأخر يبحلق في كأسه وقنانيه , قاعة الحانة باردة بفعل أجهزة التكيف هذا قد يبرر بعض الصمت لم يجب أحد من الجالسين عن طلبات ص الغرائبية , والبعض تعاطف مع ص وأيد ما قال هم أيضا رجال صالحون لا يمكن أن يكون الخمر مفسدة أخلاقية في نظرهم هو فقط عصاة والعاصي بحاجة لمن يراع وجوده قد ننصلح في يوم من الأيام هكذا هتف أحدهم من زاوية بعيدة ... السكون وعدم الممانعة الذي أعقب خطبته أجبرت مدير الصالة أن يعيد القناة وليستمر الرجل بالحديث عن الإيمان والإنسان , وسط دهشة ومتابعة من البعض .
أعجبت س فكرة الرجل البعيد اذي صاح يمكننا أن نكون صالحين , نعم ولا بأس وأكيد قالها لصاحبة نحن أصلا في وصف العقلاء رجال صالحون , من لا يخطئ هذا ملاك هذا ليس بحاجة لدين , الله فقط يصلح ويرسل من يصلح مثلنا , أما الصالحون أصلا ليسوا بحاجة للرب ... جاءته فكرة , تكلم ص واثقا نحن نسمي الكتاب الصلحان تعرف إنه مناسب للهدف ومواز لكتاب القرآن ... ضحك س وقال هذا لا يهم أن تكتب كتاب دون أن تحدد ما تريد نوع من الجنون برائحة الخمر .... قل ماذا تريد أولا ...
ص_ إصلاح الخراب في الناس .
س_ ومن يحدد الخراب ؟. أنت أم المجتمع ؟. أم ننتظر أن يبعث الطعيم صاحبك أن يبعث لنا من يشرح لنا .
ص_ دعك عن هذا الأمر لا نريد أن يقول عنا الناس أننا نتبع طريقة ربهم في العمل , ربنا يعمل بطريقة مختلفة .
س_ مختلفة كيف كل الأرباب يعملون بنفس الطريقة يجلسون فوق ويصدرون الأوامر للخدم والخدم يبلغون ساعي البريد الذي عليه أن يمر على كل بيت ليعطي له نسخه منه ويأخذ الأجرة والاجتماع أخر الأسبوع لتنصيب هذا المحظوظ ملكا وتسليم رقاب الناس له في مهرجان تافه , ومن لم يستجيب سيهجم عليه الغوغاء ليخرجوا روحه من بين أضلاعه , هذه حكاية الأرباب .
ص_ أذن علينا أن نبتكر طريقة أخرى تجعل الناس تثق بربنا الطعام الطعيم لا أن تؤمن به , الثقة تولد الحب والإيمان يولد الرهبة , لذا فربنا لا يؤمن بالحساب ولا يؤمن بغير أن يصحح المسارات للناس مجانا وبدون أمر ... أنظر لهذا الرجل يظن أنه بحاجة للإصلاح ولكنه خائف أن يفقد حبه للخمرة , ماذا لو جاء الرب وجلس معه على طاولة واحدة ثم تناولا قنينة من الخمر المعتق وناقشا سبل الإصلاح , أتظن أن صاحبا سيكون عصيا على التصليح .
س_ لا أبدا ولكن كم يحتاج لنا من أرباب كي يصلحوا حال البشرية .
ص_ لا بأس أن يتزوج الأرباب ويتوالدوا ويتكاثروا وكل منهم يمارس وظيفته في حياته على عدد محدود من الناس .
س_ طيب ألا تخشى أن البعض ممن لا رجاء في إصلاحه سيكون عامل إفساد لربه , قد يثمل الرب ويفقد التمييز ويسرق أحد منا قدرة هذا المسكين أو التخويل منه وقد يقتله أيضا .
ص_ ممكن ولكن لا تنسى أن الأرباب لديهم نظام لا يمكن تخريبه أو العبثبه تحت أي طائل .
قال ولو أني بدأت لا أفهمك جيدا ولكن الفكرة جميلة وفكرة تركها جميلة , صديقي نحن هنا نفسد جلستنا دون طائل علينا أن نستمتع أولا وندع الرب يفعل ما يريد , لا تنسى أني لا أحبذ فكرة الوصاية على أحد أصلا ... لا أريد أن أكون تحت رادار عيون أحد فقط لأعيش وما بعد العيش لا يهمني بشيء ... سأكون مجرد رقم أو أي شيء في عالم لا يحفل بالأرقام بل يحفل باللذة والجمال والسعادة .
في خضم النقاش والأستعدادات التي عليها الرجلان تقدم مدير القاعة طالبا من الرجلين أن ينهيا الجلسة فقد فرغت القاعة من زبائنها وأنتهى الوقت المخصص ولا بد من الرحيل بعد دفع فاتورة قدمها لهم على طبق صغير , نظر الرجلان حولهما لا أحد إلا بعض من موظفي الحانة يتهيئون للتنظيف والترتيب والأضواء بدت خافتة قليلا , تطلع ص في وجه الرجل وقال له , الظاهر أنك علماني لا تحب المؤمنين لأنك لا تمنحنا فرصة مناسبة كي نرسم مستقبل العالم الجديد ؛,
المدير _ هذا من حقكما ومن حقنا أيضا أن نرسم عالمنا نحن بما نؤمن به أو نسعد به , أليس دينكم كما سمعت للإصلاح ؟.
ص_ نعم إصلاح الناس دون أن نجبر أحد أن يؤمن بهذا الدين .
المدير_ طيب وأنا مؤمن بدينكم وعلي إصلاح أمري مع مالك الحانة ومع زوجتي التي تنتظر منذ الصباح أن أعود لها كي تسعد , أنا مؤمن تماما بدينكم .
س_ هذا يعني أننا وجدنا أول أتباعنا في هذا العالم , هذا رائع , هذا جميل , إني سعيد بك أيها الرجل العظيم .
المدير_ وأنا أسعد لو أمنت أنتم أيضا بديني فهو دين جميل وجيد وموافق لدينكم , أدفعوا لي حسابي أولا قبل أن يتدخل ربي في الموضوع وعندها تتحول سعادتنا إلى صراع بين ربكم الإصلاحي وربي الأقتصادي , عندها لا يسلم المعارضون فقد يقضون ليلتهم في أقرب مركز للشرطة .
س_ ولكنك قبل فليل قلت أنك مؤمن بربنا .
المدير _ أنا أؤمن بالرب الذي يدفع أكثر .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلوب استراتيجيا من حكومة التغيير
- المدنيون ومهمات المرحلة المقبلة في العراق
- حوارية الطير المسافر وقارئة الفنجان _ قصة قصيرة
- اللعبة الأولى والنتيجة الكبيرة , المالكي والعبادي مناهج وموا ...
- رواية قمر مفقود ح3
- رواية قمر مفقود ح4
- بيان رأي قانوني حول قرار المحكمة الأتحادية
- رواية قمر مفقود ح2
- رواية قمر مفقود _ قصة قصيرة ح1
- العراق وأمريكا والخيط الضائع ح2
- العقيدة والمعتقد والجدارة في التقديم
- العراق وأمريكا والخيط الضائع ح1
- رائحة الموت ... كما العادة
- العراق ... حزب الدعوة وخطى الأخوان.
- فكرة الموت والخلود في عالم أخر ... خداع للعقل أم تقديم له ح2
- فكرة الموت والخلود في عالم أخر ... خداع للعقل أم تقديم له
- وماذا بعد ... سياسة الخطوة خطوة
- الفكر الإنساني وحق التحديث والتجديد ح2
- الفكر الإنساني وحق التحديث والتجديد ح1
- قصة حبي


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - صناع الرب _ قصة قصيرة ج2