أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - شخوص غيرعابرين














المزيد.....

شخوص غيرعابرين


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 02:40
المحور: الادب والفن
    



ما من أحد منا، إلا ويصادف في حياته اليومية، بعض الشخصيات الكارزمية، من ذوي الحضور اللافت، والتأثير الكبيرفي نفوس من حولهم، بهذا الشكل أو ذاك، وإن كنا لا نستطيع حصر حدود هذه الكاريزما في إطار محدَّد، حيث هناك من يبدو سحر شخصيته في حديثه الجذَّاب المشوّق، وهناك من يبدو هذا السحر في وفائه لمحيطه الاجتماعي، أو في روحه الإنسانية الفائقة، أو في شجاعته، أو في كرمه، وهناك من تظهر هذه الصفة الفريدة في علاقته بعمله، أو من خلال حمله للقيم العالية، وتفانيه من أجل رؤيته، وأفكاره، ورسالته الحياتية، في خدمة سواه.

وبدهيٌّ، أن الكاريزما ضالة عامة من قبل أصحاب الوعي، الذين يريدون أن يكونوا فاعلين في علاقاتهم اليومية، سواء أكان ذلك على صعيد البيت، أو الشارع، أو المؤسسة التي ينتمون إليها، وهم لطالما يبحثون عنها، وهي لا يمكن أن تتأتّى للمرء بسهولة، حيث أنها قد تتحقق بتوافر شرطين: أحدهما فطري، و ثانيهما مكتسب، فما أكثرأن نجد أناساً لم يجلسوا على مقاعد المدارس والأكاديميات البتة، ولم يشرف على تربيتهم الفكرية والسلوكية خبراء مختصون، بيد أنك تجدهم يمتلكون قدرات فريدة، خارقة، استثنائية على جذب من حولهم، كما أن هناك-في المقابل-من يستطيع أن يكتسب ثقافة جذب سواه من خلال تعلم ذلك، إما بشكل شخصي، وهذا ما يتطلب جهداً جدَّ كبير منه، أو تحت رعاية الاختصاصيين-في هذا المجال- حيث غدا هناك علم خاص في هذا الميدان، وما أكثر ما نسمع بتلك الورش والدورات التي تعنى بالبرمجة اللغوية والعصبية، لإعداد الفرد الناجح، الذي يلعب دوراً إيجابياً فعالاً، ينعكس على شخصه، ومن حوله.

وبعيداً عما يمكن أن يتمَّ وسمه ب"صناعة الشخصية الكارزمية"، فإن تلك الشخصية التي تمتلك مقومات كارزميتها، هي الأكثر تأثيراً في حدود دائرة علاقاتها، ويمكن لها أن تخدم محيطها العام أكثر، في ما إذا توافرت لها سبل ممارسة هذا الدور، حيث تغدو هذه الشخصية شبه مشلولة، في ما إذا عزلت عن دائرة التأثير في الآخرين.

وإذا كانت التجربة، تظهر، وعلى ضوء تتبع سير حيوات بعض الذين يمتلكون صفة التأثير في من حولهم، أننا أمام أنموذجين كارزميين، أولهما الكاريزمي الإيجابي، و ثانيهما الكاريزمي السلبي، فإنه لابد من التأكيد-هنا-أن مثل هذه الشخصية التي تمتلك أدوات التأثير في غيرها، قد تتصرف على عكس ما هو مطلوب منها، حيث من الممكن أن تسيء، وتلحق الضرر الفادح بمن يقعون تحت دائرة سطوتها، لاسيما في ما إذا امتلكت فضاء يهيء لها ذلك، وهي قد تشكل أداة كارثية، على عكس ما هو مرجو منها....

ولابدَّ أن نستذكر، أن مثل هذه الشخصية، طالما تناولتها الملاحم والأساطير، بعد أن تناقلتها الذاكرة الشعبية، جيلاً بعد آخر، كما أن مثل هذه الشخصيات الفريدة-وهي ذاتها على درجات متفاوتة من حيث إمكاناتها وطاقاتها وقدراتها-لما تزل محط أنظار المبدعين، سواء أكان ذلك في مجال السرد أو الشعر، بل وفي التشكيل وحتى الأغنية، و الموسيقا، إلى تلك الدرجة التي بات كل من هذه الأعمال الأدبية وهذه الشخصيات، يخلد بعضها بعضاً...!
وإذا كان في حياة كل منا-كما تمت الإشارة في مطلع هذه الوقفة-أناس لهم تأثيرهم الكبيرفي نفوسنا، فإنه لبدهي جداً أن نتأثر على حدّ كبير بغياب أمثال هؤلاء الشخوص البارزين عنا، سواء أكان غيابهم مؤقتاً، أو أبدياً- لأنهم أصحاب شخصيات، فاعلة، ليست عابرة قط، و إنهم يتركون خلفهم آثاراً -حتى في أصعب أشكال الغياب-تدل على ديمومتهم ـ واستمرارهم، عبرالفعل الإيجابي، والسيرة الحميدة، والأيادي البيضاء، والفكرالمضيء الذي لايزول..!.


[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم الكاتب
- ثلاثة بوستات-2
- التراث الشعبي: ديمومة الحماية والتدوين
- التراث الشعبي:روح الحضارة وخزان الثقافة
- ثلاثة-بوستات- إلى-سوريا-
- طلحت حمدي في غيابته الأخيرة
- أسئلة التنمية الثقافية في ظلِّ ثورة الاتصالات والتكنولوجيا
- آرشف أوسكان يعيدالنص إلى لغته
- موت الكاتب
- أسئلة إلى الكتاب السوريين- حول الموقف من إبادة الجماعات المس ...
- مع عدم الموافقة-بالبريد العالمي السريع: إلى الصديق حسين جلبي
- مع عدم الموافقة: بالبريد العالمي السريع: إلى الصديق حسين جلب ...
- أناعابد خليل
- قابيل كردياً:
- الكاتب المتعدّد
- مستويات لغة النص
- ضراوة الواقع وضميرالكاتب..!
- المثقف واستعادة الدورالطليعي
- معايدات
- اسمي محمد رفيق..!


المزيد.....




- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...
- الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ضربة موجعة جديدة لقطاع الإعلام ا ...
- نقل الفنان المصري محمد صبحي إلى المستشفى بعد وعكة صحية طارئة ...
- تضارب الروايات حول استهداف معسكر للحشد في التاجي.. هجوم مُسي ...
- ديالا الوادي.. مقتل الفنانة العراقية السورية في جريمة بشعة ه ...
- مقتل الفنانة ديالا صلحي خنقا داخل منزلها بدمشق والتحقيقات تك ...
- القنبلة الذرية طبعت الثقافة اليابانية بإبداع مستوحى من الإشع ...
- بوليود بين السينما والدعاية.. انتقادات لـ-سباق- إنتاج أفلام ...
- الغيتار تحوّل إلى حقيبة: ليندسي لوهان تعيد إحياء إطلالتها ال ...
- سكان وسط أثينا التاريخية منزعجون من السياحة المفرطة


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - شخوص غيرعابرين