أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ثقافة الخلاص














المزيد.....

ثقافة الخلاص


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 01:16
المحور: الادب والفن
    


ثقافة الخلاص



ثمة أسئلة كثيرة، باتت تطرح، على ضوء ما يجري من حولنا من تحولات على الصعد كافة، تؤكد انحسار دور الخطاب الثقافي في الحياة العامة، بالشكل المتعارف عليه، بعد أن حقق تصاعدياته المألوفة، لاسيما أن من جملة هذه التحولات التي تتم، اندثار الكثير من القيم و المفاهيم، وحلول أخرى مكانها، وهي جميعها تتطلب في المقابل إعادة نظرفي الأسس والبنى التي كان يتم الانطلاق منها، من قبل، في تقويم الأمور، صغيرها وكبيرها في آن، مادام أن أي واقع جديد يعيش فيه المرء، يفرض نمطاً من التفكير، كما هو معروف في كلاسيكيات النظريات التي تتناول الإناسة، وعلم الاجتماع، وتعد قاعدة رؤيوية، ذات تأثير متواصل في عالم المعرفة، أثبتت مصداقيتها في ذهن الكائن الآدمي، عبر مرحلة زمنية محددة، لا يزال مختبرها الحياتي يقدم أمثلته، وأدلته، العيانية الملموسة، ولعل آخرها هو أن الواقع الكوني المعيش، في ظل ثورة المعلومات، ولعبة المنافع، باتت تفترض ثقافة جديدة، تفتقد البعد الاستراتيجي، مادامت انفعالية، غير قادرة على تشكيل فلسفتها، وقوانينها، ودعاماتها المقنعة حتى بالنسبة إلى مرسل الخطاب الجديد، وهو يتخبط في سلوكياته، ولا يستطيع تشكيل منظومة معرفية يعتمد عليها، خلال محاكماته، ومواجهاته لكل ما هو مستجد في علاقاته بالآخر، وهو ما يبدو جلياً عندما يتم الإقلاع عن جملة ضوابط معروفة، أمام الظواهر الطارئة.

ويشكل الاستنهاض بالخطاب الثقافي، هاجساً رئيساً لدى المعنيين بالشأن العام، لاسيما أن انسداد الآفاق، في ظل بروز الأسئلة الكبرى التي تدعو إلى القلق، بات واقعاً معروفاً، حيث افتقاد الطمأنينة، ليس على المستقبل وحده، أمام هذا الخراب المنداح، بأعلى وتائره، وإنما انعدامها في اللحظة المعيشة، مادامت رحى الحروب، بقوة دفعها ما بعد الحداثية، تفتك بالفضاء العام، تدمرما أشاده العقل، من معالم حضارية، ولا تتوقف عند هذا الحد، بل راحت تستهدف مشيد هذه المعالم، كي تتحول جغرافيات كثيرة، إلى مجرد درايا للموت، والخراب، بعيداً عن أية روادع صاغها العقل الأممي، عبر محطات معلومة، في مسيرته البشرية الحكيمة، رداً على ثقافة القتل، والانتقام، والأنانية، التي تعزى إلى أرومتها القابيلية.

لامناص البتة، من مواجهة تشابكات اللحظة الراهنة، من خلال استقراء مآلات المشهد، في صيغه المأساوية، حيث الخطر المحدق بجميعنا-على حد سواء-إذ أن القاتل والضحية، كلاهما ليس في مأمن من المصير العام الذي يدعو إلى قرع الأجراس، وهو ما يتطلب تمكن الثقافي من التجسير إلى الآخرين، وإعادة الثقة بخطابه، في ظل حالة استلابه التي بات يتعرض لها، وغدا دوره في نظر بعضهم ديكورياً،لاشأن له، أمام بروز ثقافة أخرى، وتسيدها المشهد نفسه، هي في صميمها متهافتة، لا تحمل أياً من القيم والدعامات التي يمكن التعويل عليها، الآن، حيث تفاقمت أسباب الخوف على الحياة الحرة الكريمة.
ليس من وصفة جاهزة، يمكن وضعها هنا، إلا من خلال إعادة الاعتبار إلى الثقافة الأصيلة، كي تأخذ دورها المناط بها-عادة- بعد أن تم الإجهاز عليها، واستبدالها بنسخة استهلاكية، آنية، تفتقر إلى شروط تكاملها، وإقناعها، وهو ما يتطلب تضافر الجهود، كي تتبوأ موقعها الطبيعي، ولم لا، مادام أن من شأن ترسيخ بنيان هكذا ثقافة، أن تنشر الوئام، والحب، وأن تفجر طاقات الإنسان، لبناء غد فردوسي،سعيد، هو حلمه منذ بداية الخليقة وإلى الآن..!.
إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استنساخ -سانشو-
- مختبرات دهام حسن للتحليل النفسي
- جحيم الثقافي فردوس السياسي
- ملحمة النسر
- سلالم النفس
- التاريخ..1
- صناعة الألم:
- موت الذاكرة
- -دائرة الطباشيرالقوقازية-
- حبكة القص حبكة الواقع
- جيل الاغتراب الأكبر.........!
- الطفل الذي قدم أدوات قصته:
- كرد ستريت ترصد آراء المثقفين والسياسيين الكرد حول انضمام الم ...
- أطفالنا والحرب: من يوميات أيان
- اللاكتابة
- الكاتب و أسئلة الطوفان
- الأول من سبتمبر:
- روح الشاعر
- من يتذكرشخصية-شرو-؟.
- الأسد بطلاً قومياً ونوستالجيا أحضان النظام


المزيد.....




- لماذا انتظر محافظون على -تيك توك- تحقق نبوءة -الاختطاف- قبل ...
- فاضل العزاوي: ستون عامًا من الإبداع في الشعر والرواية
- موسم أصيلة الثقافي 46 يقدم شهادات للتاريخ ووفاء لـ -رجل الدو ...
- وزير الاقتصاد السعودي: كل دولار يستثمر في الثقافة يحقق عائدا ...
- بالفيديو.. قلعة حلب تستقبل الزوار مجددا بعد الترميم
- -ليس بعيدا عن رأس الرجل- لسمير درويش.. رواية ما بعد حداثية ف ...
- -فالذكر للإنسان عمر ثانٍ-.. فلسفة الموت لدى الشعراء في الجاه ...
- رحيل التشكيلي المغترب غالب المنصوري
- جواد الأسدي يحاضر عن (الإنتاج المسرحي بين الإبداع والحاجة) ف ...
- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ثقافة الخلاص