أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - كيف أكتب قصيدة؟














المزيد.....

كيف أكتب قصيدة؟


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 08:51
المحور: الادب والفن
    


لعل عنوان هذا العمود، يوحي للوهلة الأولى، بأن هناك وصفة ما، قد يتم تقديمها -هنا- حول كيفية كتابة القصيدة، بيد أن كتابة القصيدة تظل أكبر من معرفة مقومات كتابتها، لأن هناك شروطاً كثيرة، لابد من توافرها لدى من يرغب بكتابة الشعر، وتأتي أصالة الموهبة، وسعة الثقافة، وامتلاك أدوات صناعة القصيدة ومنها: اللغة، والأذن الموسيقية المرهفة، والحساسية، وعمق التجربة، في أول قائمة هاتيك الشروط جميعها، إلا أنه يبقى هناك ما هو خفي، غير مبتذل، بل ويكاد يكون عصياً، بين هذه الشروط جميعها، لابد من توافره حتى تتم صناعة قصيدة، على يدي شاعرها .

وإذا كنا هنا، نتحدث عن تلك القصيدة الإبداعية، ذات السطوة والحضور، التي تمتلك مقومات شعريتها، فإن هناك -في المقابل- ذلك النص الذي يشبه القصيدة، ويكاد يتماهى معها، إلا أنه يفتقر روح الشعر الذي لا يخطئ المتلقي، الذواق، تشخيصها، من خلال سبره عوالم النص، لأن تلك الروح إنما هي امتداد لروح صانع الشعر، وهي لا تنجز خارج هذه العلاقة، الحميمية، بين النص والناص، لتكون -في التالي- أحد أسرار المعجزة الكبرى في كتابة النص الشعري الإبداعي .

وروح الشعر، آنفة الذكر،طالما حام النقاد، على امتداد تاريخ نقد الشاعر حولها، مطلقين عليها أسماء، ومصطلحات تكاد لا تنتهي، إلى يومنا هذا، بيد أن معرفة كنه هذه الروح، وكيفية خلقها، تظل عصية عليهم، لأنها تأتي ترجمة للنفحة الاستثنائية، غير ممكنة الاستنساخ، ما دامت قادرة على أن تحول معجماً صغيراً من مفردات النص، إلى كائن ينضح بالشعر، من خلال جملة أدوات عمارته: الصور، والأخيلة، والدهشة، والرؤية، هذه الأدوات التي لا يمكن تفاعلها البتة، خارج مختبر الشاعر، وهي روحه -تحديداً- حاضنة الشعر، والفضاء الذي تتجذر إليه مشيمة القصيدة .

ولعله، منذ أولى قصيدة أوجدت مصطلحها، وعلاقتها بمتلقيها، فإن سؤال “كيف أكتب قصيدة؟” لهج على لسان الكائن البشري، مساوراً نفسه، وإن بدرجات متفاوتة من الحماس، لتلي محاولة الكتابة لديه -غالباً- السؤال ذاته، بيد أن النجاح في كتابة هذا النص، لا يمكن أن يتحقق، خارج دائرة الشروط المشار إليها، سواء الملموس منها، أو الخفي الذي لا يمكن توصيف ماهيته، كاملة، كما هو، لذلك فما أكثر ما نجد أن هناك من يعيش وهم الشعرية، خلال مرحلة محددة من تأجج الطموح في نفسه، بل إن هذا الوهم قد يستمر عبر مساحة زمنية، تستغرق سنوات حياته كلها، من دون أن يقارب جوهر الشعر، وأعلى ذراريه، البتة، في الوقت الذي يكون هناك من يمتلك شروط كتابة القصيدة برمتها، من دون أن يكتشف ذلك في نفسه، في يوم ما .

ووفق، ما سبق من تصورات أولى لكتابة القصيدة، فإن الشاعرالذي يكتب قصيدة ناجحة، لا يمكنه أن يفلح في تبيان طريقة إبداعه الشعري، وذلك لأن الشرط الأكثر أهمية، هو كما تمت الإشارة إليه ب”روح الشعر” ليظل عصياً على التنظير، ومن هنا، فإن من يروم الإبحار في عوالم الشعر مطالب بتوفير ما يستلزم مختبره من أدوات أولى، ناهيك عن أن المراس، والدربة، والمعاناة، عوامل لابد منها عند كل من يريد كتابة قصيدة، تمتلك سحرها، وألقها، ودهشتها، لئلا تكون مجرد مصفوفة مفردات لا حياة فيها .



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -قصائدحلب-
- الافتراء على الكردوالتاريخ..!
- حوارمع حفنة من تراب قامشلي:
- النظام السوري الآن كالأفعى الجر يحة..!
- كلمة باطلة يراد بها باطل
- ما بعد الأسد..!؟1
- فضاءات الكلمة
- كمال اللبواني يعود إلى أرومته
- خطاب الرأب ورأب الخطاب:
- سقوط ثقافة الاختطاف
- في انتظارساعة الصفر: إلى دمشق الباسلة
- شعرية النص الفيسبوكي
- نفقٌ ومنافقون
- ماء الحب وهواؤه:
- على هامش اتفاقية المجلسين الكرديين: أسئلة التطبيق والضوابط1
- على هامش اتفاقية المجلسين الكرديين:أسئلةالتطبيق والضوابط
- أولى ثمارالدبلوماسية الكردستانية
- الشاعروقصيدته التالية:
- عزلة المثقف الكبرى
- المثقف الكردي: مهمَّات عاجلة..!


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - كيف أكتب قصيدة؟