أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعدون عبدالامير جابر - حديث الروح ....














المزيد.....

حديث الروح ....


سعدون عبدالامير جابر

الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 10:24
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


انا رجل عراقي , من عائلة شيعية سكنت الكرخ من بغداد منتصف القرن الثامن عشر ولم اعرف التطرف الطائفي ابدا , فتحت عيني في عائلة يسارية , نعم اعتز بشيعيتي واعتقدت بيقين انها هي جذر انسانيتي , لأني اكتشفت بعد شوط ليس بالقصير ان التشيع هو الخط الليبرالي في الاسلام , تعلمت ودرست التاريخ والقانون والفكر الاسلامي , وتبحرت بالادب والفكر والتاريخ الاسلامي عموما والشيعي على وجه الخصوص , وقرأت معظم الادب العالمي المعرب وتولعت بالدراسات المقارنة بالاجتماع والتاريخ والادب والفنون والفلسفة كما تحمست كثيرا للفلسفة الوجودية , والوجودية الجديدة شغفتُ بها بشكل أرجعني لصوفية غزيرة أكسبتني روحانية لا أجروء على كسر قواعدها رغم ليبراليتي الطاغية على سلوكي العام , ووجدت نفسي معارضا بالفطرة لنظام صدام , حتى كانت المعارضة مطيتي الى السجن , فمكثت به سبع سنين , بعدما شهدت اعدام 17 عشر من أصحابي كنت اعتبرهم خير شباب اهل الدنيا , وبعد محنة السجن التي هي الذهبية من فترات حياتي بلا نقاش , عشت محنة الوطن من جديد , من قتل وحرق وتهجير , فقتل إثنان من اخواني وابن عمي وابن عمتي وعدد لا أحصيه من الاقارب وأصدقاء طفولتي وأبناء مدينتي التي لم يكن في بغداد أجمل وأأنس وأأمن منها مكان , فهي مدينة العرب شيعة وسنة , ومدينة الاكراد والتلكيف والاثوريين من ارمن وسريان وكلدان , وللصابئة فيها على دجلة أجمل عنوان , مكان تداخلت به المدنية بالنهر بالريف بشكل عجيب , فتنتقل بسرعة مدهشة من الشارع العام للبستان , ومن السوق للمزرعة كأنك في أرض الأحلام , وبعد طور من الزمان , تكشف فجرها يوما عن وحوش كاسرة , مسوخ فقدت كل ذاكرة , تبطش بشكل مريع بالاحباب والاصحاب , حتى سالت دمانا من المخالب والأنياب , فعلى مدى عقود من الزمان , لم تشهد هذه المدينة العجيبة حادثا مسيئا يخدش الوجدان , ولم أسمع يوما ان هناك مسجونا في مركز شرطتها , الا ابي رحمه الله حين دخن سيجارة في رمضان , وكان يذكر مبررا فعلته ,, جدكم يقول .. ان الدخان لايفطر الصائم في رمضان , وأقسم بشرفي وبكل المقدسات اني أحب السنة العراقيين حباً جما , وتميل اليهم مشاعري بشكل كبير , عشت معهم طفولتي وصباي وشبابي , وفي السجن وجدتهم هناك , كما في الجيش كلهم كانوا هناك , من كل أصقاع العراق عشت معهم بالعمق وبالتفاصيل , أميل اليهم كثيرا حتى انهم تركوا أثرا في لهجتي وفي سلوكي العام , ربما لاني عشت في وسطهم واوساطهم بوعي الباحث والمفكر والانسان , فما وجدت يوما ما أثار حفيظتي , لا ثقافة ولا فكرا ولا مواطنة ولا إجتماع , مما جعلني اليوم أقلب صفحات قضيتنا , وأعيد مرات ومرات شريط الأحداث , وأقلب بعمق المواجع والمصائب والملمات , وصولا لما ما نواجهه من تحديات , قد تكون فاصلا في التاريخ والجغرافيا والاجتماعيات , وبتدقيق الدارس العارف , المستحضر للماضي والفاحص للحاضر والمستشرف للقادم من الايام , فلم أجد الا أن أتوجه إليهم بأعمق مشاعر المودة والمحبة والاحترام و أقدم لهم بقلب الناصح المخلص الأمين ,,(( أن فارقتم عهدنا فلا عهد بعدنا ولا أمان )) تخلوا عن كل هذه اللافتات والعناوين والشعارات , فهي تعصف بكم اليوم كعصف الريح بالرمال , عودوا لنا فنحن حضنكم , ونحن أمنكم , ونحن الامان , لا يشغلكم شيء عن التمسك بعراقيتكم , وأسباب المواطنة عندكم , والتعايش والانسجام , عودوا لمنهج الحنفية والشافعية فما كنتم تعرفون غيرها فما هذا الهذيان , انبذوا كل عابر للحدود وكل ما يؤسس للفرقة والكراهية , من سلفية ووهابية , وتكفير وبهتان , تعالوا رغم ما حقنتم به من مشاعر الحيف والخوف , والتعسف والاستئثار , فكل هذا طارئ بحكم الظروف وما يعصف بالبلاد , لا تخافوا مطلقا , ولا تأخذكم العزة بالإثم , فانني أعرف على وجه اليقين , ان التشيع في العراق , يرتكز على منظومة يحكمها جوهر التعاطف , وأسُّ التكاتف , وهذا هو رأس مالكم في الاستحواذ , على ماشئتم من حظوة وسطوة وأمن وسلام , فعليٌ عليُّـكم والحسين حسينكم , فلا ارثا لكم دون هذا الارث , فلا يغرنكم غيره سمين او غث , فأنتم أبناء العراق , لا ابناء الجزيرة ولا أبناء الشيشان ولا بني عثمان , فدعوا التيه واللفّ والدوران , أما وقد يخطر ببال أحدكم سؤال .. وإيران ,,؟؟ فأقول لكم لا تخشوا شيئا من ايران , فلا أذيع سراً , اذا قلت لكم ان شيعة العراق هم أسياد ايران , ونحن اليوم من يحكم ايران ,, وان أئمتها وقادتها الكبار هم في الأصل أبناء الحسين ابناء العراق , وسنجعل ايران طوع البنان , وهذه الايام فاصلة في التاريخ , ففيها تقرير المصير , أنبقى معا أم سيذهب كل في واد , نحن نقعد في قاعدة العراق , لم يزيلنا عبر العصور عصف الصولات والجولات , وأنتم في الأعالي , قد تعصف بكم الريح فتمزق الاشرعة ويضطرب كل ربان , لا تتركوا أحضان العراق , ولا يغرنكم لمع السيوف ولون الدماء , ولا تسمعوا لكل تاجر هاوٍ نبـّاح صدّاح , أو طارئ جاهل ذباح , وقد رأيتم بأم أعينكم , كيف يحزون رقاب أهليكم , ويأكلون أكباد بنيكم , ويعيثون بارضكم فسادا وخراب , فاحفظوا عهودكم وأموالكم وأعراضكم بالعراق , فليس لكم ولنا سوى العراق .



#سعدون_عبدالامير_جابر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولاية الثالثة لامفر منها / 2
- الولاية الثالثة لا مفر منها / 1
- بورتريه
- من أسرار سقوط الإخوان
- قبل سقوط سقف الدار ..
- الفعل السياسي الشيعي في العراق .. الواقع والطموح 1
- لا حرب أهلية في العراق
- مشايخ الأنبار و مواجهة فجيعة العقوق
- العراق إلى أين
- جدلية الشيعة والسنّة في العراق 2
- جدلية الشيعة والسنّة في العراق 1
- من سيبني العراق
- عبدالله النفيسي والذاكرة الهرمة
- فَصْدُ الدّم
- الاسلام هو الحل .. ام هو المشكلة
- من اوراق السجن - انهم يسحقون جذور البطاطس
- كيف أدْمنّا الفجيعة
- لأنك أبْجديُّ الهوى
- المعلومات اشد فتكا من اي سلاح .. بحث في الامن الاستخباري
- معنيٌ أنا بك عليٌ


المزيد.....




- لا للعدوان الصهيوني -الامبريالي ضد ايران، نعم لفلسطين مستقلة ...
- لمحة عن التكنولوجيا المستخدمة في ملاجئ الأغنياء
- الشيوعي العراقي يدين العدوان الامريكي ويدعو إلى وقف الحرب ال ...
- تحميل كتاب شابور حقيقات: إيران من الشاه إلى آيات الله، حول ا ...
- أممية رابعة : اختتام أعمال الدورة الثالثة عشرة للمدرسة الإقل ...
- في مواجهة الحرب بين إيران وإسرائيل، ثمة طريق ثالث ممكن!
- لجنة من أجل حياة النساء وحريتهن: لا للحرب . لا لهجوم إسرائيل ...
- -ليس للرئيس الحق!-.. شاهد رد فعل بيرني ساندرز عند علمه بالضر ...
- م.م.ن.ص// دروس الحرب: اختراق الجدران
- قناة السويس ليست ممراً للعدوان.. أوقفوا مرور سفن أمريكا وإسر ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعدون عبدالامير جابر - حديث الروح ....