أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الأزمة المالية في الأقليم .. حّلها سَهل














المزيد.....

الأزمة المالية في الأقليم .. حّلها سَهل


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 10:12
المحور: كتابات ساخرة
    


" قبل خمسين سنة ، كان أبي عنده دُكان ، خلف جامع السامرائي ، في بغداد الجديدة ، يبيع المواد الغذائية والسكائر والفافون أيضاً .. أحد أقرباءنا كان يساعده في الدكان .. ويقبض أجراً يبلغ 200 فلس في اليوم . وفي أغلب الأيام ، كان أبي يذهب للصلاة في الجامع ظُهراً .. ويغيب حوالي الساعة .. وكنتُ انا أجلب له الطعام في " السفرطاس " .. لاحظتُ عدة مرات ، ان " القريب " في غياب أبي .. كان يضع الفلوس التي يستلمها من الزبائن ، في جيبهِ وليس في الدُرج ! .
على أية حال .. بعد مُدة ، مّرَ والدي ، في ظروف مادية صعبة ، وإحتاجَ الى خمسين ديناراً على وجه السُرعة .. فبادر قريبنا الطيب ، الى تقديم حوالي الأربعين دينارا .. ولما سألهُ الوالد : من أين لك كل هذا المبلغ وأنت يوميتك 200 فلس ؟ .. بكى وإعترفَ بأنه كانَ يختلسها من الوارد ، وطلب الصفح .. فألقى عليه أبي مُحاضرة في الأخلاق والنزاهة والأمانة .. ونصحه وعفا عنه ".
.....................................
اليوم .. عندنا سوبر ماركت كبير .. نُتاجر فيهِ بمختلف أنواع البضائع ، وفي المُدة الاخيرة ، رزَقنا الله بالنفط والغاز ، فعرضناه في سوقنا الكبيرة أيضاً . وبالطبع ، فأن إدارة مشروعنا ، بحاجة الى تكليف وكلاء ومُساعدين ، وبالفعل فلقد قُمنا منذ أكثر من عشرين سنة ، بتكليف مجموعة من الذين توّسمنا فيهم العمل المُخلص والخَير . ولكن كما يبدو ، فأننا حين كُنا نتغيب في أوقات الصلاة الخمسة ، وكذلك في المناسبات الدينية العديدة والمُتوالية ... فأن الوكلاء الذين إئتمّناهُم على أموالنا .. كانوا لايضعون ما يستلمونه من الزبائن من نقود ، في الدُرج .. بل في جيوبهم ! .
والآن ونحنُ نمُرُ في أزمةٍ مالية جادة .. ولا يوجد في البنوك ما يكفي من الأموال ، لدفع رواتب الموظفين والعاملين ومُستحقات المُقاولين والمتعاقدين ... الخ . والإحتجاجات تتصاعد بوتيرةٍ سريعة ، من الناس الذين ليس لهم غير الراتب يتعيشون منه .
قريبنا الطيب أعلاه .. الذي كان يختلس من دُكان أبي قبل خمسين سنة.. لَما رأى ان الوالد في أزمة .. أنّبَه ضميره ، فسارع الى الإعتراف وأعاد المال المنهوب .
لكن كما يبدو .. فأن أقرباءنا اليوم .. ورغم الأزمة المالية المتفاقمة التي نمرُ بها .. فأن ضميرهم نائم ولا تظهر عليه بوادر الصحو ! .
وإلا فأن الحَل بسيط : .. حتى لو تأخرَ إقرار الميزانية .. حتى لو تمَ إستقطاع جزء من حصة الأقليم .. فكَم سنحتاج لتمشية أمورنا لستة أشهر مثلاً ؟ ستة مليارات من الدولارات ؟ عشرة ؟ .. فليكُن .. : كُل وكيلٍ لم يضع الوارد في " الدُرج " خلال السنوات الماضية ، " عندما كُنا نحنُ مشغولين بالصلوات " ، يُقّدِم ملياراً من الدولارات ، فيصبح لدينا فائض .. وأبوك ألله يرحمه !!.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حَج أنقرة وعُمْرة طهران
- المواطن العادي .. ومَلف النفط
- إحذروا من -داعش- يا أهلنا في الموصل
- في دهوك : علامات وشواخِص
- حركة التغيير .. في الفَخ
- - سيد صادق - تصنع مجدها
- سوران وبهدينان ... إقترابات
- يحدث في العراق
- مهرجان -الرومي- والوضع العراقي
- الفاسدين لايحبونَ الإحصاء
- أقليم كردستان و -بطيخة- السُلطة
- بعض ما يجري في كركوك
- كُلٌ يشبه محيطه
- - كاوة كَرمياني - لم يصمُت ، فقُتِل
- إرهاصات تشكيل حكومة الأقليم -4-
- الإنتقادُ والمديح
- - نجمٌ - تهاوى
- صراع النفط بين بغداد وأربيل
- كلبٌ لِكُلِ مقهى
- ... إنْ لم تدركهُ ، ذَهَب


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - الأزمة المالية في الأقليم .. حّلها سَهل