أفيون الوحشة

حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 20:21
المحور: الادب والفن
    

الإهداء
إلى المتوحدين الذين يسمعون صدى صوتهم

من طعام من ؟
سؤال وجودي
من يأكل من ؟
الكاتب يأكل كتابته فيخلد ؟
أم أن الكتابة تأكل كاتبها فتخلد ؟
الحالم يمتص دم أحلامه فيحيا ؟
أم أن الأحلام تمتص دم الحالم فتتحقق او تتبخر ؟
سؤال وجودي
من يقول للثاني كن ..
ويعلمه الأسماء كلها ؟
من يصبر على من صبر أيوب ؟
من يسقي ويعرق ويرعى وينتظر الحصاد في فصوله ؟
من يصلي لمن ؟
ومن سيستجيب ويسمع الدعاء وأنات الليل ؟
من يغفر لمن ؟
ويلملم حجارة رجمه ويلقي بها في بحر العشق
من يصغي لمن ؟
ويمتص أعاصيره ويلهم صمته ويطربه غنائه
من يرى جمال من ؟
ويخبيء قبحة أسفل جلده
ويرمم ثغره .. ويظل كظله
من يقدر على حمل أثقالك ولعنتك دون ضجيج ؟
من يشعر أن نيرك هين ودائك دائه ؟
من يحمل صليب من دون مد وجزر حساب النفقة ؟
من يفدي من دون شروط أو رجاء في إكليل وهالة ؟
من يكون عين من ؟
في كهف الإرتباك
في طرقات التيه
في سواقي النزف
من صديق من دون مناخ صحي ؟
من يعرف من في أرض السقوط ؟
سؤال وجودي
يحوم حولك طول الوقت دون أن يقرع بابك وأجراس إنذارك
وتمر الأيام والسنون تأكلك وأنت مخدر أو واعي
وانت تتعاطى أفيون الصباح والمساء
وأفيون الدين
وأفيون المال
وأفيون العادة
فسواقي التخدير تفوق الإحصاء
وأنت غبي وبليد لا تتعلم
تتسلم وتورث
تأخد من الماضي وتغلفه للحاضر
ليكون هدية المستقبل
وتعيد التكرار في علب هدايا مختلفة
تعددت الأسباب والموت واحد
والوحشة واحدة
للأسف تستيقظ دائماً على صدى صوتك
فتعرف أنك مازالت وحدك
وحدك .. وحدك .. وحدك .. وحدك .. وحدك .. وحدك
وحدك .. وأفيون المتوحدين

#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات