أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - انا معلم














المزيد.....

انا معلم


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4381 - 2014 / 3 / 2 - 10:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك

لست لصا ولاتاجرا ولانائبا، لم تشملني الايفادات ولالجان المشتريات، ولم ابع البنزين المهرب، انا معلم ولست نشالا، لم اوقع المعاملة بمئة دولار، ولم اكن ممن يضع السيطرات الكاذبة لمصادرة مافي جيوب الاخرين، لم اكن سارقا ولست حمارا الحمير هم نواب الشعب الذين خانوه والسياسيون الاغبياء الذين دمروا العراق، مازلت احيا مع الحرف لا اغادره، واقنع براتبي القليل، لم اتسلم قطعة ارض على الكورنيش ولم اتكلف تسجيلها وسط الرشوة المتصاعدة، لست ممن يهدد السياسيين باعمدة يومية من اجل الابتزاز، ولا ابيع ادوية المستشفيات في السوق السوداء، انا معلم لايستطيع احد اتهامي، لانني مع الطلبة المفاليس ورائحة الكتب التي افضلها على اية رائحة.
لم ابن حماما بدائرتي بعشرين مليونا، انا امتلك كرسيا بسيطا في غرفة المدرسين، قلما اجلس عليه حتى يهرع الجرس فيقول انهض، انا معلم ولست مهرجا امدح فلانا وفلانا ليعطيني سندا او قرضا او سلفة، انا معلم ويكفيني فخرا ان احدا من اللصوص لم يتذكرني.
لم تشر قناة العراقية، قناة الشعب من بعيد او قريب الى عيد المعلم، وانما اظهرت هذه القناة وكيل وزير الثقافة فوزي الاتروشي وهو يرقص الدبكة الكردية مع فتيات جميلات بمناسبة يوم الاعلامية العراقية، والاشارة الوحيدة جاءت من جريدة الزوراء التابعة لنقابة الصحفيين، حيث افردت هذه الجريدة عنوانا ربما هو تدمير وتشهير بالمعلم في عيده، حيث قالت: ( عيد المعلم لدى البعض يوما لقبول هدايا حسب الطلب)، والهدايا ياسادتي اغلبها رمزية، كلمة من الطالب تنبي بعرفانه للجميل تكفي، هم ابناؤنا نحتفل بعيدهم ويحتفلون بعيدنا، لكن للاسف اننا امة نسخر من المعلم، فقد الف العرب في المعلم المجلدات وكلها تحكي قصة غفلته، وحمقه وهذان امران لايسلم منهما احد، وتراث العرب حوى النقيضين، فتارة تراه يبجل المعلم ويقدسه واخرى يسخر منه بشدة وقسوة، وحكايات المعلمين مع السلطة كثيرة ومتشعبة، وتختلف عن ماكان يفعله هارون الرشيد من مبالغة باحترام معلمي ابنائه الامين والمأمون، فقد سخر عدي ابن صدام حسين كثيرا بالمعلمين واساتذة الجامعات، وكذلك لاقى المعلم الامرين في الزمن السابق، ويحكى في هذا ان مديرا لاحدى الشعب الامنية اراد مدرسا خصوصيا لابنته في مادة اللغة الانكليزية، فبعث جلاوزته الى احد المعلمين، وبعد ان جلبوه ، انشغل المدير بامر مهم، فخرج، وبعد اسبوع عاد ليسأل عن الرجل الذي بعثهم اليه، فقالوا: سيدي لقد اعترف المتهم بانه منتم الى الحزب الشيوعي، وهذه الحكاية تشبه الى حد كبير حكاية الحجاج حين احصر في آية قرآنية، فبعث الى احدهم وانشغل عنه في امر آخر، ولم يتذكره الا حين عرضت له نفس الآية بعد فترة طويلة، فسأل عن الرجل فقالوا انه في السجن ننتظر امر الامير فيه، كل الحضارات تحترم المعلم وتبجله، فقد اعتاد القياصرة على تعليم ابناءهم على ايدي معلمين اكفاء بلا تشديد، ليصنعوا منهم ورثة للعرش من بعدهم، وفي التراث الاسلامي حين تسأل عن المعلم الاول، يقولون رسول الله (ص)، وبعدها يؤلفون كتبا ومجلدات في ذم المعلم، فقد حكى الجاحظ انه مر بمعلم للصبيان وهم يدورون حوله وينتفون لحيته، فسأله عن السبب، فقال كنت قد تعاهدت معهم فيمن يحضر متأخرا الى الكتّاب، فغلبني النوم، ولكنني سابكر لهم غدا وسترى فعلي فيهم، حكايات خيالية في التراث العر بي جميعها تنال من المعلم وتعرض سمعته للسخرية والاستهزاء، ولذا فقد ابتنى العقل البشري مخيلته وقناعاته حول هذا الانسان، ونظرة متفحصة بسيطة للمعلم في التراث العالمي، والمعلم في التراث العربي نستطيع ان نميز مدى الفرق، ومقدار التطور العلمي لدى الامم الاخرى، ويكفي ان نقول للمعلم في عيده، الحمد لله ان تجاهلك اللصوص، لصوص السياسة والتخريب.



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتجذّب هاي اللحيهْ، واتصدك الخروف
- يحتج بالحايط ، فكره ايدولب بيه
- مركة الجيران طيبهْ
- الله ايطيّح حظج يمريكا
- بس احنه خرفان
- good برابيج
- هد اجلابهم عليهم
- اسوي الانكس منها
- ثمن الديمقراطية
- اتحزمي واخذي سهم
- البابهْ والذبابهْ
- مو بدينه انودع عيون الحبايب مو بدينه
- كل لشّه تتعلك امن اكراعها
- لو تبدل اسمك لو تبدل فعلك
- اليريد الكرامه يركض ويانه
- لاتغرك هالعمايم اكثر الركي فطير
- تالي الليل تسمع حس العياط
- دك دفك خلّي ايسمعونه
- امي شافت امك بالميدان
- كل الشرايع زلك من يمّنه العبرهْ


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - انا معلم