أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الكاتب و أسئلة الطوفان














المزيد.....

الكاتب و أسئلة الطوفان


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4203 - 2013 / 9 / 2 - 09:22
المحور: الادب والفن
    


الكاتب و أسئلة الطوفان


يعد الكاتب، من العناوين الأكثر استقطاباً لمن حوله، أنى تلبدت الآفاق بالغيوم الداكنة، وغابت شمس النهار، كي يستوي بالليل الذي يتبعه، مادامت الكواكب الأخرى، ضمن المنظومة الفلكية متوارية وراء الحجب، ومبتلعة في أحشاء الكون، بكل تفاصيله، ما يجعل الجهات تتساوى في"لعبة التيه" والبوصلات تتوقف، ويستوي الإبصار والعمى، وليت الأمر يبقى عند هذه الحدود، بل إنها تتعداها، في لغة الواقع نفسه، بمفرداته المأخوذة من معجم الطبيعة، حيث دوي الرعد، ووصول الهطل إلى أقصى أمدائه، بما يعزز من حالة الطوفان التي طالما تكررت في ثقافات شعوب العالم، وكان طوفان نوح الأرومة الأولى له، مقروناً ببروز مفهوم الخلاص الذي سيفكر به المرء-لامحالة- أمام مثل هذا المناخ الأكثر حرجاً، ورعباً، إذ يبدأ البحث عن مكان لا يمكن للعواصف الجبارة أن تقتلعه، مكان راسخ الجذور، حيث نكاد لا نجد سوى الطود، وهو ما تناولته الأسطورة-ذاتها-قبل أن تتوثق ضمن آية الخالق في الخلق، كي يكون الجودي موطأ الخطوة الأولى، لانطلاقة الحياة الجديدة.


وبعيداً عن موضوع الحدث، في تعدد قراءاته، ونوسانه بين حدود:الماضي والحاضر والمستقبل، في لانهائياته، فإن أسطورة الطوفان- بحالاتها المتعددة وأرومتها الواقعية- لا تفتأ تلوح بحضورها، وديمومتها، وكأنها مجرد طوفان مفتوح، وإن كان يذكر بأمرين متناقضين، أحدهما استهدافه الرجس الأرضي، ومحوه، و ثانيهما منح كائن ما بعد الطوفان مفاتيح مرحلة الطهر، على اعتبار أن"الماء" خير مطهر، ولعلنا نجد أن التطهير الأكبر، هو ذلك الذي يستهدف أعماق الإنسان، وهنا، فالمعني بالحاجة إلى تطهير أعماقه، هو من تلوثت جدران روحه بالشرور، وفي مطلعها-الأنانية- التي هي مصدر كل إثم، ويعد من أكبرها: كرامة الإنسان، ودمه، وأرضه، حيث إن أي استهداف لها لينم أن العالم ليس بخير، إلى أن تنبذ هذه الثقافة التي يدخل في إطار ألفبائها: بناء سعادة الذات على حساب آلام الآخرين، وكانت مدار اهتمام رجال الدين، والفكر، والفلسفة، منذ بداية وعي الإنسان، إلى ساعة حاضره، الآن، حيث حصيد الدم الهابيلي بحار، ومحيطات، وأرخبيلات، لاتفتأ أمواجها ولججها تتلاطم، كي يكون ضريبة ذلك سلسلة من عذابات الكائن البشري، طوال هذا الشريط الزماني.

لم يكن الطوفان، منذ نشأة مفهومه، رحلة سياحية، ترفية، وإن كان هو نفسه، على أشكال، وأصناف، وأنواع، حيث أن هناك طوفان الخلاص، والتأسيس للحياة الجديدة،كما أن هناك طوفان الفناء، الذي يرمي إلى إغراق العالم كله بمائه، كي يغدو سيد المكان مجرد جثة طافية،لا أرض تبتلعه، ولعل الرغبة في صناعة مثل هذا الطوفان باتت تتعاظم، مع ولادة أدوات جديدة، تحقق الهدف ذاته، سواء أعتمدت على الرياضيات في لغزه النووي، أو على الكيمياء في أحماضه وغازاته، وهي بالتالي صدى لاختلاجات نفس، قاتلة، أمارة بثقافة الكراهية، مقابل جنون عظمة الذات، ما يجعل مهمة رسول الثقافة أكبر، ليسهم من جهته، بإنتاج ثقافته ترمي إلى غسل الأرواح والأذهان الملوثة من أدرانها، وهي مهمة شاقة لابد من التنطع لها، ضمن فرق كونية، منتظمة، تستعين بكل ما يلزمها من إمكانات تربوية، إعلامية، من أجل كرة أرضية، لا مكان فيها للكره الأرضي، كرة للحب، لاللكره..!.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأول من سبتمبر:
- روح الشاعر
- من يتذكرشخصية-شرو-؟.
- الأسد بطلاً قومياً ونوستالجيا أحضان النظام
- رسالة سبينوزا إلى السوريين:
- مجزرة كيمياء الغوطتين من وراء ارتكابها حقاً..؟
- خارج النظرية:
- سقوط معجم الفرقة:
- إنهم يفرغون الجسد من الروح..!
- برقية عاجلة إلى رئاسة إقليم كردستان و إلى حزب الاتحاد الديمق ...
- الرواية والمفاجأة
- التراسل بين قصيدتي التفعيلة والنثر
- شعراء كرد يكتبون باللغة العربية
- نبوءة الشاعر
- الشاعر الكردي شيركوبيكس وإبراهيم اليوسف- وجهاً لوجه-
- الشاعر لايولد مرتين
- الشاعرالكردي الكبيرشيركو بيكس ... لايليق بك الغياب..!
- «مايشبه بياناً مفتوحاً عن حرب مزدوجة مفتوحة على الكردي..!» ا ...
- رواية -الأب باولو-
- ميكانيزما علاقة المثقف والسلطة وئام أم خصام؟


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الكاتب و أسئلة الطوفان