أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - كُل شئ على مايرام














المزيد.....

كُل شئ على مايرام


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4270 - 2013 / 11 / 9 - 11:32
المحور: كتابات ساخرة
    


" من الأحاديث الشّيقة الكثيرة التي سمَعْتُها من المُرّبي الفاضل ، الراحل " خالد اليوسفي " .. انه خلال سنة 1974 ، وفي خضم الحرب الدائرة ، بين الحركة الكردية ، والنظام العراقي ، بعد فشل تطبيق بنود إتفاقية آذار .. كان هنالك مقرٌ خلفي ، يضُم بعض كوادر الحزب الديمقراطي الكردستاني ، من معلمين وخريجي كليات .. كان المقر بسيطاً ، يتلائم مع الإمكانيات المتواضعة المتوفرة آنذاك .. لكنه على أية حال .. يُوّفِر المنام والأكل والماء والراديو ، للمُقيمين فيهِ والضيوف الذين يمَرون بين الحين والحين . كان من بين النزلاء ، الأستاذ الراحل " عبدالله أفندي " .. المُعّلم المعروف عنه ، الرحمة والإنسانية وطيب القلب والمعشَر .. وكان " حمه " يقوم بخدمة الأساتذة . وبعد مرور ثلاثة أشهُر على بداية الحرب .. وعندما كان العَم " حمه " يُقّدِم الشاي للجماعة .. قال الأستاذ عبدالله أفندي لزملاءه ، بعد ان إستمعَ الى أخبار إذاعة الثورة الكردية وإذاعة لندن : .. الحمدُ لله ان الثورة ، تسير بِخُطى جيدة الى الأمام ، وكل شئ على مايرام . فتدخّلَ العم حمه من فورهِ ، قائلاً بِسُخرية : ... طبعاً كل شئ على مايرام .. فأنتم تنامون في فراشٍ دافئ ، وهنالك في الخارج أربعة حُراس لحماية المقر في البرد القارس ..ثم تنهضون فتجدون العَم حمه مُحّضرا لكم الفطور .. فتتبادلون الأحاديث والمناقشات .. ثم يحين موعد الغداء الذي يجلبه لكم حمه .. هه هه .. أكيد ان كل شئ على مايرام .. تستمعون الى الراديو وتكتبون أشياء في أوراقكم .. وتشربون الشاي .. وتتبادلون الأحاديث .. ثم تتعشون .. وهكذا .. طبعاً ان الثورة تسير الى أمام ، فمالذي ينقصكم .. كل شئ على مايرام بالنسبة لكم .. لكن البيشمركة في جبهات القتال ، والقرى التي تتعرض لقصف الطائرات والناس الفقراء الذين لايملكون شروى نقير .. بالنسبة لهؤلاء .. فأنه ليس هنالك شئٌ على ما يرام !! " . الأستاذ عبدالله أفندي والآخرون ، تقّبلوا هذا النقد اللاذع برحابة صدر ، لمعرفتهم بطبيعة العم حمه البريئة والصريحة ، وأيضاً لأن في كلامهِ الشئ الكثير من الصدق ! .
كان هذا قبلَ حوالي الأربعين سنة .. أما اليوم .. فيطلُ علينا بين يومٍ وآخر ، القادة والزعماء والحُكام .. بعد ان يشاهدوا أخبار التلفزيونات العائدة لهم ، وبعد قراءة تقارير المُستشارين المتملقين ، وبعد الإستماع الى إذاعة صوت أمريكا .. فيُصّرحون : ... الحمد لله ، الأقليم يسير الى الأمام بِخُطى ثابتة .. وكلُ شئ على ما يرام ! . فيرُد عليهم العَم امين : .. طبعاً ، لأن الأنباء تُؤكِد ان عدد المليارديرات في الأقليم أصبح خمسة عشر " الأخ الملياردير هو الذي بلغتْ ثروته المليار دولار أمريكي فما فوق " .. وعدد المليونيرات تجاوزَ الستين " هؤلاء المساكين ، تتراوح اموال كُل منهم ، بين 100/ 999 مليون دولار فقط لاغير" . أكيد ان الأقليم يتقدم الى أمام ، فتُجار السيارات جلبوا الى أربيل آخر موديلات السيارات الفاخرة التي يبلغ سعر الواحدة مئات آلاف الدولارات .. وكل شئ على مايرام ، مادامَ هنالك الكثير من المولات الفخمة منتشرة في مُدن الأقليم .. فما الذي ينقصكم أيها السادة ، الحُكام والقادة والمسؤولين الكبار ؟
لكن التعليم عندنا بائس ، والرعاية الصحية هزيلة ، والشوارع والطُرق ووسائط النقل مُتخلفة ، ومجتمعنا إستهلاكي بشكلٍ مُفرط ، وليس عندنا إقتصادٌ مُنتِج ، فزراعتنا في تراجعٍ مستمر وصناعتنا مفقودة وأمننا الغذائي ضعيف ، والفُقراء في تزايد ، بسبب لاعدالة توزيع الثروة ، و"ديمقراطيتنا" عرجاء ...
عبدالله أفندي والموجودون معه في المَقر قبل أربعين سنة ، تقّبلوا نقد العَم حمه برحابة صدر .. وأنتُم أيها السادة ، تقّبلوا كلامي .. لأنني أيضاً : برئٌ وصريح وقولي فيه بعض الصدق ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النشيد الوطني الكردي .. حلالٌ أم حرام ؟
- مُ.... حامِيها .. حرامِيها
- المالكي في أمريكا .. والقضايا الأخرى
- الحُسَين وجيفارا
- المُخصصات الليلية والترفيه الرسمي
- نِفاق أحزاب الإسلام السياسي
- دَفْتَر
- أمريكا .. تتنّصَت
- الحجِية .. وصورة الزعيم
- سيدي المالكي : المُشكلة ليستْ في الهَفْ
- مأزق تشكيل حكومة الأقليم
- نفطٌ .. وسوء إدارة
- الأبُ والإبن
- خطفُ رئيسٍ من فندق !
- كفى تهافُتاً .. على دُول الخليج
- عندما يتشاجر الطباخون
- خواطر .. عن دولة كردستان
- طاقات سياحية كامنة ، في جبل زاوة
- حكيم الغابة
- إنتخابات الأقليم / تحليل جزئي / العمادية نموذجاً


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - كُل شئ على مايرام