أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - More of me














المزيد.....

More of me


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 4138 - 2013 / 6 / 29 - 17:30
المحور: الادب والفن
    


سر سقوط لوسيفر ليس في كبريائه الوهمي
غير الموضوعي
وليس في محاولة أن يكون كالإله .. أو مشابهاً له
ورغبته الدءوبة ليسقطه ويتربع على عرشه

بل يكمن سر سقوطه في عدم أخذه بالأسباب
ومحاولة غير علمية في القفز على مرحلة الزرع إلى مرحلة الحصاد
في إلغائه للتجربة والبحث عن النتيجة
لا .. لم يبحث عنها بل أراد اقتناصها
كاللص يريد أن يأخد ما لا يستحقه
كحاسد يشتهي ما يملكه غيره
كمعتدي لا يعرف الفرق بين حدوده وحدود غيره
ولأجل كل هذا وأكثر .. سقط

حتى عندما أراد أن يجند آدم وحواء في مشيئته
استخدم نفس الغباء الذي أسقطه
جذبهم للنتيجة
أغراهم بالحصاد
أن يصيرا كالإله
كيف وأين ومتى ولماذا
ليس مـُهم
المـُهم بقفزة ضفدعية .. بمعجزة سحرية
بقضمة من تفاحة تصيروا كالإله
كوميديا سوداء
غباء لا يضاهيه غباء
وهكذا دواليك
تحول الإعجاب بنظرة سحرية لحـُب
وتحول الحـُب الذي بلا إصغاء وبلا احتواء وبلا نضال
لقصة رومانسية يفتعلها الورد والموسيقى وهدايا مصطنعة
وفي أول هبوب ريح حتى بلا اعصار
تهدم بيوت الرمال على أصحابها
تتبخر الأحلام من بين أصابع المراهقين
واحتمال كبير أن يتحول هذا النوع من الحب إلى عداء
لأن القلب الذي أحبك كان يسكنه الداء
من لم يتعب مع نفسه لن يبذل مجهود يذكر معك
من لم يعرف ذاته وزيفه لن يبذل مجهوداً يذكر في معرفتك
من لم يغفر لنفسه انتظر من حجارته رجمك
من لم يزرع في أرض كيانه ويريد أن يقطف ثمار زرعك
دون مجهود يذكر
دون نضال يذكر
يسقط

من لم يقرأ التاريخ الديني أو اليومي
وعرف كيف سقط لوسيفر وأسقط آدم وحواء إلى الآن
كل يوم بتخيلات غير واقعية وغير علمية وغير منطقية
فانهارت حضارات لأنها عاشت على خير الغير
وصناعة الغير
وأفكار الغير
كل ما هو طفيلي يسقط
كل لص لحصاد آخر يسقط
كل علاقة لا تؤسس على النضال الذاتي ..الفردي
تحصد السراب
فاقد الوعي لا يعطيه
فاقد الرحمة لا يعطيها
فاقد قلبه اللحمي كيف يسأل ويندهش وينبض ويغامر

الشرير شرير مهما أحب وادعى الحب
والبخيل بخيل مهما أعطى وادعى العطاء
يهوذا لم يقدر أن يقف أمام الوشاية التي تسكن قلبه
وها كم النميمة تسكن من يدعون الحب
وها كم الخناجر الملطخة بدماء الكثيرين
وتسمع من يحملوها يبرروا ويشرحوا عن مدى حبهم للآخرين
وهم يدينون الآخرين بالصواب والصلاح وتقواهم الحنجورية
شيئاً مُبكي للغاية

فالإيجو حربائي من يعرفه
ومن يدرك سر بقائه
ومن يتخيل جوعه للخلود
ولبقائه بالكل وفي الكل

ولكن وحشة وحدتك تعلن عنه رغم ضوضاء زحامك
اصمت لحظة اغلق فم وشايتك واغلق عينيك عن أطعمتك
واغلق باب مخدعك
وواجه ذاتك المزيفة عارياً
بلا تبريرات بلا أقنعة
امسك ذاتك في ذات الفعل والأفعال
فلا مكان لبياض ملائكي وهمي
ولا لحجارة رجم شريرة
وجهي عملة الموت
والموتى لا يتغيرون
الموتى لا يحبون
الموتى فقط يدفنون موتاهم

وهذه غاية لوسيفر
أن يغلق الباب في وجه البصيص
في وجه التغير واللحظة الأخيرة الممكنة
أن يجعل الحب مستحيل
والصداقة مستحيلة
والخير مستحيل
والتوبة مستحيلة
والنضال مستحيل

يحاول أن يجعل الايجو طبيعي بديهي فطري
والأنانية طريق مشروع
وسرقة حصاد الغير جذاب للجوع
ووضع اليأس كدروع
والقفز السحري اللصوصي وقطف ضحكة لم تزرعها دموع

لوسيفر و الإيجو
وجهي لحرباء تسكن أسفل جلدك
في مسام لحظاتك
في غيب أسطوريتك
في قسم عهودك
في بريق وحيك
في عصمتك المصفحة
في حربك المقنعة بالخير
في تبريراتك المقدسة لاغتيال الطير
من يربح الإيجو يخسر ذاته يخسر حياته



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهرة بنت الصبح
- الغبي فيه سُم قاتل
- أهرول نحو الضوء
- في حضرة الآب
- الإلحاد الغرائزي والإختبار الإحتياجي
- حضور في اغترابك
- عنوة التوحيد
- نصف جلجثة الأحلام
- كؤوس المدينة .. وكأسي
- مدعوة بدون ذكرياتك
- رأيت الله
- رأيت جهنم
- رأيت الجنة
- في البدء كانت تايتانك
- الإملائي
- مرايا التنبؤ
- كمال اللعوب !!
- الطرف الثالث
- متلبس بصندوقك الأسود
- أفيون الوحشة


المزيد.....




- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - More of me