أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - متلبس بصندوقك الأسود














المزيد.....

متلبس بصندوقك الأسود


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3861 - 2012 / 9 / 25 - 05:13
المحور: الادب والفن
    


لكل طائرة كما تعلمون صندوق أسود
ولكل إنسان أيضا صندوق أسود
يعرفه من يرى القلوب والكلى وكل ما هو خفي
وصندوق الإنسان الأسود
لا يكمن بداخله حرامه فقط كما تظنون
ولا ممنوعه ولا مرغوبه فقط كما تظنون
ولا مخاوفه وأحلامه المكبوتة فقط كما تظنون
ولا شجرة سقوطه وجرحه الغائر كما تظنون
الصندوق الأسود كحكومة الظل
كمذكرات لم تقدر أو لم تريد أن تكتبها
شخابيط أقلامك وأنت سرحان
دندنات أغنيات بعينها
وبعض المقاطع التي لا تتذكر غيرها
وبعض خطوات من رقص تشبثت به
يضخ في شرايينك بعض من دماء البهجة
ومشاهد من أفلام تلهب فيك الرغبة والحلم والتمرد
وتجعلك تعيد ترتيب أوراقك من جديد
وسلم أولوياتك المتحرك
صندوقك الأسود في أيدي أمن الدولة مليء بالتصنت ..
وبضوضاء كوادر واجتماعات سرية
ولكنها على الهواء مباشرة في أوطان العسس
في جـُحر الأفعي ..
في زنزانة كبيرة تسمى مجازاً وطن
كل ما هو سري مدون من مخبرين الليل ولصوص النهار
صندوق أسود وهمي يظنون أنهم وضعوا يديهم عليه
كل من وضع يديه على سرك واستخدمه ضدك غبي
من رجمك بحجارتك المتراكمة في مخازنك غبي
من فتحوا خطباته قديما بدل العنوان
ومن عرفوا ميعاد اجتماعه أصبح إجتماعه وهمي
في الأوطان الحره
تبحث عن من تلقي في يديه صندوقك الأسود
خفايا اعتقادك ستكون بأمان حيث حرية الاعتقاد
غياهب هرطقاتك ستكون بأمان وحرية إبداعك
سهام نقدك وحرية تعبيرك
كل ما هو قبيح فيك
كل ما هو دفين فيك
كل ما هو غريب فيك
كل ما هو مبهر فيك
كل ما هو صامت فيك
كل ما هو متفرد فيك
كل ما هو مخيف فيك
كل ما هو منفر
وكل ما هو جذاب فيك
كل ما هو فيك
يحتويك دون أن يعاير
يحبك دون عمى الألوان
يصبح أسود كصندوقك الأسود
فلا تشعر معه بالخزي او الخذلان
بلا شيطنة في عينه
وبلا تأليه القطعان
لحم ودم
سطح وعمق
واضح ومبهم
مفهوم ومربك
مألوف وغريب
قريب وبعيد
هادي ومضل
صباح ومساء
نسبية أرض ومطلق سماء
شافي وموجع
حار وبارد
ألف وياء
كل ما هو أنت
يحتويه كل ما هو هو
اذا أردت أن تعرف من إلهك الذي يستحق حبك ولا تستحق حبه ولكنه أحبك أولاً
امسكه متلبسا بصندوقك الأسود
اذا أردت أن تعرف أين وطنك الذي يحترم آدميتك
فلتراه وهو يمسك بك متلبساً بصندوقك الأسود
اذا أردت أن تعرف من يحبك بحق ومن صديقك بحق ومن لحمك ودمك بحق
عندما تمسك متلبساً بصندوقك الأسود
صندوقك الأسود ليس كالممسكة في ذات الفعل .. لا
وليس من يقبلك قبلة التسليم
وليس من يطعنك في الظهر
وليس من ينكرك أمام جارية ويشي بك في لاظوغلي .. لا
وليس من يحبك حبة الدب لصاحبه
صندوقك الأسود هو كل ما هو أنت
وكل ما تريد أن تكون ولم تقدر
إذا أردت أن تعرف سر الحياة
فاسأل صندوقك الأسود عن كل من لمس هدبه
كل من عرفه فتحررت في محضره
وكل من عرفه وسجنك ورجمك وكفرك
وألقى بك على قارعة الطريق تنزف سرك
وتلعق الكلاب جراحك
اسأل صندوقك الأسود
هناك من يحتويك بمقتنياتك حتى الرخيص منها
من تجد عنده طول أناة عليك
من يعرف أنك طفل فضولي وشاب ثوري وشيخ مُسن
من يفاجئك بردود فعله
ويستر عوراتك ليس بورق التين بل بلحمه
واعرف أن العداء والهزيمة وصندوقك الأسود يكشف لك من صديقك بحق من حبيبك بحق .. من إلهك بحق
عندما تكون كلي العجز بلا معجزة تــُذكر
هناك أسفل صليبك
يقطن حاملي صندوقك الأسود
حاملي سرك ..



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفيون الوحشة
- هرطقة اللامنتمي
- جمهورية العرائس العربية
- الله يسكن في التفاصيل
- ما أجمل الفقراء !!
- ما أجمل العداء !!
- قد جدف .. لأنه قد أحب
- ما أجمل الغرق !!
- عصا الحُب السحرية
- حواريي السر المُحرف
- كفرتي بإيزيس .. وآمنتي بالعذراء بنصف قلب
- مومياوات تحارب ثوار
- كل لعنة تنحت صاحبها
- لماذا ينتصر الظلام ؟
- أغنية إلى نفسي
- المعجزة الثانية
- الطريق إلى الجنة
- مخلص لمشاهد خوفي
- غيب منيع
- لكل زمان قناع


المزيد.....




- الكاتب المجري لاسلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل للأدب
- تامر حسني يعيد رموز المسرح بالذكاء الاصطناعي
- رئيس منظمة الاعلام الاسلامي: الحرب اليوم هي معركة الروايات و ...
- الدكتور حسن وجيه: قراءة العقول بين الأساطير والمخاطر الحقيقي ...
- مهرجان البحرين السينمائي يكرم منى واصف تقديرا لمسيرتها الفني ...
- مهرجان البحرين السينمائي يكرم منى واصف تقديرا لمسيرتها الفني ...
- صدور كتاب تكريمي لمحمد بن عيسى -رجل الدولة وأيقونة الثقافة- ...
- انطلاق مهرجان زاكورا السينمائي في المغرب
- كل ما تحتاج معرفته عن جوائز نوبل للعام 2025
- -سلام لغزة-.. الفنانون العرب يودّعون الحرب برسائل أمل وتضامن ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - متلبس بصندوقك الأسود