أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أدنسة الثورة














المزيد.....

أدنسة الثورة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4159 - 2013 / 7 / 20 - 11:48
المحور: الادب والفن
    



لا بد من الاعتراف، بادئ ذي بدء، أن الشاعر السوري أدونيس، يعد أحد أقطاب الحداثة في الشعرية العربية، وقد أهلته رؤيته تلك أن يكون أحد منظري الشعر الحديث في العالم العربي، بل من كبار هؤلاء المبدعين والمنظرين على مستوى عالمي، ولعل أياً منا - كمشتغلين في مجال الإبداع - كان يعدّ مجرد النشر في منبر يشرف عليه الرجل، أو مجرد حصوله على اعتراف، أو رسالة منه، مدعاة فخار . وكل هذا كان يتأتى من المكانة الرمزية لقيمة إبداع الرجل، لاسيما أن رؤيته بنيت على موقف “افتراضي” من لدنه، وهو انحيازه لخطاب مواجهة “الجمود” عبر “الثورة”، ما جعله مقروءاً، محتفى به، لاسيما من قبل الأجيال الجديدة التي رأت في أفكاره استشرافاً للثورة، إذ طالما لجأ إلى كل مستلزمات خطاب الثورة، ومن عداد ذلك: إحياء ما هو صوفي، واستنباطه، إلى جانب استحضار الرمز السهروردي - إلى جانب ابن عربي، وغيرهما، على اعتبار هؤلاء قد دفعوا حيواتهم على نطع الموقف، من دون أي تردد،أو انكفاء، ما جعله يصنف مع من سبقوه، أو واكبوه، أو تلوه زمنياً في اتخاذ الموقف الحياتي من أي طوطم رؤيوي، و اعتبربهذا صاحب مشروع متكامل، شكل ملامح خطابه،عامة، بدءاً من عمارة قصيدته، ومروراً بلغتها، وإيقاعها، وليس انتهاء بتشكيل صورتها، وحتى مفهومها للمتلقي المشارك في هذه المعادلة، وهو نفسه ما بدا في نقده الذي تناول فيه الشعر العربي، تراثاً ومعاصرة، بل وفي لوحته التي يرسمها، وحديثه، وحواره، وقيامه وقعوده.

وإذا كانت هذه المقدمة، هي مجرد عناوين في خريطة رجل عدّ-بحق- متنبي العصر وأباتمامه،إلى وقت طويل، من خلال اشتغاله في الحقل الثقافي، فإن اسم أدونيس بات يصلح، ومنذ بداية الربيع العربي، الذي ينتمي محور خطابه إلى تلك الكتابات الاستشرافية التي مهدت للثورة، واتخذت موقفاً صارماً تجاه الاستبداد، إيماءاً أو صراحة، كأنموذج عن كتابات الردة على الذات، إذ بات الرجل في مأزق كبير، عندما بان البون الشسيع بين الممارسة والتطبيق لديه، لاسيما عندما بات يستلطف رمزالسلطة الأول، ويجعل من قوة حضوره الرمزي غطاء ليوارب كل هذا القتل والدمار والقبح والتجويع الذي يقوم به، فهو في نظره شرعي، وإن الضحية الذي لا ذنب له إلا وأنه ترجم فحوى خطابه على امتداد عقود، بات مخوناً في نظره،فهو المسوغ هنا- لفعل القتل- كما أنه يرهن شبح كلمته كي تكون إلى جانب الطائرات التي تقصف المدنيين العزل ببراميل ال"تي إن تي"- من نساء يرى –الآن-حضورهن في أية مظاهرة شرطاً كما في حديثه عن"لحظة القاهرة30 يونيوميدان التحرير-وقد حققن الشرط من قبل إلى جانب أطفالهن الذين تهدم بيوتهم فوق رؤوسهم، في بلده، الذي كان أجدى به الوقوف إلى جانب أهله، لاخيانة خطابه، وبالتالي"خيانة الذات"، من خلال التحول إلى"المثقف"المسوغ، "التبريري، الذي تحدث عنه غرامشي، كي يصفق لعودة الثورة إلى"المثال"، لا" المأمول"،وفق ما خططه"القاتل"، وهو خارج النبوءة/الملفقة التي انطلق منها أدونيس في بداية الثورة، عندما لم يكن من أثر لهذه النماذج التي يذمها، وكان أمامه خيار واحد وهو هجاء من رهن نفسه ليكون مداحاً لفعل جريمته، حيث بات يتنفس الصعداء وهو يعاين"المآل"المأسوف من جراء تفاعل معادلة"العنف والعنف المضاد المكره"، كي نكون-هنا- أمام سقوط أنموذج ثقافي رفيع، عال، بات يتخبَّط في خطابه، كي يكون بذلك مثال"المثقف" شريك" الطاغية" القاتل"المريض"، وكان الأجدر به أن يصمت في ما لو لم يكن في نيته الوفاء للقيم التي طالما نادى بها، ومنح العمر الذي وفر له سبل تحقق شهادة رؤيته، ما يجعلنا أمام شك في"أصول خطابه" ومنطلق" نواياه" و"رؤاه"...
إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عامودا2013
- حكمة الكاتب
- الثنائية القيمية وإعادة رسم الخريطة الثقافية..!
- استعادة قابيل
- قيم الثورة ثورة القيم
- رواية مابعد العنف
- الممانعة ومستنقع القصير..!
- الباحث وخيانة الأدوات المعرفية-عبدالإله بلقزيز أنموذجاً
- استقراء الالتباس
- ثلاثية المكان الكردي: 1-عفريننامة..
- على هامش اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الكتاب والأدباء العرب ...
- دمشق الياسمين
- ملحمة القصير..!
- دويُّ الكلمة
- رسالة إلى مجلس حقوق الإنسان والهيئات الحقوقية الدولية في الع ...
- معشوق الخزنوي صوت لاينطفىء
- دم الكاتب
- الكاتب وأسئلة المكان:
- أسماء متفق عليها: إليهم يزلزلون زنانزينهم........!
- هزيمة المثقف وأسئلته الجديدة


المزيد.....




- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أدنسة الثورة