أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الثنائية القيمية وإعادة رسم الخريطة الثقافية..!















المزيد.....

الثنائية القيمية وإعادة رسم الخريطة الثقافية..!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 03:05
المحور: الادب والفن
    


ثمة أوساط واسعة من المثقفين، حدثت انقلابات جذرية في وجهات نظرهم، من سلم الوقائع والأحداث المحيطة بهم، بعيداً عن تعاملهم التقليدي، الذي عرفوا به، أو أن رؤيتهم للحياة، قد تبلورت للتو، على إيقاع صدمة ثورات المنطقة، وفي مختبراتها، وأكاديميتها العظمى، بعدأن كانوا هامشيين، لامبالين، في الكثيرمن هذه الأمورالتي تدورمن حولهم- نتيجة بروز جدارعال بين السياسة الحقيقية والثقافة تم الاشتغال عليه في حضرة الاستبداد- حيث استطاعت هذه الثورات أن تعطي دفعاً هائلاً لهؤلاء على إيقاع هتافات شبابها، ومن ثم نتيجة ردِّ فعل على مواجهة آلة النظام لهم، حيث مناظرالضحايا، وآثارالدمار، والتهجير، والتجويع وغيرذلك من المفرادات المتناسخة مع أغرب وأقبح حالات الحرب التي تمَّ فرزها في خضم الثورة، وهي حرب النظام على شعبه، هذه الحرب التي لم تلاق أيّ أنموذج سابق عليها، ماجعلها تبين مدى درجة الغل والضغينة المتراكمة لدى أدواات النظام، في تسلسلهم الهرمي الأعلى، حيث كانوا، خلال عقودإمساكهم بزمام أموربلدهم بالناروالحديد. حيث كانت هناك حالة انتقام خفية، يتم التنفيس عنها، جزئياً، من خلال زجِّ المختلفين معهم في غياهب السجون، أو عدم الاكتفاء بذلك، والعمل على التخلص منهم بإحدى طريقتين، أولاها: فرض ظروف الهجرة القسرية، أو الطوعية عليهم، أومن خلال تصفيتهم، في ظل عدم وجود إمكان لفتح ملفات هؤلاء، ومطالبة من قاموا بتدبيرذلك في الخفاء، بعدأن يتم تدبيرتأليف وإخراج مسرحيين للعملية، إن افتضحت أمورهم-كما حدث مع العلامة الشيخ الدكتورالشهيد محمد معشوق الخزنوي- أو من خلال خلق فتنة بمقتل سواه، كما في حالة أنموذج تصفية الشهيد مشعل التمو، ومن خلال استغلال الاختلاف في وجهات نظرمن حوله، لوضع بعضهم ضمن دائرة الاتهام، كي تتوسع دائرة المؤامرة على الحاضنة الاجتماعية لصاحب وجهة النظرالمختلفة، الذي لامكان له في حضرة الاستبداد.

ومن مظاهرالخروج عن مألوف الرؤية لدى أيِّ فرد، في ظل صعود دوامة العنف في أنموذجها"السوري"، هوأن هناك من عرف على امتداد عقود بوجود بون يحول بينه والسلطة السياسية، بل إنه كان يقف في الاتجاه الآخر، خارج ركب آلة النظام، وإن منهم من دفع التضحيات كرمى لذلك، سجناً، وتعذيباً، وتشريداً، وتجويعاً- حيث التجويع الأداة الأكثرشيوعاً في ألفباء هذه الآلة- كما أن هناك من تراوحت سنوات سجنه بن أربع سنوات وعشرين سنة، بيد أنهما، تناسيا كل ذلك مع بداية الثورة، وإن كانا يعرفان في قرارتيهما أن هذه الآلة- إنما يدخل التزوير- ضمن استراتيجية سلوكها، حتى وإن كان من عداد ذلك: إدعاء الوطنية، وحماية أمَّات القضايا الكبرى، التي برهنت تجارب التاريخ أنه كان وراء الكثيرمن الهزائم، والمعاهدات السرية، المتفاهم عليها، وكمثال على ذلك أن بلداً يدعي المقاومة، لم تصدرمجرد طلقة واحدة على جبهته مع المحتل على امتداد أربعين سنة، كاملة، من تاريخ اللحظة، وهي مفارقة كبرى، تكشف عن سيكولوجية هذا النظام، وزيف مزاعمه، التي لاتصمد على مشرحة الحقيقة، في ظل استخدام المحاكمة العقلية.

ونجد بعكس هذا الأنموذج، من كان ينتمي إلى آلة النظام- وإن بدرجات- بيدأنه كان يصدق كل سياساته التي يمارسها، على الصعيدين الداخلي، والخارجي، في آن، أو أنه كان ينتمي إليه، من دون أي إيمان بذلك، نتيجة شدة شوكة استبداده، حيث مصائد النظام التي كان يحكم الإمساك بمن يسقط فيها، كثيرة، إمَّا عن طريق الترغيب، أوالترهيب، وفق معادلة، كان النظام جد متابع لها، عبرجيش عرمرم من العيون، بل والأجهزة التي تفرض كل ذلك. وما أن وجد الفرصة، سانحة، حتى سرعان ما انتقل إلى الاتجاه الصحيح، من خلال مراجعة ذاته، حارقاً كل مراكب العودة وراءه، كي يكون في الصورة التي تشبه روحه، وأعماقه.

مؤكَّد، أنه في هذه العجالة من مرحلة- الغربلة- لن يكون الفرز- نهائياً- على صعيد قطعة الصلة مع الماضي، في كلتا الحالتين، حيث نجد أن من يرتد إلى الوقوف مع آلة النظام، تحت سطوة: الخوف-المنفعة- التباس مفهوم الوطنية التي يروج النظام أنها وقف على تطويبه الخاص، أورهن مباركة ختمه وحده ، لن يطمئن- غالباً- على موقفه، لاسيما وأنه مدرك ان الدنو من محرقة النظام الاستبدادي، و"الضرب بسيفه"، يعني إعداماً لتاريخه النضالي، الثوري، كما أن من تربى في ظل الفساد والاستبداد- كثيمتين من الثلاثية التي تركت أثرها في نفوس كثيرة، رضعت من ضروعها، ما يجعلنا نجد شذوذاً لدى بعضهم، من خلال دخولهم إلى عالم" الثورة" التي" لم تدخل قلوبهم" كلياً، أوجزئياً، وإن كان السواد الأعظم ممن اختاروا طريق الثورة، يسعون لتبني قيمها، ورؤاها، لأنها سفينة النجاة، والخلاص من سجنهم الوطني الكبير، على اعتباران كل وطني- في ظل آلة القمع- هوغيرحرّ، وإن التوق إلى التحررمن سلطة النظام الدموي، ليعني في أول مدلولاته معانقة حالة الحرية الكبرى التي يمضي إلى معانقتها، وإن كان يعرف- في قرارته- مدى غلاء ثمن ذلك، حيث قد يكون ذلك حياته..!.

ومن هنان فإن بعض المثقفين، ممن أبدوا رؤاهم، قبل الثورة في بلدهم-كما في المثال السوري المشخص- يمكننا أن نجد أنه قد انقلب على رأيه، إما من خلال الممارسة الفعلية، ضد قناعاته، والتموقع في الاتجاه المختلف، أو من خلال صمته الذي يعد المطلوب من قبل آلة النظام، لأن تحييد هذا النوع من المثقفين يعد انتصاراً للنظام، ولا نعني هنا المثقف الذي اعتاد في الملمات ألا يعرب عن رأيه، حيث له تقويم آخرمختلف، أو من خلال التشكيك ببنية الثورة، والترويج- كما تفعل آلة النظام الإعلامية- لارتباط الثورة بالخارج، وأن مواجهة النظام تعني وأد جبهة المقاومة التي أمهلتها الجماهيرالشعبية عقوداً، من دون أن تخدم توصيفاتها المزعومة، وذلك كتابياً، أوإعلامياً. كما نجد الانقلاب المختلف، لدى ذلك المثقف الذي كتب قصائد مدوية في مديح النظام، والتشكيك بخصومه، بيد أنه الآن يكتب قصائد هجاء في هذا النظام نفسه، وربما بلغة أقرب إلى القلب، والناس، وبصوت عال، وكأنه ليكفِّرعن مرحلة مديدة من انزلاقه في مستنقع الخطأ، مادامت الثورة، تجب ماقبلها أيضاً...!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعادة قابيل
- قيم الثورة ثورة القيم
- رواية مابعد العنف
- الممانعة ومستنقع القصير..!
- الباحث وخيانة الأدوات المعرفية-عبدالإله بلقزيز أنموذجاً
- استقراء الالتباس
- ثلاثية المكان الكردي: 1-عفريننامة..
- على هامش اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الكتاب والأدباء العرب ...
- دمشق الياسمين
- ملحمة القصير..!
- دويُّ الكلمة
- رسالة إلى مجلس حقوق الإنسان والهيئات الحقوقية الدولية في الع ...
- معشوق الخزنوي صوت لاينطفىء
- دم الكاتب
- الكاتب وأسئلة المكان:
- أسماء متفق عليها: إليهم يزلزلون زنانزينهم........!
- هزيمة المثقف وأسئلته الجديدة
- ثلاثتهم والآخرون..!
- سايكولوجيا الحرب:
- موت الكتابة بين الواقع والوهم


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الثنائية القيمية وإعادة رسم الخريطة الثقافية..!