|
يحدث في العراق
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 22:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عملية القبض على النائب " أحمد العلواني " وما أعقبَ ذلك من تداعيات على الوضع الأمني والإجتماعي في محافظة الأنبار وغيرها .. قادتْ الى مواقِف يغلب عليها الطابع التراجيكوميدي : - كما في أحد الأفلام المصرية القديمة ، حيث يُحال الممثل الراحل " حسن عابدين " على التقاعُد لبلوغه السن القانوني ، وكان بدرجة مُدير عام .. لكنه لا يُبلِغ زوجته وأبناءه .. ويخرج كل يوم في موعده المُعتاد ، ويعود عند إنتهاء الدوام .. ولكن خلال أيامٍ قليلة ، ونتيجة مجموعة من المُفارقات الطريفة .. فأن أفراد العائلة ، يكتشفون الحقيقة ، لكنهم تواطئوا على التماشي مع اللُعبة ! . وإذا كان السيد المُدير العام ، في الفلم أعلاه .. قد اُحيلَ على التقاعُد بصورةٍ قانونية وبطريقةٍ مُحترمة .. فأن نائب رئيس الجمهورية العراقي ( طارق الهاشمي ) ، قَد اُتُهِمَ قبل سنوات ، في قضية إرهاب خطيرة ، وحوكِمَ غيابياً وفُصِلَ من منصبه عن طريق القضاء ، وهو حالياً هاربٌ من وجه العدالة رسمياً ، ومُقيمٌ في تركيا ! . والمُضحِك المُبكي ان الهاشمي ، أعلنَ قبلَ يومَين ، أنه يُقّدم [ إستقالته ] من منصبهِ ، إحتجاجاً على هجوم جيش المالكي على محافطة الأنبار ! . هل حقاً ، ان طارق الهاشمي ، الهارب منذ ثلاث سنين ، كان يعتقد في قرارة نفسه ، أنه لايزال نائباً لرئيس الجمهورية العراقية ؟ الهاشمي الممنوع من النشاط السياسي في ملجأه التُركي ، الهاشمي المَنسي الذي لايَرِد أي ذكرٍ لهُ في الأخبار .. أستقالَ قبل يَومَين .. إستقالَ من ماذا ؟ إستقالَ من الهروب أم من اللجوء ؟ . شئٌ غريب لايحصل إلا في العراق !. - قبلَ أشهُرٍ ، قامَ العديد من قادة العملية السياسية العراقية ، بمبادرة ورعاية من " خضير الخزاعي " نائب رئيس الجمهورية ، بالتوقيع على وثيقة السلم الإجتماعي ، أو [ وثيقة الشرف العراقية ] ، كما اُصطُلِح على تسميتها . وكان من أبرز ، مظاهرها : إنهاء المُقاطعة ، بين رئيس الوزراء " نوري المالكي " و رئيس مجلس النواب " أسامة النُجيفي " . المُثير للسُخرِية ، ان أسامة النُجيفي ، صّرح قبل يومَين ، انه يسحب توقيعه على وثيقة الشرف ، بسبب أحداث محافظة الأنبار ! . باللهِ عليكُم ، عن أي شرفٍ يتحدث رموز العملية السياسية العراقية ؟ .. حيث ان الشَرَف العراقي الرفيع ، لم يَسلَم من الأذى البالغ ، طيلة السنوات الماضية التي قادَ فيها هؤلاء ، البلد ، رغم سَيَلان الكثير الكثيرمن الدِماء ، على جوانب العراق كُلّه ! . فما قيمة التواقيع على وثائق الشرف ، في وطنٍ تُمّزقهُ مصالح هذه الطبقة الحاكمة الغارقة في الفساد ؟ . شئٌ عجيب لايحدث إلا في العراق !. - القائد العام للقوات المُسلحة رئيس الوزراء " نوري المالكي " ، بمُستشاريه : عبود قنبر ومحمد العسكري ووزير دفاعه سعدون الدليمي ، ومَن لَفَ لفهم .. كّرسوا خلال السنوات الماضية ، أسوأ عادات وتقاليد الجيش البعثي السابق وقوى الأمن الفاشية السابقة .. فوّجهوا عناصرهم ، لمُهاجمة التظاهرات السلمية في بغداد والمحافظات ، ليُنكلوا بالناشطين المدنيين ويعتدوا على الإعلاميين ، بل ويغتالوا العديد من أنبل الصحفيين ، ويضيقوا الخناق على الاحزاب والحركات المدنية . ان المالكي ، يُعيد إنتاج نفس الوسائل القمعية ونفس العقلية الفاشية المنغلقة .. ويستغل الإعلام الرسمي ، في الترويج له ولحزبه وسياساته الخرقاء .. فرغم ضحالة فكر " أحمد العلواني " ورغم تصرفاته الطائفية المقيتة ، ودعواته الى العُنف والقتل .. فأن تصوير عملية القبض عليهِ ، وكأنها إنجازٌ شخصي للمالكي ومُستشاريه العسكريين والأمنيين .. وتكريس هيئة الإرسال وفضائية العراقية الرسمية ، لتكون بوقاً لحزب الدعوة .. ما هو إلا دلالة على النفاق ، ومُحاولة ساذجة ، للتغطية على الفشل الذريع ، في إدارة الملف الأمني عموماً . قال الصحفي المُحترم " سرمد الطائي " على قناة البغدادية ليلة أمس ، انه حتى التلفزيون اليمني ، أفضل من تلفزيون العراقية ، بل ان التلفزيون الليبي الرسمي أكثر إمتاعاً وأجمل من العراقية ، علماً ان ميزانية هيئة الإرسال تزيد على 150 مليون دولار سنوياً .. إلا ان عقليات مُتخلفة ، خانعة وتابعة لرئيس الوزراء ، هي التي تُدير شؤون الهيئة ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مهرجان -الرومي- والوضع العراقي
-
الفاسدين لايحبونَ الإحصاء
-
أقليم كردستان و -بطيخة- السُلطة
-
بعض ما يجري في كركوك
-
كُلٌ يشبه محيطه
-
- كاوة كَرمياني - لم يصمُت ، فقُتِل
-
إرهاصات تشكيل حكومة الأقليم -4-
-
الإنتقادُ والمديح
-
- نجمٌ - تهاوى
-
صراع النفط بين بغداد وأربيل
-
كلبٌ لِكُلِ مقهى
-
... إنْ لم تدركهُ ، ذَهَب
-
- بعض - اللاجئين والتحايُل على القوانين
-
إرهاصات تشكيل حكومة الأقليم -3-
-
ألعَنْ أبو الحُبْ
-
التربية والتعليم أولاً
-
إرهاصات تشكيل حكومة الأقليم -2-
-
إرهاصات تشكيل حكومة الأقليم -1-
-
إطلالة على زيارة البارزاني لدياربكر
-
البارزاني في آمَد . إقترابات
المزيد.....
-
السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا
...
-
بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
-
إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
-
هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
-
باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع
...
-
قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس
...
-
Lava تدخل عالم الساعات الذكية
-
-ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية
...
-
قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|