أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - لماذا التراث؟














المزيد.....

لماذا التراث؟


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 18:22
المحور: الادب والفن
    



يشغل الاهتمام بالتراث الإنساني، مكانة خاصة، وفريدة، لدى الشعوب والأمم، وذلك انطلاقاً من الدور الكبير الذي يلعبه في حياة المجتمعات عامة، على اعتبار أن كل ما ينتمي إلى هذا التراث، سواء أكان أدبياً، أم شعبياً، بمجالاته المتعددة من مأثورات، وغناء، ورقص وألعاب، وألغاز وأحاج، ومفاهيم، ومعتقدات، وقصص، وحكايات، وأمثال، وحكم، بل وكذلك ما يتعلق بطقوس المناسبات العامة، من أفراح و أتراح لهو جزء نفيس من وجدان وضمير أي جيل لاحق، في ما يربطه بالأجيال السابقة عليه، وهو يأتي بأشكال متعددة، بل وبدرجات متفاوتة، وذلك تبعاً لعوامل متعددة، تتعلق بدرجة الوعي، والموقف من مفهوم التراث، وسوى ذلك.

وعالم التراث-بهذا المعنى- هو شاسع جداً، لأنه يشمل جميع مجالات الحياة اليومية، ولا يمكن حصره في مجرد جانب واحد، لأنه انعكاس لتفاصيل يوميات الأجيال التي سبقتنا، من خلال نشاطها الروحي، بل والمعيشي، و هو ما يدخل ضمن هذه الدائرة كل ما يتعلق بالمأكل، والملبس، والمسكن، بل و حتى علاقات الناس ببعضهم بعضاً، بالإضافة إلى ما تركوه لنا من إبداع هو من صنع الذاكرة الجماعية، تناقله اللاحقون عن السابقين، كما هو في بعض الأوجه، أو أضافوا إليه، في بعضه الآخر، بما يخدم واقعهم، و رؤيتهم، ومصالحهم، كي يجدوا فيه العظة والعبرة-من جهة- بل والفائدة والمنفعة، من جهة أخرى، ناهيك عن أنه من إرث الآباء والجدود، و هو ما يحتل – عادة- المكانة الروحية لدى الأبناء.

وعالم التراث منه المعنوي- كذلك- كما أن منه المادي، وهو يشكل في الحقيقة عصارة روح أي شعب، ويعكس صورة حراكه في فضائه الزمكاني، بل وفيه العلامات الفارقة لشخصيته، أو هويته، لاسيما في ما يتعلق بما يتفرد به وحده، من دون سواه، ما يدعو لاعتباره جزءاً من هويته الخاصة، ومن هنا، فإن أهمية هذا النوع من التراث تبدو على قدر كبير من الحساسية والمكانة، ما جعل الحاجة إلى جمع الثراث، وتوثيقه، مهمة كبرى ملقاة على عاتق النخب الثقافية، والمؤسسات المعنية التي تشكلت من أجل مثل هذا الغرض، لتكون حاضنة للمشتغلين في هذا المجال، موثقين، ودارسين، وباحثين على حد سواء.

ومن هنا، فإن من يتتبع عالم التراث، يجد أن الدراسات الأنتربولوجية تنل اهتماماً كبيراً في المعاهد والأكاديميات ومراكز البحوث العالمية، بل ثمة أقسام خاصة في هذه الصروح والمراكز، تُعنى بمثل هذه الدراسات التي قطعت أشواطاً هائلة في هذا الميدان، كي تغدو عالماً قائماً بحد ذاته، لاسيما أن الكثير من مثل هذه الدراسات بات يركز على مسألة تتعلق بعمق الحياة المعيشة، وهي استقراء سايكولوجيا أي شعب من خلال تراثه، مادام أن هناك تواصلاً حميماً بين الماضي والحاضر، على اعتبار أن الجوانب النيرة، المضيئة، مهما غرقت أرومتها في التاريخ، تظل ذات تأثير وأهمية في اللحظة الحاضرة.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاصمة الياسمين
- -استعادة طه حسين:
- ثقافة الخلاص
- استنساخ -سانشو-
- مختبرات دهام حسن للتحليل النفسي
- جحيم الثقافي فردوس السياسي
- ملحمة النسر
- سلالم النفس
- التاريخ..1
- صناعة الألم:
- موت الذاكرة
- -دائرة الطباشيرالقوقازية-
- حبكة القص حبكة الواقع
- جيل الاغتراب الأكبر.........!
- الطفل الذي قدم أدوات قصته:
- كرد ستريت ترصد آراء المثقفين والسياسيين الكرد حول انضمام الم ...
- أطفالنا والحرب: من يوميات أيان
- اللاكتابة
- الكاتب و أسئلة الطوفان
- الأول من سبتمبر:


المزيد.....




- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- -غزة صوت الحياة والموت-.. وثيقة سينمائية من قلب الكارثة
- بائع الصحف الباريسي علي أكبر.. صفحة أخيرة من زمن المناداة عل ...
- لماذا انتظر محافظون على -تيك توك- تحقق نبوءة -الاختطاف- قبل ...
- فاضل العزاوي: ستون عامًا من الإبداع في الشعر والرواية
- موسم أصيلة الثقافي 46 يقدم شهادات للتاريخ ووفاء لـ -رجل الدو ...
- وزير الاقتصاد السعودي: كل دولار يستثمر في الثقافة يحقق عائدا ...
- بالفيديو.. قلعة حلب تستقبل الزوار مجددا بعد الترميم
- -ليس بعيدا عن رأس الرجل- لسمير درويش.. رواية ما بعد حداثية ف ...
- -فالذكر للإنسان عمر ثانٍ-.. فلسفة الموت لدى الشعراء في الجاه ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - لماذا التراث؟