|
على هامش اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الكتاب والأدباء العرب: رفع القيود عن حرية الكتابة أمرٌ جد مهم
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 4117 - 2013 / 6 / 8 - 20:04
المحور:
الادب والفن
على هامش اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الكتاب والأدباء العرب: رفع القيود عن حرية الكتابة أمرٌ جد مهم إبراهيم اليوسف تمخض عن اجتماع المكتب الدائم لاتحاد الكتاب والأدباء العرب الذي انعقد في حاضرة الدولة الإماراتية أبو ظبي، مابين يومي 3-5 حزيران2013ش بيان ثقافي، وآخر للحريات العامة، إلى جانب البيان الختامي، التقليدي، الذي يصدر-عادة- عن اجتماعات ومؤتمرات الاتحاد، وهي- للوهلة الأولى- نقطة تحول جد مهمة في الخط البياني في مسار أية مؤسسة ثقافية، تبحث عن دورها، اللائق بها-إذا استطاعت أداء مهمتها المطلوبة عملياً- في الوقت الذي يراد لها فيه أن تكون مفرغة من محتواها، من قبل بعض خصوم الفكر وحرية الرأي-من داخلها ومن خارجها في آن- كي تبقى مجرد واجهة ديكورية، مشلولة، تنفذ ما يملى عليها، من قبل المتحكمين بها، رغم أننا ندري جميعاً أن الكتاب هم"ضمير أممهم"، ولابد من الاستفادة من آرائهم، ورؤاهم، لاسيما أنهم ينطلقون بذلك من إمكانات وطاقات عالية خاصة لديهم، منها قوة الحدس، وبعد النظر، وعمق التجربة، وسعة الأفق، والمعرفة، ومقدرة النفاذ إلى بواطن الأمور، بعيداً عن بريق قشورها التي قد تخلب الأنظار، كما يغترض ذلك..!؟. وبدهي، أن الكاتب الأصيل- وهو هنا الشاعر كما هو القاص والروائي والمفكر والفيلسوف والباحث-لا يمكن له أن يبدي وجهة نظره في أية ظاهرة من حوله، من دون أن يتفهم أبعادها، ويقوِّمها، في ضوء سيرورتها: ماضياً، وحاضراً، ومستقبلاً في آن، وهي خصيصته، حيث يدأب على الحرص على ما يقدمه لمن حوله، فالكتابة، في مستواها الإبداعي، والمعرفي، الحقيقيين، مسؤولية، وهي ليست تجديفاً، أو مغامرة متسطحة، ولا ترفاً، أو نزقاً، أو ردة فعل، تجاه المحيط والعالم، كما قد تبدو من قبل بعضهم. وهذا ما يضع خطاب الكاتب المبدع، في مرتبة عالية، من قبل المعنيين من حوله. وإذا كان الأمر-هكذا- بالنسبة إلى الكاتب الفرد، فإن أهمية الدور المعول على الهيئة التي تضم الكتاب، تزداد- لاسيما في ظل توافر الحرية المأمولة للكاتب- حيث أن الحوارات التي يفترض أن تتم بين أوساط الكتاب، تثري نواة أولبّ أي حدث أو قضية متناولين، ويجب أن تؤول إلى نتائج جدّ دقيقة، يمكن الاستعانة بها، ووضعها- بعين الاعتبار- من قبل أولي الأمر، أياً كان بُعد الشأن المتناول، ومن هنا، فإن الأنظار لتتطلع في أي بلد من بلدان العالم إلى قبسات الضوء التي يقدمها كتابه ومبدعوه، كي يتم الاهتداء بها، لاسيما في ما إذا التبست الأمور، أو أشكلت..! وفي تصوري، أن الحاجة إلى رؤية الكاتب باتت أكثر إلحاحاً، الآن، في هذه الظروف الأكثر خطورة، وحساسية، حيث هجمة الظلاميين، والتكفيريين، على نحو يدفع إلى الفزع، وقرع الأجراس، كأحد طرفي الكلابة، مع الاستبداد الدموي، كطرف مقابل-وإن كنت أدري أن الاستبداد حاضنة أي تطرف- ليشدَّ كلٌّ منهما مراكبنا باتجاه إغراقنا في أيمة الدماء والدمار، ناهيك عن أن ثقافة نشر الفتنة، والإقصاء، باتت تأخذ أطنابها، على حساب الخطاب العاقل الذي لابد وأن يتم دعمه، من قبل قوى الخير، أينما وجدت، لأن مهمات كثيرة باتت تتبدى أمام أصحاب هذا الخطاب، وفي مقدمته فضح مؤامرات الشر التي يخطط لها، على حساب محو هويَّات أبناء هذا المكان، أو ذاك، ونسف الذاكرة الحضارية، وإلغائها، في سياق بناء ذاكرة بلا ملامح، بلا خصوصية، يستلب خلالها الفرد، والمجتمع من أبرز إنجازاته على امتداد الشريط الزماني الذي احتضنته دورة المكان، بتفاصيله، وخطوطه التي تدل عليه. ومن هنا، فإن اقتياد الكاتب الفلسطيني إلى المحاكم العسكرية، من قبل حكومات الاستيطان، ليعد تحدياً للدور المعول على الحريات العامة، و هو مايتم وتائرأعلى، من قبل الآلة الدموية التي استباحت دماء عدد من الكتاب السوريين، وراحت تغيب آخرين ف مجاهل سجونها، وزنازينها، كامتداد لسياسة كم الأفواه المرتبطة بوجودها، لمجرد أنهم كانوا أصحاب رأي، في ما يجري من حولهم. ومن هنا، فإن نصرة الكاتب لأخيه الكاتب-أينما كان- لتعد انتصاراً للحق في وجه الباطل، انتصاراً للعدالة في وجه الظلم، انتصاراً للضحية في وجه القاتل، ومن أجل مستقبل يليق بنا جميعاً، ويرتقي إلى مستوى أحلامنا المشروعة، وإن كنا لنجد أن هناك كتبة، في كل زمان ومكان يبيعون أصواتهم لإبليس، كي يقفوا ضد مصلحة مواطنيهم، أو المظلومين، منحازين إلى الطغاة والجبابرة، وهوما فضحت الثورة السورية أوراقه، على نحوأوضح، وأوسع.....!؟.
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دمشق الياسمين
-
ملحمة القصير..!
-
دويُّ الكلمة
-
رسالة إلى مجلس حقوق الإنسان والهيئات الحقوقية الدولية في الع
...
-
معشوق الخزنوي صوت لاينطفىء
-
دم الكاتب
-
الكاتب وأسئلة المكان:
-
أسماء متفق عليها: إليهم يزلزلون زنانزينهم........!
-
هزيمة المثقف وأسئلته الجديدة
-
ثلاثتهم والآخرون..!
-
سايكولوجيا الحرب:
-
موت الكتابة بين الواقع والوهم
-
ساعة دمشق:1
-
ساعة دمشق:
-
أسئلة اللغة:
-
الكتابة في زمن الثورة.1.:*
-
الكتابة في زمن الثورة..:
-
الثقافي والسياسي: وأسئلة ردم الهوة..!
-
الوطن المعلق إلى جسرديرالزورالشامخ1
-
الوطن المعلق إلى جسرديرالزورالشامخ
المزيد.....
-
كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم
...
-
عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة
...
-
مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
-
محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
-
إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
-
شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي
...
-
هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
-
كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي
-
مهرجان الفيلم العربي في برلين: ماض استعماري يشغل بال صناع ال
...
-
شاركت في -باب الحارة- و-ليالي روكسي-.. وفاة الفنانة السورية
...
المزيد.....
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
المزيد.....
|