أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - رأيت جهنم














المزيد.....

رأيت جهنم


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3980 - 2013 / 1 / 22 - 17:06
المحور: الادب والفن
    


الإهداء ..
لجهنم ذات القلب اللحمي

جهنم كانت طول الوقت
هي الموضوع الأكثر جذباً
لفضول الأطفال ساكني الممنوع والمحظور والمسكوت عنه
منذ الصغر أفتش الكتب والعقائد والعقول
ولا أقرأ المقدمات ولا أبحث في الفهرس
ولا تستهويني أولى الصفحات ولا آخرها
أعرف طريقي جيداً
منطقة الألغام والخط الأحمر والشجرة المحرمة
لأن من الشجرة المحرمة كنت أعرف طبيعة الجنة
ومن طبيعة الجنة كنت أعرف شخصية الإله
ومن شخصية الإله كنت أعرف شخصية الشيطان
أو هكذا أظن

ولكل عقيدة كما تعلمون جنة
ولكل جنة شجرة محرمة
ولكل شجرة محرمة إله حرمها
جعلها ممنوعة
والممنوع مرغوب
والمرغوب أسقط آدم وحواء من جنتهم
والسقوط سجادة حمراء مفروشة بالنوايا الحسنة أو الشريرة أمام باب جهنم

ولكل عقيدة كما تعلمون جهنم
ولكل حضارة جهنم
ولكل كيان جهنم
منها ما هو حسي جداً
ومنها ما هو روحي جداً
وبينهما جهنمات صغيرات

النار هي البطل الرئيسي والمشترك في كل الحضارات
تأكل جلدك فيسيح ويتبدل فينصهر فيتبدل فيسيح ويتبدل ويسيح
وتظل هكذا دواليك إلى الأبد
وثعابين تدخل وتخرج وتدخل وتخرج وتدخل وتخرج وتدخل وتخرج
من كل فج عميق أو بسيط فيك
وأسياخ من الحديد الساخن إلى الدرجة القصوى تدخل في صرصور ودنك
وملائكة متخصصة في التعذيب
وأنت لا تملك غير الصراخ
ولا سامع ولا منقذ ولا مغيث من بشر ولا جان

عندما تكون الملائكة رمز البراءة والطهارة والقلب الرقيق هي التي تعذبك
فلا رجاء ولا أمل في منقذ ما
فالنار بلا مخلص
حتى خلاص الإنتظار لن يأتيك
ستحرق وتعذب إلى الأبد وأنت الخاطيء النسبي
فالنار مطلق
والمحروق نسبي

وهناك جهنم رومانسية شاعرية روحية
عذاب نفسي روحي
تتآكل داخلياً إلى الأبد
تسكن وحشة أنانيتك وحيداً إلى الأبد
لا تسمع غير صدى صوتك النازف
وآهات جراحك الجوهرية
وأخطائك التى لم تتوب عليها فأصبحت كالثقب الأسود معتمة وأبدية

وهناك جهنم التناسخ من درك إلى درك أسفل
تراتبية تطهيرك
وطبقات خلاصك
حياة مؤلمة لتسلم لحياة مؤلمة لتسلم لحياة أكثر إيلاماً
لعلك تتطهر في سواقي السلخ والتطهير والتناسخ

وجهنم مازالت تتعجب
من آدم إلى الآن
ترهيب أرهبت
تحذير حذرت
ترعيب أرعبت
توبيخ وبخت
تأديب أدبت
كل الوسائل وأدوات التعذيب لوح بها في وجه البشر
وطابور البشر النملي مازال يقطف ثمار الشجرة المحرمة مع سبق الأصرار والترصد
وكل ممنوع أصبح مرغوب بكل جدية الشبق والمغامرة والفضول البشري

والحقيقة بعد كل تاريخ هذا الطابور
أصبحت متحيراً من هذا الكائن الذي يقطن في الظلم في العداء في الأنانية
في ديمومة غابة التوحش
ليس لأني كنت أنتظر منه أن يخاف من جهنم فيتأنسن
لا وألف لا
فالخوف عندما يتمخض يلد وحش أو فأراً
الخوف لا يحرر أحد
الخوف هو أعمق سجن وأقدم سجان
الخوف لم يرهب أحد ليترك الطابور
ولذلك لم أنتظر منه أن يفعل جديداً
انتظرت أن يقرأ الإنسان تاريخه
ويدرك حقيقة غابة البقاء للأقوى
وهشاشة إله المال وإله السلطة وإله الانانية
الكنوز التي ينخرها السوس والصدأ والخوف
ويعرف ان البقاء للأصلح
البقاء للحب
البقاء للحرية
البقاء لثراء الجوهر
البقاء للعدالة
البقاء للأخر

والنتيجة ...
أن مدرسة جهنم البشرية لم ينجح أحد



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأيت الجنة
- في البدء كانت تايتانك
- الإملائي
- مرايا التنبؤ
- كمال اللعوب !!
- الطرف الثالث
- متلبس بصندوقك الأسود
- أفيون الوحشة
- هرطقة اللامنتمي
- جمهورية العرائس العربية
- الله يسكن في التفاصيل
- ما أجمل الفقراء !!
- ما أجمل العداء !!
- قد جدف .. لأنه قد أحب
- ما أجمل الغرق !!
- عصا الحُب السحرية
- حواريي السر المُحرف
- كفرتي بإيزيس .. وآمنتي بالعذراء بنصف قلب
- مومياوات تحارب ثوار
- كل لعنة تنحت صاحبها


المزيد.....




- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - رأيت جهنم