أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ساعة دمشق:1














المزيد.....

ساعة دمشق:1


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4089 - 2013 / 5 / 11 - 13:11
المحور: الادب والفن
    


ساعة دمشق:
نحن السوريين المبعثرين في أرض الله لانجتمع في أي لقاء افتراضي إلا حسب "ساعة دمشق":
ساعة دمشق التي ولدنا بموجبها، ونذهب لمدارسنا، وجامعاتنا، وأعمالنا، ومواعدنا مع أصدقائنا وأحبتنا بموجبها..
هي ساعة سوريا التي بها سنتذكر كل نقطة دم، أسالها الطاغية المجرم، من جسد كل طفل، أو عجوز، رجل، أو امرأة، طائر، أم أية دابة. كل روح شهيد زهقت. كل جرج في جسد ثائر. كل بيت هدم. كل شجرة أزيلت عن بكرة تفاحها وبرتقالها. كل قذيفة قصفت بيوتنا. كل طائرة حلقت لهدر دمنا ودمارنا. كل دبابة تحركت بموجبها، وكل ثانية، من دقيقة مرت على معتقلينا في سجونهم منذأول جريمة حكم هذا النظام، ومروراً باعتقالات زمن الثورة التي يعتقل بسببها مئات الآلاف الآن
حرائروأحراراً في آن.
ساعة دمشق التي بها نتابع نشرات الأخبار
ساعة دمشق التي بها نتابع ولادات المؤتمرات التي لاتجدي
ساعة دمشق التي تصل بها دفعات الإغاثة التي يسرقها بعض المغيثين..!
ساعة دمشق التي تحت ظلالها ولدت تلك الهيئات التي لاتجدي
ساعة دمشق التي يبرمج عليها الثائر دقات قلبه
ساعة دمشق التي توقف الزمن في مينائها في حضرة عاشقين أو مصلين
ساعة دمشق التي تنتظروفق جرسها الموعود- أم الشهيد أوبة ابنها مع بزوغ فجر حرية/آزادي الوطن
ساعة دمشق التي دفن فيها الشهداء دقات قلوبهم
وحفيف أرواحهم
كي يعيدوا ضخ الحرية في جسد الوطن
ساعة دمشق التي بموجبها نستيقظ في صباحاتنا
ساعة دمشق التي تهدهد أبناءها الصادقين في مهاجرهم كأواخرمن ينامون في كل مكان...
ساعة دمشق التي ينتظرها بردى ليستعيد ماءه وضحكه
ساعة دمشق التي ينتظرها "قاسيون" ليواصل عناق الشمس والتاريخ بعد أن توقف خلال سنوات ضوئية ثقيلة
ساعة دمشق التي لاتزين معاصمنا، وجدران بيوتنا، وهواتفنا النقالة، وسياراتنا، وخطواتنا فقط
بل ساعة دمشق هي التي تدورعقاربها في دمائنا جميعاً
ساعة دمشق التي نتذكرمن خلالها الخيانات التي تمت بحقنا
ساعة دمشق التي سنتذكرخلالها الأصدقاء الزائفين
والأقرباء الزائفين
كما سنتذكربها كل الصادقين معنا: أصدقاء، وأهلين
ساعة دمشق التي سنبني بها وطننا من جديد
مدارسنا، مستشفياتنا، معاملنا، بعد أن تهدمت
ساعة دمشق التي سنكس بخطواتها الواثقة رائحة القتلة واللصوص العابرين
ساعة دمشق التي بها سنهدم السجون حيث لالزوم لها
ساعة دمشق هي التي نبني بها عمارة الوطن... عالياً...
ساعة دمشق هي التي ستوزع الشمس والدفء والحرية
هي غير"ساعة الطاغية" روسية الصنع والتي يديرعقاربها متواطئون كثر
إيرانيون بلحى زائفة وآخرون نعرفهم: عقرباً..عقرباً....
ساعة دمشق التي بدأت بها الثورة السورية الكبرى والتي بها سيسقط النظام والتي بها ستبدأ ساعة الصفرالسوري:
العالم ينظرإلى الثورة على أن عمرها سنتان وشهروأحد عشريوماً
وهوقليل بعرف النظارة....
إحساس السوريين بالزمن مختلف هو الأبطأ في مواقيت الكرة الأرضية، ولهذا فإن عمرالسنة بنظرنا: قرون...!
كل يوم قرن
كل ساعة قرن
كل دقيقة قرن
كل ثانية قرن
كل قذيفة قرن
كل نقطة دم قرن..
كل إغماضة عين أمام مشهد دمارأوخراب قرن..
السوريون خارج زمنهم كبروا
تسلل البياض إلى شعورهم على غفلة من ساعة دمشق
وروزنامتها الأم
تسلل الأنين والحزن إلى قصائد شعرائها بعيداً عن سماء فرحها المكسور
ونالت الشيخوخة أرواح من هم خارج الوطن ولن يعودوا شباباً كما كانوا وكما سيكونون إلا عندعودتهم إلى الوطن
حين يعودون إلى فيء ساعة الوطن وتكتكاتها الحنون
بلا أصوات طائرات ومدافع ورصاص
بلاعويل أمهات ثكالى وأنات جرحى
ساعة دمشق التي توقظها الديكة وأجراس النواقيس وأصوات الأئمة
وضحكات الأطفال
وحفيف الياسمين
وابتسامة النهر
ساعة دمشق
هي الهواء
والماء
ونشيد الوطن


لئلا أكبر
خارج ساعة دمشق
حاولت أن أبرمج ساعة يدي على توقيتها
قبل أن أرميها بعيداً مع دفق الدم الهائل الذي لم تتحمل ترجمته موشوراتي
ساعة دمشق
تخبىء لنا كل شيء:
الألعاب لأطفالنا
الألق لأرواحنا
ساعة دمشق هي التي تحركنا من نحن الآن خارج دمشق
ساعة دمشق هي التي تجمعنا من نحن الآن خارج: دمشق، وعقد مدنها المجيد
حين ترخي علينا أجنحتها كطائر أسطوري
غداً، نعود إلى سوريا، ونحتكم لساعة دمشق: التلميذ لمدرسته، العامل لمعمله، الموظف لدائرته، الجندي إلى قطعته، وهويؤدي التحية لجميعنا، والعاشقان إلى موعدهما:
تلك هي الساعة السورية المنتظرة...!
كي يسير زمننا كما نشتهي
كي يشبهنا الزمن ونشبهه
هذه ساعة دمشق....!
ساعة دمشق التي بدأت بها الثورة السورية الكبرى، والتي بها سيسقط النظام والتي بها ستبدأ ساعة الصفرالسوري:
"ساعة دمشق آتية..لاريب.."

إبراهيم اليوسف
الشارقة

الساعة8 صباحا" حسب ساعة دمشق"
11-5-2013



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساعة دمشق:
- أسئلة اللغة:
- الكتابة في زمن الثورة.1.:*
- الكتابة في زمن الثورة..:
- الثقافي والسياسي: وأسئلة ردم الهوة..!
- الوطن المعلق إلى جسرديرالزورالشامخ1
- الوطن المعلق إلى جسرديرالزورالشامخ
- مانيفست المدينة مانيفست البطل..!
- هكذا بدأ بشارالأسد يومه هذا**
- هكذا التقيت مواطنتي السورية في الغربة وقائع حوارمع إمبراطورة ...
- هكذا التقيت مواطنتي السورية في الغربة وقائع حوار حميم مع إمب ...
- الماردالإلكتروني في انتظارقانونه الكوني
- وديعة الأجيال الكبرى
- موعد مع صديقي الكاتب..!؟.
- أبي، والقلم، والبارودة، وعيد الصحافة
- الأصدعاء وسوريا التي تصلب كل يوم
- الكتاب سفيراً فوق العادة:
- فصل لم ينته من- كراسة الحكمة-
- ذاكرة -غوغل-
- دستورالكاتب


المزيد.....




- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - ساعة دمشق:1