أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الجيلان الإبداعي القديم والجديد:من التنابذ إلى المواءمة















المزيد.....

الجيلان الإبداعي القديم والجديد:من التنابذ إلى المواءمة


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3832 - 2012 / 8 / 27 - 11:34
المحور: الادب والفن
    



لايمكن النظرإلى الإبداع، في أي مجال كان، سواء في عالم كتابة الشعروالسرد،أوفي عالم الموسيقا، والتمثيل والرسم، إلاأن له دورة مستمرة، وإن هذه الدورة هي في حاجة-دائمة-إلى الأسماء الجديدة، كما هي بحاجة إلى الأسماء القديمة، إذأن هذين الطرفين: الاسم الجديد، والاسم القديم،هما طرفان لابدّّ منهما، في معادلة الإبداع، وإن أي إقصاء لأحد هذين الطرفين الرئيسين، إنما ليؤدي إلى خلل المعادلة برمتها.
وعندما نأتي ونضع أسماء الراسخين في مجال الإبداع، في مجال ما، وليكن التمثيل،على سبب المثال، تحت مجهرالتقويم، فإننا نجد أن هؤلاء قد اكتسبواتجربة مهمَّة، في مجال تطويرهواياتهم، عبرشريط زماني طويل، استطاعوا خلال تلك الفترة، من مراكمة الخبرات، وشق الطريق، إلى أن يصبحوا"نجوماً" كما يقال عنهم، عبرمصطلحات عالم الفن، بل إنه لايمكن تجاوز هؤلاء، لأنهم يتحولون إلى عناوين بارزة في حياة أي بلد، و إن بعض هؤلاء يستطيع تحقيق مراحل إبداعية، ليكون عبارة عن "مدرسة"، في مجال الإبداع، ما يجعله يشكل امبراطوريته، ولو الافتراضية، لأنه يكون هناك من ينتظرجديده، ويتم الحديث عن الخط البياني الإبداعي، عبرشتى مراحل تجربته الإبداعية، كاسم كبير.
ولكي نكون منصفين-هنا- فإن عامل السبق الزَّماني، لايمكن له أن يكون كافياً، في تطويرأية موهبة إبداعية، لأن عوامل الإبداع هي عديدة، وإن شرط الخبرة، والذي يعدُّ أحد معطيات العامل الزماني، هومجرد شرط، بيد أنه غيركاف، في ظل انعدام الموهبة، لأن رصيد الخبرة، لن يكون كافياً البتة، في صناعة موهبة يشارإليها بالبنان، وتسجل حضورها في الحياة الثقافية والفنية، بل والعامة، وإن هذا الشرط يعدّ ضرورياً لمن يمتلك المقومات الأخرى للموهبة، ومنها سلامة الفطرة، والقابلية، والثقافة، وإنه في ظل توافرشروط الموهبة-جميعها-فإن العامل الزماني، يكسب صاحب الموهبة ما يستحصله من خبرات لازمة، من خلال احتكاكه بجمهوره،أومن خلال تواصله مع المشهد الفني، إلى تلك الدرجة، أنه ما من محطة في تاريخه الفني، إلا ويكون لها أثرها في تقدم موهبة، وكأن هذه الخبرات هي وقود استمرارية الموهبة.
وثمة مأزق قد تتعرض له، هذه الأسماء، وذلك بعد مضي فترة زمانية من عمرتجربتها، يتجلى في استنساخ المبدع إبداعه، وتكراره، إلى تلك الدرجة التي لم يعد متابعه يشعربالبعد الإبداعي، في الأنموذج الذي يقدمه، ولعل سبب هذا الشيء يكمن في أمرين، أحدهما هو:ثقة هذا الفنان بعطائه، حيث يتم التصاق هذا العطاء بناظريه، إلى الدرجة التي لايمكنه الخروج من تحت سطوته، وهنا يتم تبلد العامل النقدي الذاتي لديه، في لحظة تضخم الذات، واعتبارها مثلاً عالياً، لايمكن لأحد الوصول إلى الذروة التي حققها، والثاني يكمن في ضعف التواصل مع مناهل الثقافة، والتقوقع، وعدم التواصل مع تجارب الآخرين، وربما التعامل معها، بالاستعلاء عليها، واستتفاهها، وهوما يؤدي إلى نضب أوردة الموهبة، ومواتها، عبرالتجفف التدريجي، وما أكثرأن نرى مواهب كبيرة، ذات بصمات واضحة، في التاريخ الفني، بيد أن عطاءها، ينحدربعد بلوغه تخوم القمة، كي يؤول إلى نهايات لا تليق به، قد يسميها بعضهم ب "الهاوية"، وإن هذا الصنف من المبدعين، إنما تسيء مآلات تجربته، إلى نفائس أعطياتها الكبرى، في أحايين كثيرة، إلى درجة نسفها نفسها...!
أما إذا وضعناالأسماءالجديدة،في عالم موهبة التمثيل ذاته، تحت مثل هذا المجهرالتقويمي، فإننا نكتشف أن هذه الموهبة تعتمد على مجرَّد طموحها، متكئة على الرصيد-الخام-كما يقال،عادة، وهورصيد قد يكفي لوضع أي اسم من هذه الأسماء على تخوم نقطة الانطلاق الأولى، كي يختارمساره، وربما أنه استطاع، أن يواصل الانطلاق إلى مسافة زمانية محدَّدة، كأن يشترك في عرض مسرحي واحد، أو أكثر، بيد أنه يبقى في حاجة دائمة إلى الاستفادة من مصادر عدة وهي: الثقافة العامة والثقافة التخصصية، ومن ثم التراث الإبداعي السابق عليه، بالإضافة إلى الإنتاج الإبداعي الراهن الذي لابدَّ من الإطلاع عليه، والتفاعل معه، سواء أكان محلياً، أوعالمياً، على حد سواء.

والتحدي عينه، الذي أشرنا إليه، أثناء الحديث، عن مأزق الاسم الإبداعي الراسخ، إنما يمكن الاستشهاد به، هنا، وبغضِّ النظرعن حصيد الاسمين، وإن على نحومختلف، قليلاً، وذلك، عندما تجد اسماً ما، يحقق قفزات عالية، في مجال الإبداع، في أحد أعماله الأولى، أو حتى في أكثرمن عمل، إلا أن موهبته، سرعان ما تتقزم، وتضمحل، وتتلاشى، وتتصحر، عبرعمرإبداعي قصير، لتكشف عن خواء مؤلم، لهذا الاسم، ولعلَّ مردّ هذا هوأن هذا الموهوب، لم يتكىء على تجربة ثقافية إبداعية، غنية، أثناء انطلاقته، وإنما اعتمد على مجرد عامل المثاقفة، وهوقد يكون متوافراً، لدى أوساط واسعة، عادة، وقد يدفع-أحياناً-الخاملين، وعديمي الموهبة، إلى وهم التباس الموهبة، إلى أن يكتشفوا حقيقة وقائعهم، وهنا، فإن على كل صاحب موهبة، سيان إن كان جديداً، أومعروفاً، ذا حضور، أن يستفيد من شقي النقد:من قبل الجمهور،العامة،أومن قبل المتخصصين،شريطة أن يكون هذا الأخيرموضوعياً، يقوم هذه الموهبة، كما هي، في نقاط قوتها، وضعفها، على حد سواء....!.
وثمّة نقطة مهمَّة، لابد من الإشارة إليها، في هذا المقام، وهي أن هناك تشاكياً متبادلاً بين صاحبي الموهبة المعروفة، ذات الحضور، والموهبة الجديدة، ويكمن في أن الاسم الجديد، دائم الزعم أن الاسم السابق عليه، يمسك بيديه، بكل مفاتيح العمل، ويمارس استبداداً، بحق كل اسم لاحق، ولايفسح المجال أمامه، وذلك لأسباب معروفة، تحت صفات ومسميات كثيرة، قوامها الذاتية، بل ربما الأنانية، وعدم تقبل الجديد، لاسيما وأننا قد نجد-الاسم الجديد، رافضاً لكل الأدوات والأساليب والتقنيات التي كان يلجأ إليها السابق عليه، لأنه"ابن ثقافة غيرثقافة عصره" وإن التطورات التي يشهدها العالم، على الصعد كافة، يتأثربها الاسم الجديد، ربما بحساسية أعلى من حساسية السابق عليه، وهنا لو لجأنا إلى تشخيص أسرة فنية، هي أسرة الفنان عادل إمام، فإن ما أتيح لنجليه المخرج رامي أو الفنان محمد*، لم يتح له، فهما يستفيدان من تجربة أبويهما، وجيله، ومن سبقهم، كما أنهم ينتمون إلى ثقافة فنية هي ثقافة عصرهم، ذي الملامح الفارقة المختلفة، دون أن ننسى أن الاسم الذي عانى، وجاهد، ليشقَّ طريقه، وسط حالة من ضحالة النماذج، واستطاع أن يؤسس علاماته الفارقة، إنما هوجديربالثناء، وهكذا فإن ابن الجيل السابق على الجديد، من حقه الدفاع عن جيله الإبداعي الذي لم يجد"ملعقة ذهبية" للموهبة، بل عانى، وكابد، وهويؤسِّس أرضاً صلبة يقف عليها.
وإذا كنا، أعلاه،قد تناولنا مجرد أنموذج في عالم الإبداع، وهوفنُّ التمثيل، و يمكننا سحب هذا المثال، على المجالات الإبداعية الأخرى التي أشرنا إليها، في استهلالة هذه الوقفة، فإنه لابد من التركيز على أمرجوهري-لابدَّ منه- وهوأن هناك تكاملاً ومواءمة بين أي جيل سابق ولاحق، لا تلاغ، وتنابذ، حيث يستفيد اللاحق من السابق، بل ربما يستطيع الجيل السابق ذاته، الاستفادة، من الإنجازات الجديدة التي حققها الجيل اللاحق، بعيداًعن عقدة الاستكبارالتي ليس أخطرمنها على الموهبة الإبداعية، مهما تألقت، وانفردت، وشمخت، وتباسقت.........!.



*نجلا عادل إمام توافرت لكليهما الدراسة الأكاديمية، إلا أنه كان خريج كلية الزراعة..!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة تشكيل العقل
- الكسل الإبداعي بين الواقع والضرورة
- أطوارالرئيس الزائف
- ثلاثة انشقاقات:
- -الطاغية يتوضأبالدم..!-
- عيد ناقص
- إعزازيات.....!?
- الكرد والثورة: مالهم وماعليهم
- صدمة الثورة وسقوط المثقف
- لطفل كاتباً
- مالايقوله الإعلام السوري؟!:
- رسالة بالبريد العاجل إلى رفيق شيوعي قديم..!
- حلب ترحب بكم.*.!
- كيف أكتب قصيدة؟
- -قصائدحلب-
- الافتراء على الكردوالتاريخ..!
- حوارمع حفنة من تراب قامشلي:
- النظام السوري الآن كالأفعى الجر يحة..!
- كلمة باطلة يراد بها باطل
- ما بعد الأسد..!؟1


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - الجيلان الإبداعي القديم والجديد:من التنابذ إلى المواءمة