أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الشاعر لايولد مرتين














المزيد.....

الشاعر لايولد مرتين


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 21:57
المحور: الادب والفن
    




ينتمي الشاعرشيركو بيكس"1940-2013" إلى صنف هؤلاء الشعراء الاستثنائيين في حيوات شعوبهم، من خلال المكانة التي حققتها إبداعاتهم وسيرهم الشخصية، وهوما لايمكن أن يتأتى إلا عبر الاجتهاد، والحفر العميق، والموهبة العبقرية، وإن كنا نعلم أن لا انطلاقة البتة إلى العالمية، من دون المحلية، التي تعد بوابة أي مبدع إلى الفضاء الأوسع. ومن يتابع التراث الإبداعي الذي أنجزه الرجل، يجد أن قصيدته التي اشتغل عليها بتؤدة، وأناة، تشبه تصورات روحه المتأججة، وفتوحاتها، و شساعة حلمه، وقضيته التي تبدأ بعتبة داره، ووطنه كردستان، لتكون طبق سعة الكون كله،


وهو نفسه ما جعل الرجل مقروءاً بلغات العالم الحية، بل إنه كان سفير لغته الكردية الأم، كي تعرف بها أبناء العمارة الكونية، بعد أن تم حجبها، في محاولة إقصائها، بل محوها، من قبل لغات كثيرة، لدواع تتعلق بطيبة إنسانه، الغيري، الذي طالما انشغل بالتفكير بسواه، ناسياً نفسه، في حمأة رسم الخرائط، كي يكتشف في ما بعد أنه كان يقبض على محض أضغاث أحلام، ما جعله يفكر، وإن بعد ولات ساعة مندم، أن يستدرك ما فاته، يتتبع خطوات جدوده المحفورة على الجبال، وقد تسامقت منها أشجار الجوز، وهي تستقطب البلابل، وتمتد إلى الأعلى، على إيقاع سقسقة مياه الينابيع المتفجرة، وبوح جماليات السمو، وانتشار روائح الورود-وهي في عليائها- تتطاول صوب الكواكب، في دورتها، وإن كانت ستكتشف توزع أفواه تلك الينابيع، الرقراقة، بين مسيلين منبثقين:الماء، الزلال، والدم الوعلي، كما تقول حكايات المكان، وأساطيره المنهوبة للجهات المحيطة، في أكثرها، وإن سيبقى منها ماهو عصي على كل ذلك، شأن المكان الذي سيلثغ بلغة القصيدة.
من مثل هذه المناخات، اندلعت روح شيركوبيكس، وهو يفتح كلتا عينيه على مكتبة أبيه، وفضاء مكانه مصادر الهواء، والبوح، واللغة، والأشجار، والأحلام، حيث التناقضات الهائلة: البيت الذي ينطوي على خصوصية، مهددة بالمحو، الواقع الذي يقول غيرماهومهندس بإتقان لنسف الذاكرة، واستبدالها بواحدة أخرى، الروح الهادئة، وهي تنوس بين إنصاتها الداخلي وذبذبات الخارج وهي موزعة بين النقيضين، عينيهما،أضف إلى كل ذلك:شموخ الجبل، وضوح ذراريه، حديث قلوب الناس، أغاني العشق، اخضرار الأشجار، ركض الأنهار في دورتها الأزلية، عوامل طالما شدته إلى عوالمها، كي تنشأ قصيدته بين يدي هذه المفردات، تتفاعل معها، تنطبع بها، لتكون القصيدة" الشيركوبيكسية"، العلامة الفارقة، ليس في مسيرة قصيدته، كردية اللغة، التي يرددها أطفال المدارس في مسقط رأسه، وخريطته الصغيرة، في حدود منجز البرهة، فحسب، وإنما تترجم إلى خمس عشرة لغة من لغات العالم، وهو الذي اتخذ في بداية عهده الترجمة أقنوماً للتواصل مع قراء لغته، عندما اجتذبه الشيخ سانتياغو بطل همنغواي في "الشيخ والبحر" كي يترجمه، ما دام أن هناك مشتركاً إنسانياً، يلتقي في ميدان مواجهة الصعاب، سواء أكانت أمواج البحرالعاتية، أم مصاعب مدارج الجبال التي تجتذب الوحوش الكاسرة كي تهدد وعوله، لافرق، وهي الأكثر وضوحاً، في انعكاسها، في الخيال، أوالعين، الباصرة، ما يجعل قصيدته تحذو حذوها، من دون أي نسيان لشفافية الماء، في لحظة صفوه، والطعنة في لحظة مباغتتها، والألم في لحظة انبثاقه، والفرح في لحظة اندلاعه، والحلم في لحظة زهوه، وهو عالم لايمكن أن يحزمه الشاعر، دفعة واحدة، لولا استعانته بالمسرح، والقصة، والحديث الشاعري، شفاهاً، كما القصيدة الوامضة، أو الملحمية، حيث كل هذا ليس إلا بعض ألق روح شاعرنا بيكس- أميرالشعراء الكرد- الذي حزم أوراقه وحقائبه، في مساء الأحد الماضي الحزين، موزعاً تلويحاته في الجهات كافة، كما قصيدته، كي يرحل، بلاعودة..!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرالكردي الكبيرشيركو بيكس ... لايليق بك الغياب..!
- «مايشبه بياناً مفتوحاً عن حرب مزدوجة مفتوحة على الكردي..!» ا ...
- رواية -الأب باولو-
- ميكانيزما علاقة المثقف والسلطة وئام أم خصام؟
- يوسف عبدلكي يرسم لوحة السجن..!
- المثقف و-الأنتي ثورة-
- مختبرالزمن والاستقراء
- بين السياسي والثقافي حديث في عمق الثورة السورية ومشاركة الكر ...
- المثقف بين مواكبة الزمن ونوسان الرؤية
- بيان شخصي: لتكن تل أبيض الملتقى..!
- قصة وحكمة:
- أدنسة الثورة
- عامودا2013
- حكمة الكاتب
- الثنائية القيمية وإعادة رسم الخريطة الثقافية..!
- استعادة قابيل
- قيم الثورة ثورة القيم
- رواية مابعد العنف
- الممانعة ومستنقع القصير..!
- الباحث وخيانة الأدوات المعرفية-عبدالإله بلقزيز أنموذجاً


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الشاعر لايولد مرتين