أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - رأس أبي العلاء المعري














المزيد.....

رأس أبي العلاء المعري


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4002 - 2013 / 2 / 13 - 01:43
المحور: الادب والفن
    



يصنف أبو العلاء المعري"973-1057" من عداد هؤلاء المبدعين الكبار، الذين كان لهم حضورهم الفلسفي الفكري الذي يبزُّ إبداعهم الأدبي، فقد ظهرت عليه علامات النبوغ وهو ابن أحد عشرعاماً، من دون أن يعيقه عماه الذي فجع به- وهو في الرابعة من عمره- عن تحصيله العلمي في مجالات الفقه والنحو والصرف، بل والأدب وغير ذلك من أبواب العلوم التي كانت منتشرة في الكتاتيب الدينية التي كانت بمثابة مدارس وأكاديميات تلك المرحلة، بل إن قوة إرادته جعلته يغادر مسقط رأسه-معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب السورية-إلى حلب وأنطاكية، ليتبحر في المجالات المعرفية التي أحبها على أيدي فقهاء وعلماء آخرين، غيرأبناء أسرته من آل بني سليمان الذين كانوا يعنون بمثل كل تلك المجالات، كما أنه بعد أن ذاع صيته، وصارلإبداعه وفكره متابعوهما على نطاق واسع، لم يتردد من السفر إلى بغداد لإفادة طلبة العلم هناك-نساء ورجالاً- في مجالات الأدب والشعر، وليستزيد علماً من مكتبات هذه المدينة التي كانت عاصمة الثقافة والإبداع والفكر.

وإذا كان أبو العلاء المعري قد أبدع الكثير من القصائد التي باتت تستظهر من قبل مجايليه، وحتى الآن، وراحت تترجم إلى اللغات الحية، منذ ديوانه الأول" سقط الزند" ومروراً بلزومياته، ولتكون"رسالة الغفران" إحدى أهم الكتب الكثيرة التي أبدعها، ولا تزال محتفظة بقيمتها الأدبية الفكرية، وتجاوزت دائرة تأثيرها حدود لغتها، إلى تلك الدرجة التي يتم فيها الحديث عن أن دانتي" 1265-1321" قد تأثر في كوميدياه الإلهية بهذا الكتاب، لاسيما وأن هناك الكثير من التناصات بين هذين السفرين الإبداعين.

وقد اعتكف أبو العلاء المعري بعد عودته من بغداد إلى مسقط رأسه في المعرة، في صومعته الصغيرة، زاهداً، ليشتغل على عدد من المؤلفات والتصانيف الأكثر أهمية في مجالها، ومنها: الأيك والغصون في الأدب وهو يقع في أكثر من مئة جزء، وتاج الحرة في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، ويقع في أربع مئة كراس، ورسالة الملائكة ورسالة الهناء ورسالة الفصول والغايات ومعجزة أحمد"أي أبوالطيب المتنبي" وشرح اللزوميات وشرح ديوان الحماسة وضوء السقط أوالدرعيات ورسالة الصاهل و الشاحج.

وعرف أبوالعلاء المعرِّي أنه كان صارماً في رؤيته الفكرية، حتى مع نفسه، بل إنه من هؤلاء الذين لايتركون أية فجوة بين النظرية والتطبيق، ومن أوجه ذلك أنه كان من المناصرين لما يسمى اليوم ب"حقوق الحيوان"، وهذا ما دعاه لأن يتحول إلى من يسمون ب"النباتيين"، فلم يتناول على امتداد خمسة وأربعين عاماً اللحوم، ولذلك فإن قصيدة أبي العلاء نفسها كانت لوحة من الجمال والرؤيا والإبداع، من دون أن تتخلى عن فلسفته الحياتية، ولعل قصيدته التي يقول فيها" خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد" والتي قالها لمن حوله بعد فجيعتهم بأحد أقربائه، تقدم رؤية كاملة، لثنائية الحياة واليوم من منظورفيلسوف ومفكر،عبرشعرية تحقق معادلتها الإبداعية على أكمل وجه.

وقد تمتع المعرِّي بالحظوة والاحترام في مجتمعه، قبل حوالي ألف سنة، بالرغم من أن الكثير من آرائه كانت عبارة عن اجتهادات خاصة به، حيث عومل على أساس أنه ذو رؤية، وكان من الممكن التوقف عند بعض الجزئيات التي طرحها لإلحاق الأذى به، إلا أن ذلك لم يحدث، وحظي بتقدير وحب الناس من حوله، انطلاقاً من حضوره الإبداعي والمعرفي، بيد أن اعتداء بعض الظلاميين عليه، قبل أيام وهو في مرقده، وبعد كل هذه العقود على رحيله، وذلك من خلال قطع رأس التمثال الذي شيد تكريماً له، إنما هو تحد للفكر، والتاريخ، والإبداع، وإساءة لمفهوم ثورات الربيع العربي، وانقلاب عليها، وتشويه لجوهرها، مايدعو لقرع الأجراس والذعر والخوف من رسالة الإنذار الكبرى من قبل هؤلاء الجهلة، الأبعد عن حركة التاريخ، و نبض الثورة والفكر، والوطن، والإنسان...!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصرالذهبي للشعر
- سري كانيي: من بوابة الثورة إلى بوابة الفتنة- ومفرقعات منع رف ...
- أنا والآخر
- خصوصية الرؤية
- سري كانيي/رأس العين غموض الجليِّ وجلوُّ الغموض
- غموض النص الشعري
- نداء عاجل إلى الأخوة في حزب العمال الكردستانيpkk:
- كتابة في دفاتر-سري كانيي/رأس العين-2-3
- كتابة في دفاتر-سري كانيي/رأس العين
- سري كانيي امتحان الوطنية الأكبر..!
- الأُسرة الأكبر
- لعبة التماثيل:
- سوريا الآن: صورة فوتوكوبي بالأسود والأبيض
- بشارالأسد: كذاب سوريا الأول
- الكاتب بين الرؤية والممارسة
- أربع بوستات
- آليات تلقي النص الشعري
- رئات سورياالكردية من يحاصرها؟
- بشار الأسد يقود مرحلة مابعد سقوطه..!
- المؤتمرالوطني لمحافظة الحسكة:خطوة مهمة تحتاج إلى الدعم والمس ...


المزيد.....




- وزيرا الثقافة والعمل يتفقدان البلدة القديمة من الخليل
- رحيل المخرج والكاتب المسرحي التونسي الفاضل الجزيري عن عمر نا ...
- ساهم في فوز فيلم بالأوسكار.. فيديو فلسطيني وثق مقتله على يد ...
- ساهم في فوز فيلم بالأوسكار.. فيديو فلسطيني وثق مقتله على يد ...
- -هجوم على ذاكرة شعب-.. حظر الكتب في كشمير يثير مخاوف جديدة م ...
- انطلاقة قوية لفيلم الرعب -ويبنز- في أميركا بإيرادات بلغت 42. ...
- الجبّالية الشحرية: لغة نادرة تصارع النسيان في جبال ظفار العُ ...
- فنانون وكتاب ومؤرخون أرجنتينيون يعلنون موقفهم الرافض لحرب ال ...
- سليمان منصور.. بين الريشة والطين: إبداع مقاوم يروي مآساة وأم ...
- أمير تاج السر: أؤرخ للبشر لا للسلاطين والرواية تبحث عن الحقي ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - رأس أبي العلاء المعري