أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أسئلة اللغة:














المزيد.....

أسئلة اللغة:


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4089 - 2013 / 5 / 11 - 06:15
المحور: الادب والفن
    


مالاشك فيه، أن أية لغة من اللغات التي تزيد عن خمسة الآلاف من اللغات الحية، بالإضافة إلى اللغات المنقرضة والآيلة إلى الانقراض،عالمياً، إنما تسجل ديمومتها، وحضورها، خلال دورة حياتية معقدة، خضعت خلالها لمعادلة علمية دقيقة، ولادة، ونمواً، وتألقاً، وانتشاراً، وسطوة، و حتى أفولاً، نتيجة جملة العوامل التي من شأنها محو أية لغة في العالم، إلى تلك الدرجة التي يمكن الحديث عن عدد لامتناه من اللغات التي ولدت، واندثرت، حيث كانت هناك مسوغات، وأسباب عمليتي الولادة والموت، كما الكائن الإنساني تماماً.
وإذا كان علماء اللغة يستطيعون التمييز بين أنماط اللغات، وفق معايير دقيقة، تتعلق بالاشتقاق، و الاستيلاد، والتطور، مقابل تلك اللغات التي تعتمد على التركيب، وغير ذلك، حيث لكل من هذه التصانيف اللغوية دلالاتها، وعلاماتها، وظروفها، ودرجة ارتباطها بالعمق الروحي، الحضاري، للناطقين بها، فإن الاشتغال في عالم اللغة لم يكن- ومنذ قرون بعيدة- مجرد مغامرة في وضع أسس معاجمها، وقواميسها، و تبيان جمالياتها، وبعض ملامحها، وخصائصها، بل باتت علماً حقيقياً، له أعلامه، وعلماؤه، وباحثوه، ودارسوه، وثمة لغات كثيرة تم الاهتمام بها في هذا المجال، ولنا في أسماء قامات عالية، اشتغلت في مجال اللغة العربية أمثلة واضحة على ذلك، ومن هؤلاء: الجرجاني، والأصمعي، وعمروبن العلاء، والنضربن شميل، وحتى الفراهيدي، والكسائي، وسيبوية، هؤلاء الذين حفروا في مجال اللغة، عميقاً، في إطار استكشاف قوانينها، وعلاقاتها وضبطها، وتقعيدها لأسباب عديدة.

ومن ينظر الآن، إلى الأسباب التي دعت علماء القرن الرابع الهجري- على نحو خاص- للتوجه إلى عالم اللغة، والاشتغال في ميدانها، بدأب، وجدٍّ، وهمة عالية، كي يتركوا لطلاب العلم تراثاً، يستندون إليه، ويطورونه جيلاً بعد جيل، هو أن هؤلاء استشعروا وجود خطر داهم- منذ القرن الهجري الأول- على لغة القرآن، لاسيما في ظل تعرض تلاوته للحن، بعد أن أصبحت هذه اللغة، لغة الدين الجديد، وبدأت ملل وأقوام كثيرة، على امتداد لغات خريطة المكان تدخله أفواجاً أفواجاً، ما جعلهم- آنذاك- يقرعون أجراس الخطر- كما فعل ذلك من قبل ذلك الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه الناس على مصحف واحد، وزعه في جميع أقاليم الخلافة، مخافة أن يدخل القرآن اللحن، بعد أن كثرذلك في كلام الناس.

وإذا كنا-هنا- في إطار الحديث عن اللغة العربية، التي انتهى مساء أمس مؤتمرها العالمي الثاني في دبي، فإنه يمكن التأكيد أن هذه اللغة التي بقيت محافظة على نفسها، بفضل القرآن والإسلام، ويصلح الحديث عن خطها البياني بعد الإسلام الذي اعتمد لغة قريش، من خلال الإشارة إلى جملة تحديات، مستمرة، متواصلة، لم تنته عند حدود انتشارها بين أقوام كثيرة، إلى درجة أنها أصبحت، أو كادت تصبح لغات كثيرين منهم، بل أن للحظة المسماة بصدمة الغرب والشرق، وما تولد عن ذلك من أنواع الهيمنة على خريطة المكان، تحت مسميات عديدة، ومنها الاستعمار، كانت مدعاة للإعلان عن استشعار شبح الخطر عليها، من قبل الغيارى من أبنائها، ولعل أحد الأخطار الأشد، والأعظم، عبر التاريخ، هو خطر أصداء تلك الصدمة، نتيجة ثورة الاتصالات والمعلوماتية، حيث باتت لغات كثيرة من العالم- ومنها العربية- في مرمى الأخطار الكبرى، المهددة بالمحو، ومن هنا، فإن أي مؤتمر لغوي- ليأخذ مسوغاته من قبل الكتاب والباحثين والعلماء الذين تداعوا، في ظل هيمنة مفردات العولمة، للتحرك بغرض الحفاظ على الخصوصية، في اللحظة التي لابد فيها من مواكبة الحياة، والتطور، وهي معادلة دقيقة، تكمن وراء إطلاق صرخة: اللغة العربية في خطر، وهي صدى للسان حال أبناء لغات كثيرة في العالم: لغاتنا في خطر............!

[email protected]
إبراهيم اليوسف



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة في زمن الثورة.1.:*
- الكتابة في زمن الثورة..:
- الثقافي والسياسي: وأسئلة ردم الهوة..!
- الوطن المعلق إلى جسرديرالزورالشامخ1
- الوطن المعلق إلى جسرديرالزورالشامخ
- مانيفست المدينة مانيفست البطل..!
- هكذا بدأ بشارالأسد يومه هذا**
- هكذا التقيت مواطنتي السورية في الغربة وقائع حوارمع إمبراطورة ...
- هكذا التقيت مواطنتي السورية في الغربة وقائع حوار حميم مع إمب ...
- الماردالإلكتروني في انتظارقانونه الكوني
- وديعة الأجيال الكبرى
- موعد مع صديقي الكاتب..!؟.
- أبي، والقلم، والبارودة، وعيد الصحافة
- الأصدعاء وسوريا التي تصلب كل يوم
- الكتاب سفيراً فوق العادة:
- فصل لم ينته من- كراسة الحكمة-
- ذاكرة -غوغل-
- دستورالكاتب
- المثقف الكردي الريادي ورهانه الأكبر..!
- الكاتبُ والهمُّ اليوميُّ..


المزيد.....




- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أسئلة اللغة: