أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - رؤية المبدع














المزيد.....

رؤية المبدع


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3869 - 2012 / 10 / 3 - 02:29
المحور: الادب والفن
    


ثمة عنصرجد مهم، بالنسبة إلى المبدع، والعملية الإبداعية، على حد سواء، تتعلق برؤية المبدع للحياة، والمجتمع، وهوالعنصرالذي لايتم الحديث عنه، على نحومباشر أثناء الدراسات والبحوث النقدية الجديدة، وذلك بسبب الانصراف إلى النص، وتجاهل خصوصية الناص، أوالاقتصارعلى قراءة الأفكارالتي يقدمها النص معرفياً، ضمن حدوده، بعيداً عن موقع هذه الأفكارفي منظومة مفاهيم الشاعر.

وتتشكل رؤى أي مبدع-عادة-اعتماداً على جملة روافد تبدأ بثقافته البيتية، وتربيته الأسرية، ومروراً بالشارع، والحي، والمدرسة، والمؤسسة الفكرية التي سينحازإليها، ومدى علاقتها بالثقافة الاجتماعية العامة من حوله، مواءمة أوتضاداً، على حد سواء، حسب موقفه من هذه الثقافة، والصوى والمحفزات التي تضعها على حد سواء.

ولايمكن لرؤى أي مبدع، أن تنضج دفعة واحدة،لأنها تكتسب تدريجياً، إلى الحد الذي تحقق فيه شكلاً نهائياً، فهي دائمة التطور، في ما إذا امتلكت نقاط ارتكازسليمة، وقاعدة فكرية راسخة، بحيث تكون مرجعيته، التي ينطلق منها أثناء أية محاكمة ذاتية، وهويشيدعمارة نصه الإبداعي، مادام النص الإبداعي ليس مجرد شكل-فحسب-وإنماهو شكل ومضمون، وإن كان جوهر المضمون في الإبداع يختلف عنه في الحياة اليومية، لأن الإبداع حده الذي يسمو الى مصاف جمالية عالية.

وعلى هذا الأساس، فإنه لمن المفترض أن تكون للمبدع رؤاه المائزة، التي تعتمد على أقنومي الثقافة والتجربة، في آن، فالرؤية لايمكن أن تكون صائبة، دقيقة، في ما لو كانت مجرد تراكم فكري لدى حاملها، كما أنها تظل ناقصة كذلك، في ما لو كان قوامها مجرد تجربة، غيرمحصنة بالفكر، كما أن التفاعل البشري مع إنجازات التجربة لا تكون في سوية واحدة، بل تتفاوت بين امرىء وآخر، وهي كذلك في عالم المبدع، حيث نكون أمام مستويات مختلفة، من التفاعل مع التجربة، تختلف بين مبدع وآخر، بحسب رهافة درجة الحساسية.

والمبدع الأصيل قادرعلى صناعة الرؤية، والإسهام في دعم الحياة الفكرية بأسس جديدة، أصيلة، ذات صلة وثيقة بالحياة والواقع، وفتح آفاق جديدة أمام الإنتلجنسيا، والنخب الإبداعية، بل والعالم كله، إلى الدرجة التي يمكن للمفكروالفيلسوف أن يرجعا إلى الإبداع، وأن ينهلا منه، ويستفيدا منه، في خطاطاتهما العريضة، وما أكثرمن استفاد من شكسبيروأبي تمام والمتنبي والمعري وابن عربي والسهروردي والخاني وغيرهم كثيرون، أصبحوا عناوين فكرية، في جوانب من إبداعاتهم، في الوقت الذي لم يكونوا في لحظات إنتاجهم الفني والمعرفي عارفين طبيعة مايقدمونه، خارج نصوصهم الإبداعية.

وثمة نقطة خطيرة هنا، وهي أنه قد تكون شبكة الرؤية لدى المبدع غيرناضجة، وعلى سبيل المثال، ثمة من يستطيع رسم لوحة إبداعية، في أبهى صورة جمالية، بيدأن لوحته تلك، خاوية من المضمون، تكادألا تكون لها أية وظيفة أخرى، ما ينعكس سلباً على البعد الجمالي الفني لهذه اللوحة، وهو الحكم نفسه الذي يشمل قصة ما، أو رواية ما، أوقصيدة ما، ما لم يكن مبدعوها ينطلقون من رصيد رؤيوي، يمكنهم من منح إبداعاتهم البعد الدلالي الفكري، ليكون في خدمة الإنسان، وقضاياه.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة التجنيس الأدبي فضاء الولادة الجديدة
- كاسرات الصمت
- المحنة والامتحان:
- ديوان الحياة
- هذا الدم الكردي النبيل...!
- كاميراالصحفي
- جبهة الكتابة:
- الكتابة تحت الطلب
- النص الفيسبوكي وإشكال التجنيس:*
- تجليات الوعي بالموت: محاولة إعادة كتابة المصطلح
- بدلاً عن محمد غانم-
- طائر الباتروس-1-
- الأكاديمية العليا للجريمة..!.
- إعلام الثورة ثورة الإعلام -قراءة نقدية
- مابعدالأسطورة:
- الجيلان الإبداعي القديم والجديد:من التنابذ إلى المواءمة
- إعادة تشكيل العقل
- الكسل الإبداعي بين الواقع والضرورة
- أطوارالرئيس الزائف
- ثلاثة انشقاقات:


المزيد.....




- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...
- عشرات الفنانين والإعلاميين يطالبون ميرتس بوقف توريد الأسلحة ...
- حكايات ملهمة -بالعربي- ترسم ملامح مستقبل مستدام
- مسرحية -لا سمح الله- بين قيد التعليمية وشرط الفنية


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - رؤية المبدع