أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - عزلة المثقف الكبرى














المزيد.....

عزلة المثقف الكبرى


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3783 - 2012 / 7 / 9 - 07:56
المحور: الادب والفن
    



لايزال هناك فهم خاطىء، ينتشربين أوساط ثقافية واسعة، مفادها أن تخصص المثقف العامل في مجالات الإبداع، يفرض عليه تصومعه في حدود هذا الاختصاص، من دون أي خروج عنه، وهويعفيه عن الانخراط في المهمات الأخرى التي تهم مجتمعه من حوله، ويذهب آخرون إلى أن درجة تدخل هذا المثقف في قضايا أهله يجب ألا تتجاوز حدود تناولهاالإبداعي.
طبيعي، أن المثقف الذي يعمل في عالم الإبداع، مطالب بأن يكون وفياً مع محيطه، بل مع الإنسانية، بشكل عام، يتبنى هموم وآلام وأحلام الناس، ويكون لسان حالهم، من دون أن يكون ذلك على حساب الجانب الفني في إنتاجه، لأن كل جنس إبداعي، له وسائله في تناول ماهومعرفي. حيث أن الفنان التشكيلي ، أو الروائي، أو القاص،أو الشاعر،أو المسرحي،أو السينمائي، قادرون على تناول أشد الموضوعات التصاقاً بالحياة اليومية للإنسان، ولكن، بعد إعادة خلق ذلك، في المختبرالإبداعي لكل منهم،على حد سواء، وبعيداً عن الترجمة الحرفية للواقع التي تجاوزتها الفنون الإبداعية، وذلك من خلال توجهها إلى الخلق الثاني لهذا الواقع..!.

إن اشتغال المثقف، في مجال إبداعي خاص، يجعل مهمته مضاعفة، تجاه من حوله، فهوفرد، ومواطن، وإنسان، أولاً، كما أنه مبدع ثانياً،وإن هذه الثنائية، لايمكن فصلها عن بعضها بعضاً، وفق الترتيب المتداخل نفسه، لأن الشرط الإنساني سابق على الشرط الإبداعي، وإن كان أي تجزيء لهما،في حالة المثقف المبدع، تعد غيرممكنة البتة..!
ولعله من المعروف جداً، إن بعض النتاجات الإبداعية-الروايةوالمسرح-قد لايمكن أن تواكبا لحظة الحدث المهم في حياة المحيط، وذلك انطلاقاً من طبيعة كلا الفنين، وحاجة بنائهما إلى مزيد من الوقت حتى يتم استكمال بنائيهما، بعكس القصيدة التي قد ترافق الحدث، في الحالات العادية وتكون تجسيداً فنياً له.
والمثقف-ملح مجتمعه- بل هو ضميره اليقظ، والمسؤول في المحطات والمفاصل الأكثرحرجاً أمام التاريخ، حيث تناط به مهمة نقد الواقع، وتقديم رؤيته، في الخلاص، إلى برِّالأمان،بل وأنه المطالب بأن تكون له رؤيته الستراتيجية المعلن عنها، لتكون صمَّام أمان ومرجعا،ًيستعان، ويهتدى به، في السراء والضراء..!.
لقد سقطت-تماماً-تلك المقولات التي كانت تروج،إلى حين، مقولة ضرورة التزام المثقف المبدع، ببرجه العاجي، وعدم التنازل بالانشغال بقضايا العامة، لأن وظيفته الرئيسة تكمن في إنتاج ماهوجمالي، ديدنه السمو، بعيداً عما يخل بهذه المعادلة من خلال إقحام قضايا صغيرة-ولو كانت عذابات شعوب كاملة-لأن جوهرالفنِّ الخالص هوانصرافه لوظيفته المثلى..!؟.
مؤكد،أن المثقف/المبدع الذي يتهرَّب من أداء وظيفته، بات مدركاً-الآن-في ظلِّ استبانة الأمور، ومعرفة طبيعة المهمات المنوطة به،أن في إدارة ظهره لمن هم في أمس الحاجة إليه،للإدلاء بشهادته، ما يضمن له تجنب المتاعب، والمساءلة، ودفع الضريبة، بالإضافة إلى أنه يكفل بمثل هذا"اللاموقف"،وهو"موقف" صميمي،في النهاية، استمرارية مكاسبه المستحصلة،أو المفترضة،بيد أن ذلك يزلقه إلى حفافي خسارة ثقة الآخرين به، بل وخسران نفسه أيضاً..!.

إن الموقع الحقيقي للمثقف الغرامشي، العضوي، هو أن يكون في لجَّة القضايا المصيرية واليومية، لإنسانه، دونما أي انفصام عنهما، حتى يحقق شرطه الإنساني، والوطني، والاجتماعي، إلى جانب شرطه الثقافي الذي لاقيمة له خارج منظومة الشروط الأخرى..!.

[email protected]



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف الكردي: مهمَّات عاجلة..!
- الأديب والرحلات:أدب يكاد ينقرض في زمان سهولة وسرعة وسائل الا ...
- اتحاد تنسيقيات شباب الكرد يشعل شمعته الثانية1
- ثنائية الثقافة ووسائل الإعلام الحديثة
- أميربوطان في القصرالجمهوري
- الشاعرروائياً
- حرب التماسيح على الدم الفصيح
- في ردم الهوة بين النقد الأدبي والنص
- صناعة الماضي
- موَّال ديري*
- حقيبة الحكومة الأخيرة
- البريد الإلكتروني
- البريد الإلكتروني2
- مابعد الأدب؟.
- ثقافة البيئة.. ثقافة الحياة..!
- آزادي- أولى جرائد الثورة السورية تشعل شمعتها الثانية*1
- القصيدةوالكتابة الثانية
- سرديات مفتوحة على التحول:ثورات الربيع العربي تفرزأدبها الجدي ...
- بين القلم والكيبورد
- مشروع غسان تويني التنويري


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - عزلة المثقف الكبرى