|
الملحد والمؤمن إيد واحدة
حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 4270 - 2013 / 11 / 9 - 13:32
المحور:
الادب والفن
الاهداء .. لــ صوحابي الملحدين والمؤمنين جدا
الملحدين العرب والمؤمنين العرب وجهي لعملة واحدة .. ومدرسة واحدة .. وعادات وتقاليد واحدة .. وبطالة واحدة .. ورحم واحد العجب العـُجاب .. إن لسان حال الملحدين العرب والمؤمنين العرب ( سبحانه الذي سخر لنا هذا )
ملحدين بلا بحث حقيقي وبلا ثقافة حقيقة .. ملحدين بالآلهه العتيقة ومؤمنين بمولانا جوجل العصري .. طفيليات على ظهر الحياة .. ومصاصي دم الباحثين بحق
ومؤمنين كافرين بالعلم والتطور وغارقين إلى حد الثمالة في ثماره .. كالجراد يستهلكون الأخضر واليابس واللابس والعريان .. منتهكي حقوق الإنسان والحيوان !
ولأجل هذا وأكثر .. لا أقدر أن أعجب بالإلحاد العربي المصمم على الإبتذال واللهو على شواطئ الحياة الفـُـتاتية حيث مؤامرة الحواس .. والتباهي بالسب والقذف لا بالعلم والإبداع
ولأجل هذا وأكثر .. لا أخشع أمام ضوضاء المتدينين .. حاملي سيف الحقيقة المُطلقة .. قاطعي الرقاب وطاردي التائبين .. الخـُرافيين إلى درجة النكتة الرخمة .. أصحاب الطقوس المملة وسراب الباطل .. المحولين القلوب اللحمية التي تنبض إلى قلوب حجرية متوحشة .. محترفي صناعة الظلام والإحباط والموت .. وصناعة الفقراء
ملحدين متكبرين عكس عقلانية الباحث المتواضع .. الذي يعرف أنه يجهل أكثر مما يعرف .. وأن العلم هو السؤال والشك وعدم امتلاك الحقيقة المطلقة أو تشمعها بالشمع الأحمر .. الروح المندهشة دائماً والمغامرة لآفاق جديدة .. السمكة الحية التي لا ترعبها أمواج القطيع ولا إجماع موج البحر عليها .. المُـلحد المتواضع مختلف عن الملحد العربي المتكبر بطبعه والمتباهي بما ليس فيه ( الثقافة والعلم والتحضر ).
مؤمنين صارخين صاخبين حربائيين .. حـَرفيين إلى درجة تسميم المعنى .. غرائزيين إلى درجة تشجير الجنة كلها بشجرة المعرفة .. كانزين كنوز تهوى الفناء .. تكراريين نمطيين متقولبين ومتشابهين لدرجة الإستنساخ لبعضهم البعض وكأنهم النعجة " دوللي" وإخواتها وإخوانها.
ملحدين عرب حيث نقل العلم عن طريقة ( قالوله ) و الـ Copy & Paste .. على نفس طريقة الفتاوى .. والسمع والطاعة لكل ما هو غربي .. حيث الهجرة الإستيرادية الجوانية وأنت في شبرا والوراق عادي .. والصعود على جبل العلم الغربي وكأنه جبل أهله .. والتشدق بما ليس فيه حيث العلم والتواضع العلمي والموضوعية والمنطق العميق .. وتخيله أن بوضع مكياج المـُلحد الغربي تغيرت ملامحه وأصبح جميلاً وجذاباً ومثقفاً وحراً ..
لا يعلم المـُلحد العربي أن المكياج والمساحيق لا تخفي جهل الواقع وقبحه المستفز .. وأن الأمة تضحك من جهلها الأمم وهي ماسكها متدين .. وتضحك من جهلها الأمم برضه وهي ماسكها مُـلحد .. أيضاً .
مؤمنين عصور الظلام لا عصر النهضة .. المحاربين كل جمال بكل قبح مـُتبجح .. المحاربين كل تطور بكل تخلف صحراوي بعـُقال .. المحاربين الأنسنة بكل همجية تفوق حياة الغابة والبهائم ( حتى البهائم ما نبهت بعضها .. مظفر النواب ) الحالمين بالإنقراض كغاية وبإستخدام أسرع وسيلة .. الحــُُكم !
مـُلحدين ضد تنوير شعوبهم .. إستعلائيين إلى درجة البرج العاجي الفارغ والهش جداً.. غير متجسدين في أوطانهم .. لا يبكوا مع الباكيين .. ولا يفرحوا مع الفرحين .. لا تتحنن أحشائهم أمام الفقراء والأطفال .. فقط راجمي شعوبهم وأوطانهم .. على عرش الدينونة متربعين
الملحدين العرب والمؤمنين العرب طبعاً ليس كلهم .. فالتعميم سخافة مطلقة . لا تقدم لهذه الأوطان .. طالما يحكمنا وجهي عملة تكفر بشعوبها .. ترجمها لا ترمم ثغراتها .. تنفرها لا تجذبها .. تحاربها لا تدافع عنها .. تهدمها لا تبنيها .. تهجرها لا تسكن فيها ..
كل من أسس كيانه على الكبرياء .. مؤمن و ملحد إيد واحدة كل من زرع جنته بشجيرات المعرفة .. مؤمن وملحد إيد واحدة كل من سقط في فخ مؤامرة الحواس مؤمن وملحد إيد واحدة كل من يسكن البرج العاجي المعقم بعيداً عن المتألمين .. مؤمن وملحد إيد واحدة كل من يوسع تخوم أنانيته ويجعلها كنزه .. مؤمن وملحد إيد واحدة كل من يهرب من مسئوليته في تنوير العالم وتمليح الأرض .. شريك وشاري أسهم في أرض السقوط والخوف والفساد والظلم والموت مؤمن وملحد ايد واحدة
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جُزر النفي
-
سرائر
-
قناع الحب
-
جذب الإختلاء
-
نصف معجزة .. ونصف ثورة
-
نحن .. والمعجزة المصرية
-
More of me
-
زهرة بنت الصبح
-
الغبي فيه سُم قاتل
-
أهرول نحو الضوء
-
في حضرة الآب
-
الإلحاد الغرائزي والإختبار الإحتياجي
-
حضور في اغترابك
-
عنوة التوحيد
-
نصف جلجثة الأحلام
-
كؤوس المدينة .. وكأسي
-
مدعوة بدون ذكرياتك
-
رأيت الله
-
رأيت جهنم
-
رأيت الجنة
المزيد.....
-
-الجوكر جنون مشترك- مغامرة سينمائية جريئة غارقة في الفوضى
-
عالم اجتماع برتبة عسكري.. كيف تشرّع القتل بصياغة أكاديمية؟
-
-لوكاندة بير الوطاويط-.. محمد رمضان يعلن عن تعاون سينمائي مع
...
-
العرض الأول لفيلم -Rust- بعد 3 سنوات من مقتل مديرة تصويره ها
...
-
معرض -الرياض تقرأ- بكل لغات العالم
-
فنانة روسية مقيمة في الإمارات تحقق إنجازات عالمية في الأوبرا
...
-
جنيف.. قطع أثرية من غزة في معرض فني
-
مسرحية -عن بعد..- وسؤال التجريب في المسرح المغربي
-
كاتبة هندية تشدد على أهمية جائزة -ليف تولستوي- الدولية للسلا
...
-
الملك الفرنسي يستنجد بالسلطان العثماني سليمان القانوني فما ا
...
المزيد.....
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال
...
/ مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
-
المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر
...
/ أحمد محمد الشريف
-
مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية
/ أكد الجبوري
-
هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ
/ آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
-
توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ
/ وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
-
مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي
...
/ د. ياسر جابر الجمال
-
الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال
...
/ إيـــمـــان جــبــــــارى
-
ظروف استثنائية
/ عبد الباقي يوسف
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل
...
/ رانيا سحنون - بسمة زريق
المزيد.....
|