أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - آليات تلقي النص الشعري














المزيد.....

آليات تلقي النص الشعري


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 01:39
المحور: الادب والفن
    




يقدم النص الشعري نفسه، في ما إذا توافرت فيه شروط الشعرية، في إطاركتابي مختلف عن النص السردي، وذلك لأن جملة الآليات التي يكتب بها، تكون على نحومختلف، بما يجعل المتلقي أمام شكلين خطابيين، لكل منهما جمالياته الخاصة التي تظهرتبعاً لدرجة نجاح الناص في تحقيق شروط النص الإبداعي، ضمن هذا الحقل الكتابي أو ذاك.

وبدهي، أن الكتابة السردية، تذهب إلى ترجمة الفكرة المراد تصويرها، بمايناسبها من مفردات، من دون إطالة أوبتسرة أوإسفاف، لنكون أمام تطابق المعنى والمبنى في آن واحد، حيث لايحتاج المتلقي-غالباً-إلا إلى المزيد من التأويلات، كي يصله الخطاب الأدبي، وإن كان هذا الخطاب بدوره يعد أرقى من اللغة اليومية، أولغة الصحافة، والمراسلة، وسواها، أي أننا-عادة-أمام أكثرمن لغة، تتدرج بين ماهوشفاهي، وماهومدون، حيث هناك الثابت في عالمها، مقابل ماهومتحول، كما أن الاختلافات في هذا المجال لاتعدوأن تكون طفيفة، لاسيما ضمن الحقل المدون، مجال الحديث هنا.

ولعلَّ لغة السرد، استطاعت لعوامل كثيرة، في مطلعها مدى مقاربتها لمعجم المتلقي القرائي، واستقرارها النسبي، ضمن دائرة التجديد والتطور، أن تحافظ على علاقتها مع المتلقي، كي تؤدي وظيفتها، على أكمل وجه، بعيداً عن المزيد من التأويل، إلا في ما إذا خرجت عن دائرتها، نحو حقول الفكرة، أو الفلسفة، حيث نكون هنا-أيضاً-أمام عوالم أخرى، تحتاج إلى قراءات من ضمن كل حقل منها على حدة.

وإذا كانت لغة السرد، ضمن هذا التأطير، مفتوحة على أشكال كتابية كثيرة، لاتحيج المتلقي إلى اللجوء إلى مزيد من التأويل عادة، إلا في ما إذا خرجت هذه اللغة عن شروطها، نازحة إلى الشعرية، كي تفقد بعض جمالياتها، مقابل اكتساب جماليات أخرى، عبرمغامرة جمالية، طالما لجأ إليها الكتاب، في الوقت الذي بات الشاعرالحداثي، يلجأ عبرالنزوح المعاكس، إلى مزاوجة السرد والشعر، في نصه المفتوح، بل إن تاريخ تسرب السردإلى الشعر، في حدوده العفوية، يذهب أبعد من هذا التأطير، حيث أن القصيدة، كثيراً ما تتعرض إلى ترهلات نثرية، اعتبرت-حسب معاييرالنقاد- من بين عيوب الشعر.

وبالرغم من اختلاف أدوات كتابة السرد والشعر، بل وبالرغم من وجود البون الشاسع بين بناء الجملة في كل منهما، إلا أن هناك من لايزال يقرأ النص الشعري بطريقة السرد، محاولاَ استكشاف دلالاته، وجمالياته، من خلال وسائله القرائية المعتادة، وهو خطأ كبير، يتم نتيجة هيمنة القراءة السردية على مثل هذا المتلقي من جهة، ناهيك عن حاجة النص الشعري إلى قارىء خبير بعوالمه، لاسيما وأن النص الشعري أكثر تجدداً في العلاقة بين المفردة والأخرى في سياق الجملة، بل أن هناك أنواع كثيرة من الانزياحات تلجأ إليها المفردة الشعرية، منها ما هو مألوف، ومنها ما يولد على يدي الشاعر نفسه، إلى الدرجة التي قد تتغير دلالات هذه المفردة لدى هذا الشاعر بين قصيدة وأخرى.

وتأسيساً على ما سبق، فإن للنص الشعري آليات قراءته الخاصة، وهي تحتاج إلى المتلقي المتابع، الذي يتفاعل مع النص الشعري، ويطور ذائقته الشعرية، باستمرار، بعيداً عن القراءة الوظيفية الخاملة، التي تفوت الكثير من جماليات النص ورموزه ودلالته عليه، بل إن مثل هذا التواصل الجزئي مع النص، يشل عملية القراءة، ويعطلها، وهو أحد أسرار الشعر الكبرى التي جاء النص الحداثي كي يبدأ بها أبعد من هذه الحدود نفسها أيضاً..!.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئات سورياالكردية من يحاصرها؟
- بشار الأسد يقود مرحلة مابعد سقوطه..!
- المؤتمرالوطني لمحافظة الحسكة:خطوة مهمة تحتاج إلى الدعم والمس ...
- خصومات ثقافية
- ستيركوميقري نجم لايخبو..
- ممدوح عدوان في ذكرى رحيله الثامنة...!
- ذاكرة الطفولة
- زهير البوش ولقاء لم يتم1
- شخوص غيرعابرين
- عالم الكاتب
- ثلاثة بوستات-2
- التراث الشعبي: ديمومة الحماية والتدوين
- التراث الشعبي:روح الحضارة وخزان الثقافة
- ثلاثة-بوستات- إلى-سوريا-
- طلحت حمدي في غيابته الأخيرة
- أسئلة التنمية الثقافية في ظلِّ ثورة الاتصالات والتكنولوجيا
- آرشف أوسكان يعيدالنص إلى لغته
- موت الكاتب
- أسئلة إلى الكتاب السوريين- حول الموقف من إبادة الجماعات المس ...
- مع عدم الموافقة-بالبريد العالمي السريع: إلى الصديق حسين جلبي


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - آليات تلقي النص الشعري