أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - سنة كاملة على غياب مشعل التمو*














المزيد.....

سنة كاملة على غياب مشعل التمو*


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3870 - 2012 / 10 / 4 - 03:15
المحور: الادب والفن
    


لم أكن أتوقع، البتة، أن ألجأ –مرَّة أخرى-إلى إعادة كتابة مثل هذا العنوان*، بعد أن وسمت به مقالاً سابقاً لي، في العام 2009 بمناسة مرورسنة على نصب كمين لصديقي المناضل الشهيد مشعل التمو، واختطافه، واعتقاله، وهوفي طريقه من "كوباني" عين العرب، إلى حلب، من قبل أجهزة الأمن السوري، إلى أن أطلق سراحه، كي يخطط وينفذ أمن النظام وشبيحته، في اتفاق واضح، لمن يقرأ ظروف اغتياله جيداً، ضمن مرحلة بداية الثورة التي كانت هناك محاولات حثيثة من قبل النظام، وأدواته للجم الثورة، ووضع حدّ نهائيِّ للمساهمة الكردية، على اعتبارأنه كان للشهيد مشعل رأيه الخاص-الذي يمكن أن يقوَّم- الآن- بعد مرورسنة كاملة،على استشهاده، وتغييبه، النهائي، إذ استطاع أبناء شعبه الكردي، ورفاقه، قراءة فعل الاغتيال السياسي، بحكمة عالية، واضعين إصبع الاتهام، تحديداً، على اسم من هومستفيد من هذا الاغتيال،أولاً وأخيراً، وهوالنظام الاستبدادي ذاته، دون أن يعفى أيّ ذيل شبحيِّ، متعاون معه، وأياً كان..!
في تلك المرَّة، عندما كتبت ذلك المقال عن أبي فارس- كنت وغيري- على يقين أن مشعل أكبرمن سجنه، وسجانيه، وأنه عائدإلينا،لامحالة، مهما اشتدت صفاقة المستبدين، سواء أكانوا أجهزة أمنية، أم قضاة مأجورين، أم مغتصبي سلطة جبناء، لاسيما وأننا قرأنا إفادات أبي فارس، ليس في جلسات المحاكمة وحدها، بل تلك الإفادة التي كتبت على لسانه وهومختطف، وكانت أجهزة الأمن على وشك قتله، لاتعترف بوجوده عندها، كما قاله إيماضاً لي، في مكالمة هاتفية أولى، من سجنه، وقال أكثرمن ذلك لكثيرين ممن هم حوله من الأحبة الذين كان يتصل بهم، ويمكن تصنيف هذه الإفادة، ضمن لحظة ظرفها، في مستوى إفادات عظماء المناضلين، كردياً، وسورياً، وليس فيها إلا روح مشعل المقاومة، هذه الروح التي خالها بعض الذين دأبوا التقليل من نضالات سواهم، كي يساووهم بأنفسهم، ورأوا فيه مجرَّد ظاهرة صوتية، إلا أن أبافارس واجه جلاديه، بالنبرة نفسها التي كان يواجههم، في شوارع "قامشلوكته"،فما كان ممن لم ترق لهم بسالة إفادته، واستقطابه الشارع،إلا أن ينوشوه، من كل حدب وصوب، بسهام أحقادهم التي لا تتخيرإلا الشجعان، لأنهم يرفضون صورة الكردي، إلا حسب مقاييسهم الخاصة، وهكذا فإن قدرالمناضل الكردي، أن يواجه أكثرمن حرب، وعلى أكثرمن جبهة، ولعلَّ المناضل الكردي، ليحرج في مواجهة هذا الأنموذج، من المضين، الملفِّقين، المتخاذلين، البواسل إدعاء، والمنهزمين جوهراً، وهوالذي لا يهاب النظام الدموي الذي يواجهه بكل أدواته، من محاربة للقمة، وتضييق على الحرية، وحرب شعواء في الاتجاهات كافة، وإن كان مشعل قادراً على مواجهة هذا الصنف، من خلال رفع وتيرة النضال التي كانت تكشف-في كل مرة- عن عورات كثيرين منهم، هم الآن على حقائقهم- كما أكدت امتحانات الثورة السورية- حتى وإن ارتدواألف جلباب ثوري..!.
بعد سنة كاملة، من استشهاد مشعل التمو، في مؤامرة على الحراك الثوري الكردي، عامة، صارمن الممكن أن نتلمس أثرغيابه على خطابنا، وإن كان الحراك الثوري الكردي، ليضع قوانين خطه البياني، ضمن فهم معادلة مكانه، وهوماجعله يرجح الخيارالسلمي، الخيارالصائب الذي نهجته الثورة كلها، في الأصل، إلا أن النظام عمل كل مافي وسعه، على أن يواجه" غصن الزيتون" الذي كان يرفعه أطفال سوريا، بالرصاص، في إطارإشعال فتنة كبرى، لتوكيد خططه التي تخون الثورة، وتجعل من الخائن وطنياً، ولهذا فإن أي حدث جلل يمر، فإن سؤالاً ينهض بعده من قبيل: ماذا لوكان مشعل بيننا؟، وهوما يمكن تعميمه على المستوى السوري، حيث يمكن استنساخ السؤال ذاته، أمام استكثارهيئة للكتاب مقاعدللكرد، بحجم حضورهم، أوأنى ارتطمت الأصوات بالجدار، في مجلس أومؤتمرسورريين عامين، حيث كان قادراً ، في ما لوحضره،على إنقاذ المواقف، والالتفاف حول الخيار الصائب، في وجه من يستكثرعلى الكردي حجم الهواء الذي يتنفسه..!.
بعد سنة كاملة، من استشهاد مشعل، من حق روحه الهائمة بحب وطنه، وإنسانه، وفق المعادلات التي اقتنع هوعلى مساواة أطرافها على طريقته، أن تتوجه بأسئلتها إلينا جميعاً: ماالذي عملناه لها، وهلا أنصفناها، بالاعتراف بإيذائنا لها، في هذاالموقف، أوذاك، سواء أفلح مشعل في وجهة البوصلة، أم تلكأ، وهوالوارد على أي حال، بل وهلا حققنا مانتفق مع هذاالشهيدالبطل، من رؤى صائبة، تخدم إنساننا، وقضيتنا، وهلا أعاد إليه الاعتبارهؤلاء الذين استشهد، وفي روحه، بقايا آثارطعانهم الجديدة، بعدأن تأكد لهم جميعاً، أنه كان مناضلاً كبيراً، لا مجردممثل-حاشا روحه- يتقن فن البهارج، والتهويم، لأن دمه الذي سال قبل سنة، من الآن، بين من هو، ومن هؤلاء، كل بمسماه، ونعته، وصدى صوته، وأثروقع قدميه، على طريق الحياة والوطن، بل والفجرالذي بات على مدى قهقهة، طالما أطلقها شهيدنا في وجه جلاديه الذين يجرون أذيالهم، ساقطين، هاربين، إلى غيرعودة، بينماهووأمثاله من شهدائنا باقون في ذاكرة التاريخ والتراب والحياة.....!.

[email protected]

*مقدمتي للكتاب الذي أعده: تيارالمستقبل الكردي" حول اختطاف واعتقال الشهيد مشعل ومحاكماته، كانت بهذا العنوان نفسه..


مقال مخصص للعدد الجديد من" جريدة القلم الجديد" "بينوسانو"



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية المبدع
- أسئلة التجنيس الأدبي فضاء الولادة الجديدة
- كاسرات الصمت
- المحنة والامتحان:
- ديوان الحياة
- هذا الدم الكردي النبيل...!
- كاميراالصحفي
- جبهة الكتابة:
- الكتابة تحت الطلب
- النص الفيسبوكي وإشكال التجنيس:*
- تجليات الوعي بالموت: محاولة إعادة كتابة المصطلح
- بدلاً عن محمد غانم-
- طائر الباتروس-1-
- الأكاديمية العليا للجريمة..!.
- إعلام الثورة ثورة الإعلام -قراءة نقدية
- مابعدالأسطورة:
- الجيلان الإبداعي القديم والجديد:من التنابذ إلى المواءمة
- إعادة تشكيل العقل
- الكسل الإبداعي بين الواقع والضرورة
- أطوارالرئيس الزائف


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - سنة كاملة على غياب مشعل التمو*