أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - سر إغترابك














المزيد.....

سر إغترابك


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 4287 - 2013 / 11 / 26 - 22:14
المحور: الادب والفن
    


طفولتك .. صباك .. شيخوختك
هنا تقطن الذكريات العتيقة
بيت أبي وأمي
وطفولتي التي تملأ كل أركان البيت غناء
كواليس الضوضاء والأفكار الجهنمية
لا أعرف كيف يقوى إنسان أن يجرف تراثه الحي في لحظة
أن يبيع الماضي كله
وكأنه هكذا اغتاله
شوارع الطفولة
مدرسة المشاغبين القدامى
جيران صامدون مثلك
خائفين على أرواحهم أن تفارقهم
معلومة اختبارية
من أبقى على ذكرياته حاضرة لم يذبل
ومن ترك دوائر وطنه الأصيلة تفر أمام عينه
ومن بين أنامله
اغتربت روحه للأبد
مهما حاول التذكر
مهما حاول الإستحضار
فالأشياء لها بصمة خاصة
إذا تركتها تتركك
إذا أنكرتها أمام الناس تـُنكرك في روحك
تصبح روحك مع مرور الوقت ثلجية
مغتربة .. منكمشة في ركن ضيق جداً في كيانك
تبحث طول الوقت عن سر إختفاء الحميمية
وتنسى من أين سقطت
ومتى سقطت
وكيف سقطت
فالأرواح لا تعرف إلا فعل الحميمية
ولا تفهم غير لغة الوجود
ولا تدرك ذاتها .. إلا في سر التجسد
عندما تلمس وتلمس ..
عندما تعطش وتشرب وترتوي
عندما تجوع وتأكل وتشبع وتصوم
عندما تقدر أن تمر كل صباح على ذكرياتها دون ملل أو ارتياب في العشق
عندما تعرف أن ملامحك تصنع رويداً رويداً .. ويوماً بعد يوم
بمد وجزر .. ودمع وفرح .. وعهد ونبض
ملامحك لا تصنع في الفراغ بلا جاذبية
ترسم على لوحة ما .. تنحت على حجر ما
بريشة ما .. ومطرقة ما
ففصول مسرحيتك لا يوجد فيها ناسخ ولا منسوخ
ولا مكي ولا مدني
ولا تناقض يأخذ منك
أكثر مما أعطاك
فروحك بين ضفتي طفولتك وشيخوختك .. وتراً
مشدود أو مترهل .. حاضر أو مغترب
حار أو بارد .. محلق أو متكفن
حميمي أو عابر سبيل



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملحد والمؤمن إيد واحدة
- جُزر النفي
- سرائر
- قناع الحب
- جذب الإختلاء
- نصف معجزة .. ونصف ثورة
- نحن .. والمعجزة المصرية
- More of me
- زهرة بنت الصبح
- الغبي فيه سُم قاتل
- أهرول نحو الضوء
- في حضرة الآب
- الإلحاد الغرائزي والإختبار الإحتياجي
- حضور في اغترابك
- عنوة التوحيد
- نصف جلجثة الأحلام
- كؤوس المدينة .. وكأسي
- مدعوة بدون ذكرياتك
- رأيت الله
- رأيت جهنم


المزيد.....




- وزير الثقافة الفلسطيني السابق أنور أبو عيشة: لا حل غير الاعت ...
- خدعوك فقالوا: الهوس بالعمل طريقك الوحيد للنجاح
- بـ24 دقيقة من التصفيق الحار.. -صوت هند رجب- لمخرجة تونسية يه ...
- تصفيق حار استمر لـ 14 دقيقة بعد انتهاء عرض فيلم -صوت هند رجب ...
- -ينعاد عليكم- فيلم عن الكذب في مجتمع تبدو فيه الحقيقة وجهة ن ...
- رشحته تونس للأوسكار.. فيلم -صوت هند رجب- يخطف القلوب في مهرج ...
- تصفيق 22 دقيقة لفيلم يجسد مأساة غزة.. -صوت هند رجب- يهزّ فين ...
- -اليوم صرتُ أبي- للأردني محمد العزام.. حين تتحوّل الأبوة إلى ...
- للصلاة.. الفنان المعتزل أدهم نابلسي في معرض دمشق الدولي
- تمثال الأسد المجنح في البندقية.. -صُنع في الصين-؟


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - سر إغترابك