الله يسكن في التفاصيل

حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 20:26
المحور: الادب والفن
    

الله يسكن في التفاصيل


مقدمة موجعة
العالم مكان ممتليء بالفقراء .. والأوجاع .. والأنانية
لو لم يوجد فيه أرواح تحب وترافق بعضها
سيكون موحش جداً


لمن لا يقشعرون عند سماع أغنية ما
لمن لا تدمع أعينهم عند رؤية مشهد ما
لمن لا يسرحون بعيدا بعيدا عن أماكن أجسادهم
لمن لا يصيبهم سهر الليل بالأرق
لمن لم يعوضهم كل ما لديهم عن احساس ما
عن دفء ما .. عن رفقة ما .. عن احتواء ما
كل ما كان يفعل فيك فعل السحر
فعل الــ " كن "
فعل الحضن
فعل الغناء
فعل الرقص
فعل الوطن
أماكن ما .. قصائد ما
وجوه ما .. طعم ما .. لمسة ما
أفلام ما .. إصغاء ما
أمان ما .. ايمان ما .. رجاء ما
حلم ما .. نضال ما
تاريخ ما .. ذكريات ما
أم ما .. أب ما
صديق ما .. حزن ما .. زنزانة ما
كل ما كان يفعل فيك فعل السحر
حاضر رغم الغياب اللعين
جهوري رغم خرس الإغتراب
دافئ رغم برد الروح القارص
حميمي رغم الباب الواسع والطريق الرحب للوحدة
نفسه حزينة حتى الموت
من ليس له شهيق ما
نسمة حياة ما
قبلة نجاة ما
رفقة ما
ذكرى حاضرة ما
وطن ما
نفسه حزينة حتى الموت
نفسه وحيده ختى الموت
نفسه خائفة في الحياة ومن الموت
الزحام من حولك لا يقدر أن يلمس سرك
الضوضاء لا تقوى على احتوائك
الغرباء لا يقدرون أن ينسجوا لك ثوب من أقمشة الوطن
الغرباء يظلون مهما فعلوا غرباء
القرب سر لا يملك خريطته غير أصحابه
الفرق بين أن تفتعل أو أن تكون عفوي
أن تصنع مجهود مضني لكي تقول كلمة ما
وأن تصنع الخوارق دون قطرة عرق داخلي
من لم يختبر السكينة في حضن ما
كان الله في عونه
من لم يذوق طعم اغماض العينين دون ارتياب في المستقبل المجهول
كان الله في عونه
الغربة قاتلة
تجعل كل الحياة بطعم الديكور
بمذاق العادي والمألوف والحواس العاجزة على التنبوء
" لو أخذوا عينيك ووضعوا مكانهما جوهرتين
هي اشياء لا تشترى " -- امل دنقل
لو أخذوا ذكرياتك .. تاريخك .. نضالك ..
نبضك .. روحك .. عهدك ..
أمك .. وطنك
هي أشياء لا تشترى
لحظة صدق أغلى من عمر كاذب
لحظة حب أعمق من قلب فارغ
لحظة نضال أعظم من تاريخ محايد
لحظة رفقة أسعد من روح وحيدة
هذا ما يفعل فيك فعل السحر


يقولون أن الشيطان يسكن في التفاصيل
وأنا أقول أن الله أيضاً يسكن في التفاصيل
الحياة تسكن في التفاصيل
الثراء يكمن في التفاصيل

#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل