أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - مُتقاعدينا ... والكلاب الأسترالية














المزيد.....

مُتقاعدينا ... والكلاب الأسترالية


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4272 - 2013 / 11 / 11 - 11:24
المحور: كتابات ساخرة
    


" قالَ لي صديقي : ليتني كُنتُ كلباً في أستراليا ولا مُتقاعِداً هُنا ! .. قلتُ لهُ : لماذا تقول ذلك يارجُل ؟ قال : تفضّل يا أخي .. إقرأ هذا الخبر .. إدارة القوة الجوية الإسترالية ، قرّرتْ أن تُحيل " الكلاب " العاملة معها ، منذ سنوات طويلة ، الى التقاعُد .. والجديد في الأمر .. أنه في السابق ، كان يتم وضع الكلاب الكبيرة في السن والتي لم تعُد تستطيع أداء مهامها ، في مجمعات بعيدة وتقدم لها بعض الطعام . لكن الآن ، تقّررَ ان تتقاعد هذه الكلاب رسميا " بعد أن قّدمتْ الكثير من الخدمات للقوة الجوية " وتوفير أفضل رعاية صحية وخدمات غذائية وترفيهية ، لها .. كإعترافٍ وعرفان بالجميل لما قامتْ بهِ هذه الكلاب من عملٍ مُخلِص طوال سنوات !" .
قال : باللهِ عليك ، أليسَ حال الكلاب الأسترالية ، أفضل من حالي مئة مّرة ؟ .. قلتُ له مُستفِزاً : .. أنك دائم التذّمُر يارجُل .. على الأقل أنك مُتقاعد وتستلم مئات الآلاف من الدنانير كل شهر ، ماذا تقول عَني ، فأنا حتى لستُ متقاعداً ؟ .. قالَ غاضباً : صحيح انا أستلم راتباً .. لكنني كما تعرف عملتُ في دائرتي خمسة وثلاثين سنة .. ولعلك تشهد انني كنتُ مُخلصاً في عملي .. قاطعْته كاتماً إبتسامتي ، لأثير غضبه أكثر : لم أعمل معك في دائرتك ، فلا أدري إذا كنتَ مُخلِصاُ أم لا ؟! .. صاحَ مُستفَزا : أيها الكافر .. مئات المرات التي راجَعْتني فيها ، ألَمْ تثبت لك إخلاصي وتفانِيّ في العمل ؟ على كُل حال .. راتبي التقاعدي اليوم حوالي السبعمئة ألف دينار .. صّدقني ، ان الأدوية التي أشتريها لي ولزوجتي ، شهرياً .. للضغط والسكري والقلب والمفاصل والفقرات ... الخ ، إضافة الى أجور المختبرات والأشعات وأجور الأطباء .. تكلفني أكثر من نصف راتبي ! . وصّدقني أيضاً .. أنني في العشرين من الشهر ، أفلسُ تماماً ، وأقترض .. ومن سوء حظي التعيس ، أن يكون صديقي المُقّرَب ، هو أنتَ .. المُفلسُ مثلي !.
.................................
في خضم الغلاء الفاحش ، الذي يُخّيِم على أسواقنا كلها وخدماتنا جميعها .. وإرتفاع كُلفة كل شئ .. فأن الرواتب التقاعدية ، حتى إذا بلغتْ مئات الآلاف من الدنانير ، فأنها لاتُوفِر حياة كريمة لأحد .. وسط غياب الرعاية الصحية الحقيقية والتأمين الصحي .. وسط فوضى أسعار السوق وغياب الرقابة .. وسط سوء الخدمات بجميع أشكالها .. والفساد المستشري كالسرطان .
حقاً .. وكما قال صديقي .. فأن كلاب القوة الجوية الأسترالية .. أفضل حالاً واكثر حظاً ، من حال معظم متقاعدينا !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كُل شئ على مايرام
- النشيد الوطني الكردي .. حلالٌ أم حرام ؟
- مُ.... حامِيها .. حرامِيها
- المالكي في أمريكا .. والقضايا الأخرى
- الحُسَين وجيفارا
- المُخصصات الليلية والترفيه الرسمي
- نِفاق أحزاب الإسلام السياسي
- دَفْتَر
- أمريكا .. تتنّصَت
- الحجِية .. وصورة الزعيم
- سيدي المالكي : المُشكلة ليستْ في الهَفْ
- مأزق تشكيل حكومة الأقليم
- نفطٌ .. وسوء إدارة
- الأبُ والإبن
- خطفُ رئيسٍ من فندق !
- كفى تهافُتاً .. على دُول الخليج
- عندما يتشاجر الطباخون
- خواطر .. عن دولة كردستان
- طاقات سياحية كامنة ، في جبل زاوة
- حكيم الغابة


المزيد.....




- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - مُتقاعدينا ... والكلاب الأسترالية