أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مستويات لغة النص














المزيد.....

مستويات لغة النص


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3898 - 2012 / 11 / 1 - 02:03
المحور: الادب والفن
    



إلى روح أبي في الذكرى العاشرة لغيابه
تحتلُّ اللُّغة في النصِّ الإبداعي مكانة جدّ مهمَّة، على اعتبارأنها العمود الفِقري فيه، بل إنه لايمكن النَّظرإلى أيِّ نصٍّ بمعزل عن اللُّغة التي تشكل لبناتِ عمارته، ولايمكن لأية دراسة نقدية، إلا وأن تولي هذه اللُّغة المزيد من العناية، مادامت جزءاً رئيساً من جسدالنص، تتفاعل مع العناصرالمكوِّنة له، مؤثرة فيها، ومتأثرة ًبها، على اعتبار أن اللغة الطَّيَِعة على يدي كاتبها، تؤدي الوظيفة المتوخاة منها،على أكمل وجه، من دون أن تقع في ربقة التكرار، سواء أكان ذلك بالنسبة إلى تجربة المبدع، أوبالنسبة إلى تجارب سواه.

ولعلّ كتاباً كثيرين، تتوهَّج اللغة في نصوصهم، حيث تعطيهاألقاً وجمالية خاصين، إلى الدرجة التي نكاد فيها ألا نتصورإنتاجاً إبداعياً، مائزاً، من دون لغة مائزة، وربماأن مقولة"النص عبارة عن عمارة لغوية" ، تعدُّ أقرب إلى الصواب،إذا وضعنا-نصب أعيننا-الأدواتِ الأخرى، في أيِّ نصِّ إبداعيٍّ، ومن بينها الرؤية والخيال، وعمق التجربة، وغيرها من الأدواتِ الخاصة بكلِّ جنس إبداعيِّ، على حدة..!.

ويستطيع القارىء الفطن، النبيه، ذوالتجربة الخاصة مع عملية القراءة، أن يميزلغة السَّارد، أوالشَّاعر، عن لغة سواهما، حتى وإن كان النص الذي يقدمه أحدهما، مغفل التوقيع، وهوماتحدث عنه الكثيرمن النقاد والدارسين، وهم في حضرة إبداعات بعض الكتاب، المتفرِّدين، ذوي البصمات الخاصة، غيرالمستنسخة مع غيرهم، ويبلغ الأمرأعلى مراتبه،هنا، في ماإذا كان المبدع المتناول، يحقق خاصية تجاوزلغة الذات، بين نص وآخر، بما يعني تطوُّرلغته، وحيويتها، كي تنبض بالحياة، متجدِّدة، بما يكفي منح النصِّ صكَّ استثنائية، سِمة النصوص التي تعكس أرواح أصحابها، من دون أيّ تعالق مع ماهوسابق عليها.


ومن صفات الكاتب المتمكِّن، أنه يستطيع، لاسيَّما في مجال السَّرد، أن يحقق مسألة التدرُّج، أنَّى دعت الحاجة إلى ذلك، وليس أدلََ على هذا في النص القصصي، أوالروائي، من أن يتمكَن هذا الكاتب تجسيد لغة شخوص متبايني المشارب الحياتية، والبيئية، والثقافية، وهوليس بالأمراليسيرقط، لأن اعتماد مثل هذا التدرُّج اللغويّ، على صعيد النص الواحد، لابدَّأن يحقق ثنائية المواءمة والاختلاف، لئلا يكون ذلك على حساب تقنية هذا النص، وتماسك بنائه، ومنعه من التَّرهل، والانفلاش، وهي من جملة قضايا تتعلق بهندسة العمل الإبداعي، ويتعامل معها الأديب الناجح، من خلال خبراته الذاتية، واعتماداً على درجة عمق تجربته، وتفاعله مع عالمه الإبداعي.

وبدهيّ، أنَّه لايمكن للمبدع أن يحقِّق إيجاد لغته الخاصة، إلا عبرتشكيل معجم لغويٍّ ذاتي ، يستعين به، أثناء الكتابة، لتكون جزءاً من مختبره الإبداعيِّ، ولتغدواللَّبنة اللغوية جزءاً من نسيج هذا النص،وهوالشكل الأرقى، والأعلى، من التعامل مع الأداة اللغوية على الإطلاق، من دون أن يقع هذا المبدع، أثناء النهل من معجمه الخاص، في أوتوماتيكية التعامل اللغوي، هذه الأوتوماتيكية التي تجعل النص متخشِّباً،جافاً، بلاروح، وبلا حياة، وفي التالي، دون أية قيمة جمالية، وإبداعية.
وتأسيساً، على مثل هذا الكلام، فإن في خصيصة تعدد المستويات اللغوية لدى المبدع، وفي نصه، مايثري هذا النص، ويسجل له مقاربته من الحياة، عبرإعادة خلقها الجمالي، في شكل أدبي رفيع، بل إن التجسيداللُّغويَّ لدى النَّاص، يغدو-في حدِّ ذاته- ملمحاً بارزاً، في سياق النصِّ، وثمَّة من يرى فيه بوّاية المتلقي إلى النص والناص، بل ثمة من راح يبالغ، إلى درجة الجزم بأن اللغة تحدِّدطبيعة الإبداع، ومنزلته، ومستواه..!؟.

إبراهيم اليوسف
[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضراوة الواقع وضميرالكاتب..!
- المثقف واستعادة الدورالطليعي
- معايدات
- اسمي محمد رفيق..!
- ثورة نبيلة وعظمى وأسرة عربية و دولية متآمرة..!
- الشاعرفي أحزانه العالية
- الشاعروقصيدته:أيهما يكتب الآخر..!
- اللغة في النص الفيسبوكي:
- الكتابة الاستذكارية
- سنة كاملة على غياب مشعل التمو*
- رؤية المبدع
- أسئلة التجنيس الأدبي فضاء الولادة الجديدة
- كاسرات الصمت
- المحنة والامتحان:
- ديوان الحياة
- هذا الدم الكردي النبيل...!
- كاميراالصحفي
- جبهة الكتابة:
- الكتابة تحت الطلب
- النص الفيسبوكي وإشكال التجنيس:*


المزيد.....




- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - مستويات لغة النص