أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - امين يونس - التربية والتعليم أولاً














المزيد.....

التربية والتعليم أولاً


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4282 - 2013 / 11 / 21 - 16:37
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


طالبٌ في المرحلة الإعدادية ، في مدرسةٍ مُختلطة هنا في مدينتي ، قامَ ب " الغِش " في الإمتحان في السنة الماضية ، فقَدمَهُ المُدرِس المُراقب ، للمُدير .. وصدر أمر رسوبه في تلك المادة ونقله الى مدرسةٍ أخرى . علماً ان الطالب المذكور ، يُعاني من السمنة المُفرِطة ولديه مشاكل نفسية .. لم ترضَ إدارات العديد من المدارس ، قبول الطالب ، بعد الإطلاع على مَلّفه .. وإحتارَ ذويه في أمره . ولحد اليوم ، يقوم الطالب بين الحين والحين ، بالذهاب الى مدرسته الأصلية التي طُرِدَ منها ولا سيما في فترات الإستراحة بين الدروس .. ولقد تّسببَ في شجارٍ عنيف قبل أيام في " الحانوت المدرسي " ، كادَ ان يتحّول الى مأساة .
تلميذُ آخر ، في الصف السادس الإبتدائي ، يُعاني من بُطأٍ في النمو العقلي .. ومُستواهُ أقل كثيراً من أقرانه في المدرسة .. ومن الطبيعي ، أنه يتعرَض للسُخرية والتهكُم ، يومياً ، من التلاميذ ، ويعتبرونه مصدر تندُر .. بحيث ان حالته تزداد سوءاً . " المُضحِك المُبكي ، ان هنالك شُبه تواطؤ بين الإدارة والمُعلمين ، على إنجاح الطالب ، لكي ( يتخلصوا ) منه ويعبر الى المُتوسطة !!" .
تلميذة في الرابع الإبتدائي .. جاءتْ الى الصف وهنالك جُرحٌ صغير في وجنَتِها .. ولما سألتْها المُعلمة ، عن السبب وهل تعثَرت ام تشاجرتْ أم ماذا ؟ أجابتْ باكِيةً : أن أبوها ضربها ! . فإتصلتْ المُديرة بالأب وطلبتْ منه الحضور . جاء الأب وقال : ان والدتها توفِيَتْ العام الماضي .. وتزوجَ قبلَ أشهُر .. لكن هذه المفعوصة ، التلميذة هنا ، تُسبب الكثير من المشاكل والإزعاجات ، لزوجة أبيها ، مما يضطرهُ أحياناً لتأديبها ، لكنه يعتذر لأنه لم يكن يدري ان الجرح واضحٌ في وجنتِها ! .
..........................
أعلاه .. مُجّرد نماذج لحالاتٍ كثيرة مُنتشرة .. فلا تكاد تخلو أي مدرسة هُنا وفي كافة المراحِل الدراسية ، من تلاميذ بطيئي النمو العقلي ، أو طلبة يُعانون من أمراض نفسية ، او يئنون تحت وطأة مشاكل إجتماعية . كُل هؤلاء بحاجة الى رعايةٍ خاصة وتعامُلٍ إستثنائي ، لكي يتحسنوا تدريجياً ، ويعودوا للإنخراط في محيطهم . وهذه الرعاية بحاجة الى ما يلي :
- تعيين الباحثين الإجتماعيين وإختصاصيي علم النفس التربوي ، في المدارس بكافة مراحلها ، وإناطة واجب مُراقبة الصحة النفسية للطلاب ، بهم .. ومُعالجة الحالات حسب الفئات العُمرية ، بالتنسيق مع الأهل ، وفق الأساليب العلمية . وتوفير البيئة المُلائمة لإنجاح عمل هؤلاء " وليسَ كما يحدث الآن ، حيث انه حتى في الدارس القليلة التي يتواجد فيها الإختصاصيون الإجتماعيون والنفسيون ، فأنهم أحياناً يُكلفون من الإدارة بأعمال بعيدة عن إختصاصهم " .
- ينبغي عدم اللجوء ، الى فرض العقوبات القصوى إلا في الحالات النادرة والميئوس منها تماماً .. والتفكير مُسبقاً ، بالمُضاعفات التي قد تصيب الطالب ، إجتماعياً ونفسياً ، وتداعياتها . " مثل القصة المأساوية للطالبة التي إنتحرتْ قبل سنتَين ، لأن الإدارة عاقبتْها بالفصل لثلاثة أيام لسببٍ تافه " .
- فتح مدارس خاصة ، أو على الأقل صفوف ، للطلبة والتلاميذ البطيئي النمو .. ومُعاملتهم بطريقة لاتُشعرهم بالحَرج او التمييز . إذ ان ترك هؤلاء كما هُم الآن ، وسط مُحيطٍ من الساخرين والعابثين .. يُفاقِم من حالاتهم ويُشعِرهم بالنقص .. في حين انهم لاذنبَ لهم في ماهُم فيهِ .
- مُضاعفة ميزانية التربية والتعليم ، وإعادة النظر في النظام التربوي عموماً : زيادة رواتب المعلمين / رفع المُستوى العلمي للكادر التعليمي / تطوير المناهج / تحسين الأبنية المدرسية لتواكب العصر الحديث / الإهتمام بالرياضة المدرسية والفنون والموسيقى والرسم / عدم تدخُل الأحزاب بالشؤون التربوية ورفع الوصاية عنها ، وجعل الكفاءة والنزاهة ، معياراً للإدارة .
.................
بلا نظامٍ تربوي وتعليمي راقٍ .. بلا مُعلمين أكفاء .. بلا مُرّبين حقيقيين .. لن نبني إنساناً مُعافى جديراً بقيادة المجتمع في المرحلة القادمة .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهاصات تشكيل حكومة الأقليم -2-
- إرهاصات تشكيل حكومة الأقليم -1-
- إطلالة على زيارة البارزاني لدياربكر
- البارزاني في آمَد . إقترابات
- مشهورٌ ومعروف
- مُتقاعدينا ... والكلاب الأسترالية
- كُل شئ على مايرام
- النشيد الوطني الكردي .. حلالٌ أم حرام ؟
- مُ.... حامِيها .. حرامِيها
- المالكي في أمريكا .. والقضايا الأخرى
- الحُسَين وجيفارا
- المُخصصات الليلية والترفيه الرسمي
- نِفاق أحزاب الإسلام السياسي
- دَفْتَر
- أمريكا .. تتنّصَت
- الحجِية .. وصورة الزعيم
- سيدي المالكي : المُشكلة ليستْ في الهَفْ
- مأزق تشكيل حكومة الأقليم
- نفطٌ .. وسوء إدارة
- الأبُ والإبن


المزيد.....




- قتلى وجرحى بخيرسون.. كييف تواصل الإرهاب
- هل إسرائيل في مأزق إستراتيجي؟ محللون يجيبون
- دوجاريك: وضع غزة مفزع وإدخال المساعدات يجب ألا يخضع لأي شروط ...
- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - امين يونس - التربية والتعليم أولاً