أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الثقافي والسياسي: وأسئلة ردم الهوة..!














المزيد.....

الثقافي والسياسي: وأسئلة ردم الهوة..!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4082 - 2013 / 5 / 4 - 09:28
المحور: الادب والفن
    



لاتزال العلاقة بين السياسي، والثقافي، غيرمتكافئة، بل متناقضة، في أحايين كثيرة، حيث هناك خلل واضح في هذا المجال، يكمن وراء ظهور أي شرخ بين الممارستين السياسية والثقافية، في حيواتنا العامة، وإن كانت أية أرومة حقيقية للسياسة- التي هي علم و فن وأخلاق وقيم- لتنتمي في ركائزها الرئيسة إلى الثقافة ذاتها، ما يعيد إلى الأذهان، ومن جديد، حقيقة ذلك التكامل المتوخى، بين عالمي الفكر والثقافة والسياسة، حيث أن الحدود الأولى التي طالما تبدو في هذا المجال لهي- في بعدها الإنساني والأخلاقي- محض افتراضية، ليس لأن السياسة هي جزء من الثقافة، أية كانت خصوصيتها، بل لأن مفهوم الثقافة يظلُّ الحاضنة الأكبر التي تضم جوانب المعارف والعلوم والفنون كافة، ومن بينها عالم السياسة، عندما تمتلك شروطها، وقواعدها، وأسسها الصحيحة.
وإذا كان أيُّ فعل سياسيّ، هو ثقافيٌّ، فإن أيَّ فعلٍ ثقافيٍّ، هو سياسيٌّ بالضرورة، وإن كانت أدوات كلا العالمين مختلفة، بيد أن تبادل التاثير بين ما هو مؤطر سياسياً أوثقافياً، يبقى مستمراً، حيث أن أية سياسة صائبة- وفق المعيار البسيط والبدائي- هي نتاج حالة ثقافية صحية، معافاة، كما أن أية ثقافة تحقق شروطها المطلوبة، هي الفضاء المناسب للسياسة الصائبة، مادمنا هنا أمام ثنائية افتراضية، يمكن الاحتكام إليها على الأصعدة المختلفة، بدءاً بعالم الفرد، ومروراً بالمجتمع الذي يحتضنه، والبلد الذي ينتمي إليه، وانتهاء بوشيجة التواصل بين الأمم والشعوب، حيث هناك الدعامات والنواهض التي تجعل العلاقة ضمن هذه الجزئيات والعموميات متكافئة، كي ينعكس ذلك على كل فرد، ضمن العمارة العالمية، ليتاح له ذلك الظرف الذي يستطيع من خلاله ممارسة نشاطه الشخصي، أو الإنساني، أو الوطني، كي يعمَّ ذلك بالفائدة عليه، وعلى الآخرين على حدٍّ سواء..!
إن الشعور بالطمأنينة، من قبل ساكن العمارة العالمية، يعدُّ عاملاً جدَّّ مهم، في تمكنه من تحقيق الإبداع الروحي، وكي يستطيع مواصلة عطائه وإنتاجه، ضمن أسرته الصغيرة، الخلية الاجتماعية الأولى، في إطار تفعيل دور كل فرد في بيته الكبير، وهي مسألة لا يمكن أن تتحقق في ظل هيمنة الخوف، وغياب الحرية، الأمر الذي يمكن تعميمه على مستويات الأطر الأكبر: بلداناً، وأوطاناً، ودولاً، وقارات، بل وكوناً واحداً، لابد من أن تنضج ثقافة الشراكة بين أبنائه حتى تزول أسباب الخلل، وفي مقدمها: الحروب، والإرهاب، والعنف، والمظالم، والانتهاكات الفظيعة التي تتم بحق الضوابط الناظمة للعلاقات المفترضة بين البشر.
لا يزال الحديث عن واجبات الأسرة الدولية تجاه الآخرين، في حدود المصالح، والأمزجة، والأيدلوجيات، وليس أدل على هذا ازدواجية المعايير تجاه ما يجري في الربيع العربي، حيث بات أحد أبناء هذه الأسرة-وهو السوري- في مرمى المحارق، والمجازر، ويجهز على حضارته، وتراثه، وحاضره، ومستقبله- نهاراً جهاراً- في إطار محو وجوده، حيث طوفان دمه الذي يجري من أقصى بلاده حتى أقصاها، مخترقاً صفو شاشات التلفزيونات، والكمبيوترات، والهواتف المحمولة التي تشد إليها نواظر العالم المتفرج، وهو يتلقى ذلك، إما ببرود أعصاب، أو عبر ممارسة شد الأزر الصوتي، بينما آلة القتل والدمار ماضية في استمراء بشاعتها ووحشيتها، بصلف وتحدٍّ واضحين.
بدهيٌّ، أن بؤر الصراع التي نقرأ عنها، ونكتوي بها، في هذا العالم، لا تتم خبط عشواء، بل نتيجة طبيعية لاستفحال حالة الانفصام بين الثقافة والسياسة، حيث تغدو السياسة- بهذا المعنى-خارج حاضنتها الثقافية، ثقافة الإنسان، الكوني، التي تنضح بحكمته، وروحه، وتجربته، وهو نتاج اندياح دائرة قواعد التنافس، خارج شرطها الأخلاقي، وفي هذا جرس إنذار لنا جميعاً، فلنتحرك.....!؟.

[email protected]

*الثقافي، والسياسي،أي: الثقافة والسياسة،لا ممارساهما



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن المعلق إلى جسرديرالزورالشامخ1
- الوطن المعلق إلى جسرديرالزورالشامخ
- مانيفست المدينة مانيفست البطل..!
- هكذا بدأ بشارالأسد يومه هذا**
- هكذا التقيت مواطنتي السورية في الغربة وقائع حوارمع إمبراطورة ...
- هكذا التقيت مواطنتي السورية في الغربة وقائع حوار حميم مع إمب ...
- الماردالإلكتروني في انتظارقانونه الكوني
- وديعة الأجيال الكبرى
- موعد مع صديقي الكاتب..!؟.
- أبي، والقلم، والبارودة، وعيد الصحافة
- الأصدعاء وسوريا التي تصلب كل يوم
- الكتاب سفيراً فوق العادة:
- فصل لم ينته من- كراسة الحكمة-
- ذاكرة -غوغل-
- دستورالكاتب
- المثقف الكردي الريادي ورهانه الأكبر..!
- الكاتبُ والهمُّ اليوميُّ..
- أولويات الكتابة
- خطاب القيم العليا
- قصيدة بلون الحياة


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الثقافي والسياسي: وأسئلة ردم الهوة..!