أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - في البدء كانت تايتانك














المزيد.....

في البدء كانت تايتانك


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3955 - 2012 / 12 / 28 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


الإهداء
لهذا النوع من الجنون
للضفة الأخرى ...


تايتانك
إمرأة الكمال العجوز
في قلب المحيط
تحكي عندما كانت بـُرعم وحيد
فراشة حزينة
قمر يسكن ظلام السماء الموحشة
جزيرة مجهولة رغم ضوضاء السفينة
وجاذبية الانتحار الأنثوي جداً
في هذه اللحظة العاقلة المجنونة
ظهر البرق فجأة
وجه ملاك مجنون أيضاً
خارجاً تواً من البحر مبللة جناحاه بشبق الأحلام الموقوتة
وبريشة رسام لم يبع لوحة من لوحاته أبداً
فظل فقيراً إختيارياً مـُحلقاً
نظر إليها وعرف أنها هي
من ستقرأ عليه أبانا الذي في السماوات .. أو الفاتحة
عرف أنها هي .. هي من ستودعه
لا يوجد أجمل من روح تعرف من تحب
ومن سيودعها
وكان اللحظة الفارقة
وهي تقرر الإنتحار بعفوية طفل لا يفقه سر المخاطرة القصوى
أمسك بها في اللحظة التي تفوق اللحظة المناسبة
شجيرة في مهب الريح
تنقذ عصفورة ليس لها وطن
وكان صباح وكان مساء
البدء الذي لا يمكن أن تنساه
ولادة جديدة نبض جديد ضخ لم تعرفه من قبل
وسبب وحيد للوجود يخترقك دون إذن
وشلال من الأحلام تكاد تغرقك
انتشلها من الإنتحار لجنون الحياة
من الرتابة للمغامرة الفجة
من عالم الأثرياء المحنط
لعالم العفوية المـُطلقة
من الطعم العادم للأيام
للطعم اللاذع والمالح والحلو والحار
انزلها من البرواز الذهبي المعلق على الحائط الأصم
إلى البهو والطرقات وأسطح الأقمار وموج البحار
إنتشلها من أوثان محبي المال
إلى محبي الإنسان
الضفة الأخرى من الحقيقة
كان يحمل كل ما يحتاج إليه رئتيه وبعض الأوراق البيضاء
وهم يحملون كل الأثقال التى تهبط بهم للقاع بسرعة فائقة
من يعرف كيف يخفف أحماله
احتمال كبير أن يطير
سلمت لروحه روحها فصارت تحمل حيث تشاء
وها رقصات الجنون في الدرجة الثالثة لــ تيتانك
وخمراً يطلق كل المارد منك
ويحول كل العمر الضائع للحظة ممجدة
لمعابد الآلهة القديمة آلهة الرقص
التي كانت تجهل حكمة الوقار
وفظاظة الأتقياء
واستعلاء الأنبياء
وجبروت الآلهة
هو وهي قبل أزمنة الوصايا
ولوحي الشريعة
والحلال والحرام
في البدء كانت تيتانك
وقوارب النجاة لنصف الركاب
حكمة بعض الأثرياء
أن الفقراء أشياء
يمكن فقدهم بكل ضمير صالح
مرحباً جاك
لقد بدلت رأيي
اغمضي عينيكي واصعدي إلى السياج
أتثـقين بي ؟ أثـق بقلبك
جاك إني أطير.. أطير
إله الطيران يرتفع فوق السماوات الآن
جاك .. هل يحتاج الرسامون للضوء ؟
في بعض الأوقات الملتبسة
ارسمني
ارجعي ذراعك للخلف
واتركي قلبك ينبض بكل جدية
فاجمل لوح الكون ..
هي اللوحة العفوية
لا تبالوا بنا إنكم تقومون بعمل عظيم
إلى أين ستذهبين سيدتي
إلى النجوم
عندما سترسو السفينة سأذهب معك
هذا جنون
يا إلهي جبل جليد أمامنا
سنرتطم
أوقفوا المحركات
تراجعي
يغلقون الأبواب
الفقراء أول من غرقوا حتى قبل غرق السفينة



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإملائي
- مرايا التنبؤ
- كمال اللعوب !!
- الطرف الثالث
- متلبس بصندوقك الأسود
- أفيون الوحشة
- هرطقة اللامنتمي
- جمهورية العرائس العربية
- الله يسكن في التفاصيل
- ما أجمل الفقراء !!
- ما أجمل العداء !!
- قد جدف .. لأنه قد أحب
- ما أجمل الغرق !!
- عصا الحُب السحرية
- حواريي السر المُحرف
- كفرتي بإيزيس .. وآمنتي بالعذراء بنصف قلب
- مومياوات تحارب ثوار
- كل لعنة تنحت صاحبها
- لماذا ينتصر الظلام ؟
- أغنية إلى نفسي


المزيد.....




- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...
- لأول مرة في الشرق الأوسط: مهرجان -موسكو سيزونز- يصل إلى الكو ...
- شاهين تتسلم أوراق اعتماد رئيسة الممثلية الألمانية الجديدة لد ...
- الموسيقى.. ذراع المقاومة الإريترية وحنجرة الثورة
- فنانون يتضامنون مع حياة الفهد في أزمتها الصحية برسائل مؤثرة ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن إسماعيل - في البدء كانت تايتانك