أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أولويات الكتابة














المزيد.....

أولويات الكتابة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 01:46
المحور: الادب والفن
    


أولويات الكتابة


إبراهيم اليوسف
ما لا شك فيه، أن الكاتب المعاصر قد بات أمام جملة من القضايا المهمة التي لابد له من القيام بتجسيدها الفني في كتاباته، وذلك بَعد أن استطاعت ثورة الاتصالات والتكنولوجيا أن تكسر بُعد المسافة بين الكائن العالمي، وأية نقطة مهما بعدت عنه، ضمن إطار البيت الأرضي الصغير، حيث إن هذا الانتماء الجديد، بفضل مثل هذه المنجزات الجديدة صار يرتب على كاهل الكاتب عبئاً جديداً، يضاف إلى جملة الأعباء والمهمات المسندة إليه، انطلاقاً من مكانته المهمةّ .

وإذا كانت الأنظار تتطلع إلى الكاتب -بحق- أمام أي منعطف تاريخي مفصلي، بالنسبة للقضايا الكبرى التي تدور في عمارة العالم الواحدة، في ما يخص الحرب والسلم، بل والشؤون الكونية الكبرى، فإن المهمات اليومية الصغيرة -توصيفاً- لتظل من عداد دائرة اهتماماته، ولا يمكنه القفز فوقها بأي حال .

ومن القضايا الكبرى التي تواجه الكاتب عموماً، كل مايتعلق بمصائر جيرانه من سكان العمارة الواحدة، لاسيما في ما يخص أمنه وحياته ومستقبله، كما أن خبزه وأبناءه وصحتهم وتعليمهم، ليعد-في المقابل- من ضمن دائرة الاهتمام نفسها، ولا يمكن لها تجاوزها، أو التصامّ عنها، لأن الكاتب -وفي أي زمان ومكان- ليعد في طليعة من هم معنيون بشؤون الكائن البشري، وإن مسؤوليته تغدو، ضمن هذا الفهم “بلا ضفاف”، وإن أي تغاض في النظر عن أية مفردة في سلسلة هذه المسؤوليات لتجعله مقصراً في أداء الوظيفة الموكلة إليه .

وبدهي، أن للكاتب حياته الشخصية، إذ إن له أفراحه وأتراحه، همومه وأوجاعه، وأحلامه وانكساراته، نجاحاته وإخفاقاته، ولابد من أن تجد كلها طريقها في خطابه الإبداعي، وذلك ضمن معادلة دقيقة .

إن فلاح الكاتب في تناول مثل تلك المسؤوليات، يتجلى في كيفية ترجمة هاتيك المسؤوليات، حسب درجة كل منها، من دون أن تهيمن إحداها على الأخرى، وهنا، فإن الكاتب الذي يستغرق في شؤونه الذاتية وإيلائها الأهمية الكبرى، على حساب سواها من الشؤون الأخرى، ذات الطابع العام، فإن هذا الخلل ليبدو في نتاجه الإبداعي، وإن ذلك الكاتب الذي يبتعد عن مثل هذه الشؤون الخاصة، مفرداً المجال لحضور ما يحمل صفة العمومية، فهو سيعاني خللاً مماثلاً .

ولابد من الإشارة، إلى أن معايير تحقيق التوازن بين أطراف مثل هذه المعادلة، ليست جامدة، ثابتة، حيث إن هناك عوامل كثيرة تتدخل فيها، حيث هناك حالات كثيرة، لابد من انحسار الذاتي للصالح العام، أو العكس، تبعاً لطبيعة المكان والزمان، حيث من شأنهما فرض ما هو متجدد، ويتجسد إبداع الكاتب في طريقة اكتشاف ما هو من الأولويات، ومعالجته الفنية في مختبره الإبداعي الشخصي، مقدماً ما يشبه روحه، ويترجم رؤيته، بعيداً عن تأثيرات الآخرين .

[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب القيم العليا
- قصيدة بلون الحياة
- التجربة والإبداع الأدبي
- النص المفتوح
- جمالية الفكرة
- بيبلوغرافيا الكاتب
- أسئلة أبي العلاء المعري الكبرى
- على عتبة العام الثالث للثورة السورية:ثلاثية المثقف/ الثورة/ ...
- ثورة الصورة الضوئية
- ثقافة الاعتذار
- بين لغتي السرد والشعر
- أسئلة اللحظة2
- رأس أبي العلاء المعري
- العصرالذهبي للشعر
- سري كانيي: من بوابة الثورة إلى بوابة الفتنة- ومفرقعات منع رف ...
- أنا والآخر
- خصوصية الرؤية
- سري كانيي/رأس العين غموض الجليِّ وجلوُّ الغموض
- غموض النص الشعري
- نداء عاجل إلى الأخوة في حزب العمال الكردستانيpkk:


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - أولويات الكتابة